السياحة المغربية .. من الإنعاش إلى تغير الوصفة!؟

2791 مشاهدة

السياحة المغربية .. من الإنعاش إلى تغير الوصفة!؟

عدد السياح الوافدين على بلادنا سنة 2019..يعتبر انتكاسة حقيقية…!
راهن المغرب منذ الستينيات من القرن الماضي في مخططاته الاقتصادية، على السياحة كمورد اساسي لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية، ومن اجل ذلك عمل على إقامة سسلسلة من المرافق السياحية والفنادق المصنفة، في عدد من المناطق التي اعتبرها اكثر جاذبية للسياح، حيث كانت كل من مراكش واكادير في وقت معين، نموذجا لازدهار السياحة ببلادنا، إلا أن أكادير أتى عليها زمن تراجعت فيه نسبة الإقبال على هذه المدينة الأطلسية الجميلة، التي كان السياح الألمان والاسكندافيين هم زبناءها الرئيسيين، حيث كانوا يتوافدون عليها باعداد كبيرة.
تعود اسباب هذا التراجع بالاساس الى قلة وعي المستثمرين في المجال، بعقلية السياح وحساسيتهم المفرطة تجاه عدد من الممارسات، من أهمها الجشع واعتبار السائح الأجنبي مجرد مصدر للعملة، وعدم اعتباره ذلك الانسان الذي يزن الأشياء بميزان العقل والمنطق، وبالتالي فقد بدأت نسبة الاقبال والعودة الى المدينة في التراجع تدريجيا إلى ان تدنت إلى مستويات، أضحت تهدد عددا من مرافقها السياحية بالافلاس، اذا لم تتخذ التدابير التي من شأنها عودة الثقة لسياحها التقليديين من جديد.
واذا كان هذا هو شان أكادير، فإن مراكش ظلت محتفظة إلى حد الآن بزخمها السياحي، حيث لازالت تعرف إقبالا متزايدا خاصة من طرف السياح الفرنسيين والاسبان، والمؤمل إلا تتعرض بفعل بعض الممارسات التي تسيء لسمعة المدينة والبلد عموما، والتي تعرضت لها أكادير سابقا.
مع كل ما يتميز به المغرب من استقرار وما يزخر به من مناظر طبيعية جميلة تمتاز بتناقضات طبيعية، حيث الطقس الصحراوي الشديد الحرارة، الى جانب طقس الجبال الشديد البرودة، وكذلك من ماثر تاريخية تقف شاهدة على عراقته وتجذره في عمق التاريخ، كامبراطورية كان لها شأن عظيم، ورغم كل الجهود التي بذلت لم يستطع المغرب، تحقيق ذلك المطمح الذي راهن عليه، وهواستقبال 20مليون سائح في افق2020، حيث خرجت الإحصائيات الاخيرة التي أجرتها جهة متخصصة، لتصدمنا بأن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال سنة2019، لم يتجاوز حوالي13مليون بمن فيهم بطبيعة الحال السياح المغاربة الذين يعيشون في بلاد المهجر والذين يقدر عددهم بنحو خمسة ملايين.
هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الاحصائيات أن عدد السياح الذين زاروا الجارة الايبيرية، خلال سنة2019 بلغ حوالي85 مليون، علما ان المغرب لاتفصله عن الجارة الإسبانية سوى 14كلم.
فأين هي عبقرية المغاربة ازاء عجزهم عن استمالة ولو ثلث السياح الزائرين لإسبانيا؟، والحالة أن المغرب يعتبر بوابة افريقيا على اروبا والبلد الاقرب اليها، ولعل مجرد تحسيس بسيط من قبل المكتب السياحي التي يستنزف الملايير من ميزانية الدولة، واغراءه هؤلاء السياح بأهمية المغرب، كان من شانه ان يكون له مفعوله الإيجابي.
ليس هناك اي عذر للمسؤولين عن القطاع بالا يكون المغرب، من الدول الأكثر جذبا للسياح، شريطة نهج سياسة تروم القضاء على بعض المظاهر التي تسيء لسمعة البلاد، وتدفع بالتالي السائح الاجنبي الى النفور منها، وهي مظاهر اصبحت معروفة لدى الخاص والعام، منها تكاثر جيوش المتسولين الذين باتوا يقلقون راحة أبناء البلد، قبل السياح وكذلك جشع أرباب الفنادق وكذا تجار المصنوعات التقليدية وغيرهم من الجهات المختصة بتسويق الثروات السياحية اللامادية.
على السلطات المختصة أن تتعامل بالحزم والصرامة اللازمين للقضاء على اسباب هذه الانتكاسة السياحية قبل فوات الأوان، خاصة وأن دولا في المنطقة بدات تتجه نحو منافستنا في هذا المحال ..!

اخر الأخبار :