مشاهدة : 2,383

تنسيقية محلية تطالب بفتح تحقيق في نضوب مياه بحيرة بأزيلال

تنسيقية محلية تطالب بفتح تحقيق في نضوب مياه بحيرة بأزيلال


أصبح مستوى مياه بحيرة تامدا المنخفض والموجودة بإبزو إقليم أزيلال يثير قلق الساكنة والمهتمين بالمجال البيئي، وتطالب تنسيقية « تامدة للدفاع عن الموارد المائية بإبزو » التي تضم 24 جمعية محلية، بفتح تحقيق في سبب هذا النضوب، مبرزة أن الأمر قد يتعلق بحفر آبار في أعلى مجرى البحيرة، بترخيص من الحوض المائي لأم الربيع.

وتدعو التنسيقية حسب منسقها عبد الكريم رمزي إلى إغلاق هذه الآبار إذا ما تبث أنها المسؤولة عن نضب مياه البحيرة، أو في الحالة المخالفة، تعبئة سد مرماش الذي يقع أعلى مجرة البحيرة، ويمكن تغذيته من نهر واد العبيد بصبيب 700 ألف مكعب، وهو ما سيغذي الفرشة المائية للآبار والعيون المتواجدة بأبزو، وإرجاع الحياة لهذه البحيرة.

ويضيف رمزي لـ »مراكش الإخبارية » أن هذه البحيرة تسقي ما يزيد عن 190 هكتار من الأراضي الفلاحية المغطاة بواحة من أشجار الزيتون والخروب والرمان والليمون والعنب، وتنتعش منها فلاحة معيشية يسترزق منها السكان البزيويون وتسقى منها ماشيتهم التي تعد بآلاف رؤوس الأغنام والأبقار .

ويشير المتحدث ذاته إلى أن موقع البحيرة السياحي وطنيا وإقليميا ومحليا يخلق فرص شغل لعشرات الشباب خلال الصيف، بالإضافة إلى أنها موطن لوحيش مهم واسماك وأحياء وموقع أركيولوجي وايكولوجي مهم .

من جهته يبرز الدكتور عبد الواحد فنيك المتخصص في الموارد المائية بدير بني ملال خطورة تغيير الثقافية المائية والتراث المائي الذي تسير به الموارد المائية منذ القدم بأبزو، موضحا أن الإنسان البزيوي راكم مهارات حياتية متنوعة يؤطرها التواتر بين الوفرة والندرة، وذلك من خلال استعمال الأكوك (السد الحجري)، الذي يبنى في قعر الواد لرفع المياه نحو الحقول، ثم استعمال الشادوف لنقل الماء من قعر الآبار والمطفية للتخزين مياه التساقطات واستعمالها في وقت الندرة وتوجد في منطقة باحي مطفية لا تزال تستغل في مياه الوضوء في المسجد.

 ويشير الأستاذ الباحث في الجغرافيا الطبيعية ل »مراكش الإخبارية » إلى ضرورة استمرار هذه الثقافة، وعدم تغييرها، لكون طبونومية المنطقة ترتبط بشكل قوي بالماء وبما راكمه الإنسان من ثقافة مائية عبر التاريخ، موضحا أن « بزو » تعني في الأمازيغية الغرس والزراعة، وتامدا تعني البحيرة الصغيرة، إذن فالماء ساهم في نشوء ثقافة محلية جعلت كل الشروط الضرورية لقيام حضارة إنسانية متوفرة، لكن في العقود الأخيرة ونتيجة لتضافر مجموعة من العوامل بشرية نمو ديمغرافي سريع، مناخية توالي سنوات الجفاف، وثقافية تحولات ثقافية عميقة همت الجيل الصاعد تتجلى في تراجع اهتمامه بالنشاط الفلاحي، كلها عوامل ساهمت في تفكك الثقافة المائية بمنطقة الدير عموما وفي منطقة بزو خاصة.

 ويضيف صاحب أطروحة دكتوراه  » منابع الماء في دير الأطلس ببني ملال » أن النتيجة الطبيعية لهذا التفكك والتراجع هو النزيف الديمغرافي الذي سوف تعرفه المنطقة نحو المناطق الحضرية المجاورة وحتى البعيدة، بحثا عن فرص عيش أفضل، مبرزا أن منطقة بزو تنتمي إلى مجال ذو مناخ شبه جاف حيث التساقطات لا تتجاوز 200 ملم في الدير لكن هذا المعدل يتجاوزه في المناطق الجبلية التي تحيط بالمنطقة وهي جبال الأطلس الكبير الأوسط الكلسي، التي تعمل على تغذية العيون المائية على مستوى الدير ببزو ومنطقة اغبالو وزالكن.

ويؤكد الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بجامعة الحسن الثاني أن المنطقة لا تتحمل إعطاء تراخيص لجلب المياه عبر الثقوب المائية العميقة لان ذلك سيهدد الفرشة المائية والمنابع المائية، موضحا أن العيون المائية هي منظومة متكاملة فمجرد خلل ولو بسيط قد يؤدي إلى تقويض هذا النظام، وتزداد الحساسية في النظام المائي الكاريستي الذي تتغذى منه منابع وعيون منطقة تامدا حيث أن عيون تامدا تنتمي إلى النظام الكارستي للأطلس الكبير الأوسط الكلسي وإلى النهاية الجنوبية للأطلس المتوسط الجنوبي، وبالتالي فإن حفر الاثقاب يساهم مما لا شك فيه في تكسير المجاري الباطنية للمياه وبالتالي يساهم في تراجع مستويات التغذية، كما أن الاستنزاف المفرط للخزانات النارية الباطنية يؤدي إلى نزول المستوى البيزوميتري للفرشة وبالتالي فقدان الماء لقدرته على التدفق نحو العيون في السافلة.

4 commentaires sur “تنسيقية محلية تطالب بفتح تحقيق في نضوب مياه بحيرة بأزيلال

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :