الماء والاقتصاد بتاليوين: موضوع أطروحة دكتوراه في التاريخ بكلية الآداب بمراكش.
1859 مشاهدة
تحت عنوان: «الماء والاقتصاد بأدرار ن سوس ما بين 1883 و1946: حالة قبائل تاليوين»، ناقش الإطار التربوي حسن إدوعزيز رسالته لنيل الدكتوراه في التاريخ، صباح أول أمس الخميس 7 يوليوز 2022.
مر هذا اللقاء العلمي بقاعة المناقشات برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض بمراكش، في حضور لجنة علمية مكونة من السادة الأستاذة:
– الدكتور عبد الرحيم بنعلي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش رئيسا؛
– الدكتور أحمد مهدرها، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، مشرفا؛
– الدكتور عبد اللطيف البرينسي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عضوا مقررا؛
– الدكتور توفيق محمد القبايبي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عضوا مقررا؛
– الدكتور خالد الرامي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، عضوا مقررا.
وانطلقت الأشغال على الساعة التاسعة صباحا بإتاحة الفرصة للطالب الباحث للدفاع عن أطروحته. حيث أكد على أن عمله جاء كمحاولة لإعادة بناء وقراءة تاريخ منطقة نائية من جبل سوس: وهي منطقة تاليوين؛ خلال الفترة المعاصرة، ومن خلال الأرشيف الكولونيالي، وتقارير ضباط الشؤون الأهلية..؛ وانطلاقا من إيمانه بأن الجبل لم يكن خزانًا للموارد المائية والحيوانية والنباتية عبر تاريخ المغرب فحسب، بل كان أيضًا أرشيفًا حيا للموارد البشرية، بثقافتها وأنماط حياتها وتقنيات إنتاجها. وبالتالي فإن البحث في تاريخ الماء والجبل بالمغرب بشكل عام، يجب أن ينطلق من استقراء البيانات والأرقام المرتبطة بالانتاج الاقتصادي، وبالنظم الاجتماعية المساهمة في هذا الانتاج، من حيث علاقتها بالموارد المائية. مؤكدا أنه لا يمكن فهم التاريخ الاقتصادي للمغرب دون استحضار اشكاليتين أساسيتين كانتا محور كل العمليات الموجهة للسياسة الاستعمارية بالمغرب طيلة فترة الحماية، وهما إشكالية الأرض، وما ارتبط بها من محاولات السيطرة على أغلب الأراضي الزراعية بالسهول، ثم إشكالية الماء وما تلاها من محاولات تهدئة ساكنة الجبل من أجل تعبئة الموارد المائية الضرورية لاستغلال تلك السهول. حيث استنتج الباحث بأن الحماية الفرنسية وإن استطاعت إحداث مجموعة من التحولات العميقة على مستوى المناطق السهلية، فإن ذلك كان صعبا بالمناطق الجبلية، وضمنها منطقة تاليوين، من خلال استمرار ثقل تراكم تاريخي يطبع وسائل ونظم وتقنيات الانتاج.. والذي بينه الباحث، من خلال فصول أطروحته، في علاقة الماء بالعديد من القضايا: كالماء والاستقرار، والماء والهجرة، والماء والانتاج (الزراعي والرعوي)، والماء والتقنيات، والماء وملكية الأرض، والماء والاستغلال، والماء والعرف والشرع…
دامت أطوار المقابلة زهاء ثلاث ساعات من النقاش والتقييم المثمر لأعضاء اللجنة العلمية، والذين وجهوا مجموعة من الملاحظات والتوجيهات إلى الطالب الباحث، داعين إياه بضرورة الأخذ بها من أجل التصويب والتصحيح والتنقيح، قبل أن يتلو السيد عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش قرار منح الباحث درجة الدكتوراه في التاريخ بدرجة مشرف جدا مع توصية بالطبع، بعدما اقتنع أعضاء اللجنة خلال مداولاتهم بجدية العمل، وبضرورة تعميمه للافادة مع عموم الباحثين والمختصين.