نظمت دار الشعر بمراكش، نهاية الأسبوع المنصرم، فعاليات الدورة الخامسة من برنامج “محاورات” خصص موضوعها لشعر “الهايكو” أو “جماليات شعرية التكثيف”، بمشاركة الشاعرين إبراهيم قازو ولبنى منان، إلى جانب مرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعرية للشباب والعديد من الوجوه الإبداعية.
وقرأ الشاعر والمترجم ابراهيم قازو بعضا من نصوصه الشعرية الشذرية، والتي تعتمد النسق الحكمي والمفارقة في تكثيف بليغ للصورة وفي تعميق للصيغ الرؤياوية، وهو الذي انفتح من خلال ترجماته على جغرافيات شعرية كونية، تلامس العمق الكوني لهذا النمط الإبداعي والذي أمسى يتمثل روح الراهن اليوم.
أما الشاعرة والفنانة لبنى منان، القادمة من مجال يحاور فيه الشعر المسرح، فقد أعادت صياغة بعضا من منجزها الشعري والذي كان موضوعا تطبيقيا للنقاش والتفاعل، على ضوء ما أفرزته التجربة الشعرية المغربية السنوات الأخيرة، من حضور قوي ولافت لشعر الهايكو، في محاولة لتملس سمات وبنيات هذا النص الشعري وخصوصياته.
وانتقل الشاعران، في محطة ثانية، إلى نقاش تفاعلي مع الحضور بعد تأطير منهجي ونقدي للناقد والشاعر الدكتور عبد اللطيف السخيري، بخبرته التي راكمها في التأطير والتوجيه، ضمن استقصاء أوليات التحليل لمنهجيات مقاربة النص وشعرية التكثيف في تجربة الهايكو.
وكشف كل من الشاعر والمترجم ابراهيم قازو والشاعرة والفنانة لبنى منان على مرجعياتهما والتي شكلت ديدن النهل لترسيخ أفقهما الإبداعي، وقدما معا نماذج لتجارب آسيوية وكونية رسخت، تاريخيا، نمط هذه الكتابة الشعرية ومجازاتها.
