المجلس العلمي المحلي بمراكش في حداد
2874 مشاهدة
بموت الأستاذ الدكتور محمد اليوسفي يخسر المجلس العلمي المحلي بمراكش أحد أهم أعضائه، ممن لهم فضل التوجيه والتربية والتعليم والتكوين، والتأهيل العلمي والثقافي واللغوي والأدبي…المشهود لهم بحسن الأخلاق والفضيلة.
وكما في مدرجات الجامعة والمنتديات، كان الفقيد اليوسفي في مجالس العلم حجة، إذا ما تحدث أبلغ وإذا ما تفكر سما وإذا حدث صدق وإذا حاجج أفحم وإذا علم أفاد، راو ثقة فقيه بحر عالم جم أديب فحل أستاذ قدوة.
الاستاذ اليوسفي جامع، اختلط فيه العلم بالأدب والمعرفة بالسلوك، المنهاج لديه على سنة السلف أن الأدب طريق العلم، والأخلاق نور المعرفة، فكان رحمه الله اسما لمعنى الأستاذية.
من مثل الفقيد اليوسفي علماء فقهاء أساتذة أدباء لهم تالد وطارف حق بأعلامهم للمجلس العلمي المحلي في مراكش الفخار، ما تزال عضوياتهم منارات علم، هم للتاريخ أمجاد نفع الله بهم البلاد والعباد بنزاهة النفس وحسن السيرة بصفاء الطوية وارتفاع الذكر، ومتانة الدين بانقطاع للعبادة في زهد دون رياء، تدور الفتاوى على ثقوب الذهن عندهم وتشد الرحال إلى مجالسهم وتتخشع من أسفلهم المنابر قبل ان تنتهي رياسة العلم في وقتهم.
وسيشكو المجلس العلمي المحلي في مراكش، فراغ الكرسي أمام السيد الرئيس الفقيه الأمجد العالم الأجل الأستاذ الدكتور عز الدين المعيار الإدريسي أطال الله عمره، الذي ينفرط العقد أساطين من حوله غيبهم الموت وخيم بفقدهم الحزن والأسى وعم المدينة وشمل أهلها إذ تتهاوى أعمدة المعقول والمنقول والعلوم الشتى…
ومع الحداد المعلن في مراكش وفي المجلس العلمي المحلي للمدينة لفقد عالم كبير وأستاذ فذ وعضو بارز في المجتمع والمجالس بجميل الأدب ظرفا وطرافة، ومعرفة وثقافة، وعلما وفقها ولغة وخطابة، محمد اليوسفي الذي ودعه اليوم إلى دار البقاء في جنان الخلد طلبته وزملاؤه وأصدقاؤه وجمهور المثقفين… لا أخوف على مجالس العلم في المدينة في ظل تواتر الغياب سوى أن تَشوه معالمُها وتَميهَ منابرها ويعتلي كرسيَها لا الذي حالته جميلة ولا ذكره حسن وليس له حظ من تقوى أو خشوع وما عنده مما في غيره يبثه وعليه قادر…
فعسى أن يكون ملء الشغور بحجم القدور، ليكون الكرسي من قيمة الجالس عليه في عضوية ليست شرفية أو وظيفية تسهل طريق الرزق لملتمسي مناصب الرفعة بالعلم المزعوم والمعرفة المهلهلة والكلام الملحون والفكر المحدود والحديث غير المسنود والتعليم عند أدنى الدرجات…
وان يكن المصاب جللا والفقد عظيما لموت العالم الأستاذ محمد اليوسفي فلا عزاء إلا أن يخلد ذكره ما خلد الذكر في الصوامع والجوامع، وأن يكون في المجلس العلمي المحلي في مراكش الخوالف من فئة السوالف.