مشاهدة : 2358
المسيح..اضحك المراكشيين وزوار المدينة لكنه رحل في ظروف مزرية
فقدت ساحة جامع الفنا بمراكش أمس الاثنين أحد روادها، الحكواتي « محمد المسيح »، بعدما انتصر عليه المرض الخبيث، الذي عانى منه طيلة الفترة الأخيرة، في غياب أي التفاتة من الجهات المسؤولة، مع اكتفاء الدعم من زملائه بالساحة فقط.
.وكان محمد المسيح، أول الملتحقين بساحة جامع الفنا، من بين الثلاثي الفكاهي، الذي يضم كذلك رفيقيه عبد الاله ومصطفى، وذلك قبل أزيد من 40 سنة، حيث بدأ بـ”الشلح والعروبي”، قبل أن يُكَوِّن فريقا خاصا به، حمل اسم « فرقة المسيح ».
وعانى محمد المسيح قيد حياته من مرض السىرطان على مستوى الكبد، وهو ما غيبه عن ساحة جامع الفنا، التي عمر فيها لعقود، قبل أن يلازم الفراش، دون أن يجد أي التفاتة من الجهات المسؤولة، وهو ما يعري واقع رواد فن الحلقة بساحة جامع الفنا، التي صنفتها منظمة اليونسكو عام 2001 ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية، إذ تعتبر واحدة من أشهر الفضاءات التاريخية في المغرب، وتختزن منذ قرون تعبيرات الثقافة الشعبية والفرجة المفتوحة في وجه الزوار من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن أهمية المكان التجارية والاقتصادية، لكن العاملين بها يعانون ويرحلون في صمت.
وأعادت واقعة محمد المسيح إلى الواجهة معضلة الحلايقية، الذين يعانون من الفقر المدقع والعوز الشديد، وهم في أرذل العمر، فلم تشفع لهم سنوات الفرجة والعمل بساحة جامع الفنا من أجل العيش الكريم، والاستقرار المعيشي، وغالبية هؤلاء أجبرهم المرض وكبر السن على التقاعد، وآخرين فارقوا الحياة وفي حلقهم غصة الإهمال والنسيان، فيما ما يزال البعض يقاوم المعاناة من أجل البحث عن القوت اليومي، في انتظار التفاتة من الجهات المسؤولة، التي اهملت الساحة، وجعلتها تعيش أسوء فتراتها، فيما تمادت في إدارة الظهر لاحدى أهم عناصرها « الحلايقية ».