بعد مقاطعة شبه شاملة لدورة ماي تنامي الدعوات لحل مجلس جماعة اسفي
1904 مشاهدة
لم يتمكن نور الدين كموش رئيس جماعة اسفي حتى من الحفاظ على الأقلية التي حضرت اولى جلسات دورة ماي الجاري المنعقدة يوم الاثنين 6 من الشهر ذاته. و في غضون 3 ايام فقط فقد نصف هذه الأقلية، حيث لم يحضر جلسة يومه الخميس 9 ماي 2024 سوى ثلاثة مستشارين بدل ستة من مجموع 51 مستشارا و مستشارة يشكلون اعضاء الجماعة.
جاء ذلك في سياق لعبة شد الحبل بين الرئيس و معارضيه التي طبعت العلاقات داخل المجلس منذ بداياته في أعقاب انتخابات 2021 التي فاز فيها كموش بالرئاسة إثر حصوله على ثقة 47 مستشارا و مستشارة و عرفت ظواهر و احداثا ماتزال تلقي بظلال كثيفة على السير العادي للجماعة.
لعبة شد الحبل تلك بلغت ذروتها مؤخرا لترتقي الى مقاطعة جماعية لدورة ماي الجاري، ليس فقط على خلفية الهزالة التي وصفت بها النقط الواردة في جدول اعمال هذه الدورة، بل أيضا في سياق رد الفعل على تصريحات لنور الدين كموش وصف فيها معارضيه ب » القطيع ». و هي التصريحات التي أثارت حفيظة قطاع واسع من متتبعي الشأن المحلي، و برزت تجليات ذلك بشكل عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن موقف « مقاطعة » الدورة خلال جلستين متتاليتين.
و سجلت كاميرات صحافيين و مدونين و ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فراغ قاعة الاجتماعات التي كانت تغص بالحضور في دورات سابقة سواء تعلق الأمر بالمستشارين او ساكنة الجماعة، فيما نعى عبد الله فكار احد قيدومي المستشارين على نور الدين كموش غياب الاستشارة معتبرا في تصريح له أن واقع الجماعة سيتدعي برمجة نقط هامة في جدول الاعمال، عدا الحديث عن شركة »فيكتاليا » المفوض لها في قطاع النقل الحضري، او المنازعات القضائية للجماعة في مواجهة الاغيار، أو قضايا التشوير و السير و الجولان.
و يرتقب أن تنعقد جلسة ثالثة، » بمن حضر » الاثنين المقبل على الارجح. لكنها حتى و إن تمكنت من البث في جدول أعمال الدورة، لن يكون بمقدورها رأب الصدع المستتفحل داخل المجلس، ما لم تدفع بدورها إلى مزيد من الاحتقان.
و بينما لم يصدر عن نور الدين كموش اي توضيح بشأن تصريحاته التي وصف فيها معارضيه ب » القطيع » و اتهمهم ب » الابتزاز « مفجرا المجلس من الداخل, بدأت تتصاعد اصوات تدعو الى حل المجلس و إعادة انتخاب أعضائه. و هو حل يندرج تحت مقولة » آخر الدواء الكي » و سيشكل سابقة لم يشهد لها اي مجلس ل « حاضرة المحيط* مثيلا من ذي قبل. غير أن دور السلطات الإقليمية حاسم عندما يتعلق الامر بحل المجالس، و سلطات آسفي لا تبدو راضية كل الرضى عن الأداء الذي طبع عمل المجلس، او هكذا تبدو على كل حال.
أما الذين يتساءلون عن مصير كموش و ما إذا كانت هناك خطة معدة في الكواليس للدفع بنائبه الأول » الياس البدوي » ( عن حزب الأصالة والمعاصرة الذي حصل على المرتبة الاولى في الانتخابات) لتولي مهام الرئاسة، خصوصا و أنه كان قاب قوسين من التربع على كرسيها، لولا ما تعرض له من « تأمر » كشف تفاصيله في خرجة إعلامية لافتة غداة الانتخابات الجماعية الأخيرة، فإن الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور.
و في انتظار ذلك، و مادام من سابع المستحيلات أن يستعيد كموش اغلبيته، ها هو مجلس الجماعة مشرع على كل صنوف الفشل و لا يراكم سوى التشنج. و يتعقبه سخط الساكنة، و تمرد المعارضة.