*الرسام الكاريكاتيري العربي الصبان: مسيرة فنية تعبر حدود المغرب*
1826 مشاهدة
في حدث يجسد ثقافة الاعتراف، استضافت القناة الثانية الرسام الكاريكاتيري المغربي البارز، العربي الصبان، ضمن نشرة الظهيرة ليوم الأحد الموافق 21 أبريل 2024، ما أتاح فرصة ذهبية للجمهور للاطلاع على مسيرته الفنية الرائدة. يعتبر الصبان واحدا من أهم فناني الكاريكاتير في العالم العربي، حيث تميز برؤيته النقدية للساحة السياسية المغربية والدولية من خلال فرشاته وأقلامه الساخرة.
بدأ الصبان مشواره الفني في عام 1968، مساهما في إثراء المشهد الثقافي المغربي من خلال تأسيس والعمل مع صحف مغربية متخصصة في الكاريكاتير. منها صحيفة « أخبار السوق » التي أطلقت في عام 1978، ومشروع « المقلاع » الذي بزغ في العام 2000. كما عمل الصبان في جريدة «العلم» كرسام كاريكاتيري ومحرر صحفي، بالإضافة إلى تجربته الإعلامية مع جريدة «لوبنيون» الفرنسية.
تكللت مسيرته بالعديد من الجوائز القيمة، من بينها جائزة معرض الكاريكاتير الثالث في سوريا عام 1981، وجائزة معرض « العالم الثالث » في مصر عام 1991. كما حاز على تقدير خاص من «إذاعة طنجة»، حيث تم اختيار الشخصية التي ابتدعها « مهماز » كشخصية العام في نفس العام.
أقام الصبان أكثر من عشرين معرضا فرديا وجماعيا على المستوى الدولي، وقد استُخدمت أعماله كمادة دراسية لطلاب المعهد العالي للصحافة بالرباط. وتشهد المكتبة المغربية على إبداعاته من خلال كتاب صدر عن وكالة شراع يضم مجموعة من أعماله المتميزة.
بالإضافة إلى دوره كفنان، كان الصبان داعما فعالا لجريدة مراكش الإخبارية في بداياتها، عبر علاقته الأخوية المتميزة مع استاذنا الاستاذ الحبيب ابو ريشة حيث قدم عدة رسومات كاريكاتيرية تنتقد مسؤولي المدينة الحمراء الذين طالتهم تهم الفساد ونهب المال العام.
مع تزايد الاهتمام بالفن الكاريكاتيري ودوره في التعبير الثقافي والسياسي، يظل العربي الصبان مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفنانين في المغرب والعالم العربي. من خلال ريشته، يواصل التأثير في الرأي العام، مستخدما الفكاهة والسخرية كأدوات للنقد الاجتماعي والسياسي، ومشجعا على التفكير النقدي والحوار البنّاء.
في عصر يسوده التوتر السياسي والاجتماعي، يبرز دور الكاريكاتير كمنبر حر للتعبير عن الآراء والمواقف بطريقة يمكن أن تصل إلى قلوب وعقول الجمهور بسهولة. الصبان، بخبرته الطويلة ونهجه الفريد، يعد نموذجًا للفنان الذي لا يتوانى عن طرح القضايا المهمة بشجاعة، مما يجعل أعماله ذات صدى واسع.
من خلال مشاركاته المتعددة في المعارض الدولية والجوائز التي حصدها، أثبت الصبان أن الفن يمكن أن يكون رسالة عابرة للحدود، تعبر عن الثقافات وتحدث تغييرا إيجابيا. هذه القدرة على الاتصال العالمي تشير إلى أهمية وجودة أعماله، التي تتجاوز حدود اللغة والثقافة.
وفي الوقت الذي يتابع فيه العالم أعماله بإعجاب، يستمر الصبان في رسم الابتسامات وإثارة الأسئلة الجادة من خلال أعماله، مسلطا الضوء على المواضيع الرئيسية التي تؤثر في المجتمع المغربي والعالم الأوسع. هكذا، يظل العربي الصبان، ليس فقط رائدا في مجاله، بل وأيضا شاهدا على القوة الهائلة للفن الكاريكاتيري في تحفيز النقاش العام وتعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي.