تنظيم مهرجان الفنون الشعبية بمراكش مع عيد الاضحى يغضب المشاركين
2633 مشاهدة
بقلم : محمد الأمين ازروال
اطلعت على البلاغ الذي صدر، حول موعد تنظيم المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي دابت كما هو معلوم على احتضانه مدينة مراكش سنويا، في شهر يونيو من كل سنة، ويتضح من خلال البلاغ أن الجهة المشرفة على فعالياته، اختارت ان ينتظم ما بين 22و26 يونيو الجاري، علما ان هذا الموعد يتزامن هذه السنة، مع اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك، الذي سيحتفى به بعد يومين فقط من انصرام فعاليات المهرجان، وهو ما يطرح اشكالية سواء بالنسبة للفرق الفولكلورية التي تؤثثه، او بالنسبة للجمهور الذي يشد الرحال من كل جهات المملكة، لمتابعة فعالياته ذلك ان الجميع سيكون منشغلا، في الإعداد للاحتفال بعيد الاضحى المبارك، بكل ما يتطلبه ذلك من استعدادات مسبقة ومكثفة، وكذلك من انهماك الاسر المغربية، على توفير الظروف المساعدة على شراء كبش العيد، وما يتبعه من اللوازم الضرورية لتمر هذه المناسبة الدينية في احسن الأجواء.
فهل ياترى غاب كل هذا عن العباقرة المشرفين على تنظيم هذه التظاهرة، أم أنهم يعيشون في كوكب آخر ومن ثم فان اهتماماتهم، لا تمت بصلة باهتمامات عامة الشعب، المتشبث باداء شعيرة ابينا ابراهيم عليه السلام، امتثالا لقوله تعالى « وفديناه بذبح عظيم »، ذلك انه نظرا لأهمية هذه الشعيرة وصفها الحق سبحانه بالعظمة.
واذا كان العباقرة المشرفون على تنظيم هذه التظاهرة، لا يعيرون اي اهتمام لهذه الشعيرة الدينية، فإن اعضاء الفرق الفولكلورية التي ستؤثث المهرجان، وكذا الجمهور المفترض ان يتابعها، لن يتنازلوا بحال من الاحوال عن أدائها، في الاجواء الروحانية التي تليق بها، والتي تعتبر فضلا عن طابعها الديني، مناسبة لالتئام العائلات وصلة الرحم، وكذا لجمع شمل الاسر التي يضرب عدد من افرادها في مختلف بقاع الارض، ابتغاء لفضل الله والذين يغتنمون هذه المناسبة، للتوافد زرافات ووحدانا على بلدهم، من أجل قضاء عطلة العيد في أجواء عائلية يطبعها الود والمحبة.
انه وفي حالة اصرار المنظمين على أن تلتئم هذه التظاهرة، في الموعد الذي اختاروه لها، يمكن أن تنبأ مسبقا ان تظاهرة هذا الموسم، ستكون باهتة ان لم نقل فاشلة بكل المقاييس، وقديما قيل « اذا أسندت الى غير اهلها فانتظر الساعة »، ويبدو أن ساعة رحيل اشخاص لا علاقة لهم بالمجال، قد دقت وستكون هذه التظاهرة ان شاء الله، بداية لمرحلة جديدة بعد أن بلغ الغرور بالبعض، إلى الخوض في مجالات لا يربطهم بها أي رابط، اذ من مكر الزمن ان يتصدر اليوم المشهد السياسي او الفني، اشخاص ليس لهم بين الفن او السياسة سوى الخير والاحسان، وما قيل في حق المسؤول عن مؤسسة المهرجان.