باحث فرنسي يؤكد أن صحة المسير هي أول رأسمال غير مادي للشركات
1075 مشاهدة
يوم الخميس 26 ماي 2022، استقبلت جامعة القاضي عياض بمراكش، وبتنظيم من مختبر الدراسات والأبحاث «Nouvelles Pratiques de Gestion (NPG)»، الأستاذ Olivier TORRES الذي ألقى في رحاب الجامعة محاضرة حول موضوع صحة المسيرين، عنوان كتابه الأخير الصادر عن دور النشر De Boeck.
أمام جمهور واسع يضم أساتذة باحثين وطلبة ورجال أعمال ومهتمين، وقد افتتحت المحاضرة بكلمة الأستاذ الدكتور، نوفل غيفي، المنظم لهذه المحاضرة، والذي تطرق في معرض حديثه إلى المسار العلمي الحافل للأستاذ Olivier TORRES كمتخصص في مجال المقاولات الصغرى والمتوسطة، وكباحث رائد في مجال صحة المسير. ثم أشار الأستاذ نوفل إلى أهمية هذا الموضوع الذي ظل إلى عهد قريب من المواضيع الشائكة والمسكوت عنها، والذي يدخل في نفس الوقت في صلب أبحاث مختبر NPG.
بداية، أثار الأستاذ TORRES أهمية ومكانة المقاولات الصغرى والمتوسطة (مقاولات تضم ما بين 1 إلى 250 أجير) في جميع اقتصاديات العالم. في فرنسا، تمثل هذه المقاولات نسبة 99.84%. على فرنسا، تظل هذه النسبة في المغرب أيضا مهمة.
وعلى الرغم من ذلك، نادرا ما يتم إدراج المقاولات الصغرى والمتوسطة في التحليلات العلمية والنظريات الاقتصادية والتدبيرية. إلى يومنا هذا، لازال الحديث متواصلا عن Fordisme، Taylorisme وUbérisation أخذا بعين الاعتبار الشركات الكبرى (Ford, Toyota, Uber) كنموذج. كما أن وزن لGAFAM المهمين في وسائل الإعلام والانشغالات الاقتصادية و السياسية يزكي الانطباع السائد بكون الشركات الكبرى هي المهمة فقط. خلافا لذلك، يجدر القول بأن التجار، والحرفيين، والمزارعين، وأصحاب المهن الحرة وأرباب الشركات الصغرى والمتوسطة هم إلى حد كبير أكثر عددا والأكثر إسهاما في توفير مناصب الشغل في جميع بلدان العالم.
من أجل هذه الغاية، صب هذا الباحث اهتمامه لما يفوق 12 سنة على موضوع صحة أرباب الشركات، على اعتبار هذه الأخيرة مصدرا للعمل والثروة. لكن النتائج تظل متباينة.
من جهة، أظهرت أبحاث المرصد AMAROK أن ريادة الأعمال مفيدة للصحة. العمل كرائد أعمال، أو للحساب الشخصي يؤدي بمرور الوقت إلى تطوير سمات مثل التفاؤل، التحمل، تقدير الذات والقدرة على التأقلم. جميع هذه السمات الشخصية تتميز بفضيلة كونها إيجابية للصحة، ويسميها الخبراء بالعوامل « الصحية »، أي أنها مفيدة للصحة.
من جهة أخرى، حذر Olivier TORRES أيضا رواد الأعمال من الميل نحو الاستنزاف، لكونهم يعملون لساعات أكثر مقارنة مع بقية الساكنة النشيطة. في ذات السياق، بينت أبحاث AMAROK بأن أرباب الشركات يقللون من مقدار الوقت المخصص للنوم. فهم ينامون أقل للعمل أكثر، ويجعلون من نومهم متغيرا معدلا لعملهم، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى التعب المزمن.
ولكن، هذا الالتزام المفرط قد يؤدي في بعض الأحيان إلى السقوط والاحتراق المهني. وهذا أمر مؤسف للغاية، على اعتبار أن غياب المسير في الشركات الصغيرة جدًا، يمكن أن يؤدي بشدة إلى إعاقة تطوير الشركات الصغرى والمتوسطة.
أخيرًا، أبرزت هذه المحاضرة أن صحة المسير هي أول رأسمال غير مادي للشركة صغيرة الحجم.
يعمل هذا الباحث الفرنسي وفريقه بقيادة الدكتور bernard Augustin على إنشاء مرصده في المملكة المغربية. تم إجراء العديد من الاتصالات مع باحثين مغاربة رفيعي المستوى بالإضافة إلى شبكات أصحاب العمل الوطنية (CJD Maroc ، …).