السلطة المحلية بسيدي يوسف بن علي تقود عملية إخلاء كبرى ضد أكبر تجمع للباعة الجائلين بمدينة مراكش
3035 مشاهدة
بعدما عاش سكان حي سيدي يوسف بن علي، وعلى مدى شهور طوال على وقع الامتعاض والتذمر المتزايدين بسبب الفوضى العارمة وتراكم الأزبال وعرقلة السير والجولان بشارع البرادة المحادي لسوق بولرباح والتي جعلت من هذا الشارع بؤرة سوداء ونموذجا في احتلال الملك العمومي. هاهم اليوم يستنشقون الصعداء، وهم يصبحون يوميا على وجه جديد لحيهم، بعد معركة طويلة وعملية إخلاء تعد الكبرى من نوعها في تاريخ هذا الحي، قادها كلا من رئيس المنطقة الحضرية الباشا عبد العزيز الروضي ورئيس الملحقة الإدارية الوسطى الباشا العامري ضد الباعة الجائلين بشارع البرادة {أكبر تجمع للباعة الجائلين بمدينة مراكش}، من خلال إخلائهم وتفكيك الخيام والأكشاك العشوائية التي قاموا ببنائها، والتي تحولت لسوق عشوائي كبير دام لأشهر طويلة. حيث استطاعا رجالا السلطة المحلية المذكورين أعلاه، وبفضل حنكتهما التي راكماها لسنوات، أن ينجحا في تحرير الملك العمومي بشارع البرادة بنسبة مائة بالمائة من الباعة المتجولين، بعدما شنا حملة واسعة ومستمرة لما يربو عن الأسبوع، أصبح بعدها -الحملة- بإمكان المواطنين والدراجات النارية والعادية والسيارات وحتى الشاحنات المرور من شارع البرادة الذي كان محرما عليهم مند مدة طويلة بسبب الاحتلال الجائر والمبالغ فيه للملك العمومي.
عملية التحرير هاته خلفت ارتياحا كبيرا لدى المواطنين من أهالي الحي وزواره، وتنفس معها الباعة القانونيين الصعداء، بعد أن ناضلوا لأجل إخلاء شارع البرادة، بل وإخلاء مداخل محلاتهم التجارية أنفسها، كما استبشر عدد من الفاعلين الجمعويين خيرا من العملية، التي ستساعد على استرجاع هيبة الحي ورونقه.
وطالب نشطاء آخرون على صفحات محلية بموقع فيسبوك، السلطات المحلية بإكمال عملها في تحرير الملك العمومي، وتطبيق القانون بشكل صارم للقضاء على ظاهرة احتلال الأرصفة والشوارع بكل من شارع المصلى وجنبات سوق الربيع وشارع موسى بن نصير، بنفس الطريقة التي تمت مع الباعة المتجولين بسوق بولرباح.
هذا، وحسب ما عاينته الجريدة، فإن العملية تمت بشكل قانوني، وبدون مواجهات تذكر بين السلطة المحلية والباعة الجائلين، وبدون إكراه ولا تهديد، ودون وقوع مناوشات بين الطرفين، حيث لم يبدي الباعة أية مقاومة للحملة رغم حالة التوتر والاحتقان التي سادت الوضع، الحملة هذه تمت وفق مقاربة تشاركية، تجسيدا للمفهوم الجديد للسلطة، الذي ما فتئ ينادي به جلالة الملك نصره الله، حيث تم إشراك ممثلين عن الباعة الجائلين في عملية التحرير هاته حيث ساهموا في تاطير الباعة والتحاور معهم.