ما تزال بعض النساء يخترن الصيام خلال المرض أو الحمل أو الرضاعة بسبب تظافر عوامل اجتماعية ودينية وثقافية بالإضافة إلى عدم توفر الكثير من المعلومات الطبية حول الآثار الفسيولوجية للصيام خلال شهر رمضان على الأم و جنينها! فهل يجب على المرأة الصيام خلال فترة الحمل والرضاعة؟ وما هي الآثار الصحية للصيام على صحة الأم والجنين؟ وما هي تأثيرات الصيام على جودة حليب الأم وبالتالي نمو طفلها خلال هذه المرحلة؟
تأثير الصيام خلال الحمل على صحة الجنين!
قام عدد محدود من الدراسات بالتحقيق حول التأثيرات المحتملة للصيام على الحالة الصحية للمرأة الحامل وجنينها، وبالمقابل أظهرت بعض الدراسات نتائج لآثارًا سلبية للصيام على الحمل! خلال هذه الفترة تكون لدى المرأة حالة من:
زيادة مقاومة الأنسولين.
انخفاض استخراج الأنسولين الكبدي.
وخلال الصيام تصبح تركيزات الجلوكوز عند المرأة الحامل أقل، فيما ترتفع لديها مستويات الجلوكوز والأنسولين بكثير بعد الإفطار، حتى أنها ترتفع لدى المرأة الحامل أكثر من الغير حامل!
والخطورة هنا تكمن في ارتباط ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم ومستويات الهيموجلوبين خلال الحمل بزيادة خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية للجنين! ومن المتوقع أن يسبب الصيام خلال الحمل مخاطر عالية للإصابة بالأمراض ووفاة الجنين والأم.
وبالتالي فتقييم حالتهما الطبية قبل رمضان أمر ضروري، وهذا يشمل:
رعاية ما قبل الحمل مع التركيز على تحقيق نسب شبه طبيعية للجلوكوز في الدم والهيموجلوبين.
تقديم الاستشارة الطبية بشأن مضاعفات الأم والجنين المرتبطة بضعف التحكم في نسبة السكر في الدم.
تشمل الآثار السلبية والغير مرغوب فيها لصيام المرأة الحامل:
زيادة خطر التقيؤ الحملي أثناء الأشهر الأولى من الحمل.
زيادة انتشار التهابات المسالك البولية بسبب انخفاض تناول السوائل خلال أيام الصيام.
انخفاض في حركات تنفس الجنين بسبب المستويات المنخفضة السائدة من جلوكوز الدم لدى الأم.
وحسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، يرتبط الصيام قبل الولادة بتدهور الصحة العامة للجنين وارتفاع معدل الإصابة بالمرض في سن متأخرة، حيث يتباطأ نمو المشيمة مع استمرار نمو الجنين. ويؤثر شهر رمضان على نمو المشيمة من خلال:
تغييرات النظام الغذائي خلال الصيام.
برمجة إمداد الجنين بالطعام.
وقد يكون للصيام آثار طويلة المدى على صحة الجنين، مثل:
مرض الشريان التاجي.
مرض السكري من النوع 2.
فقر الدم.
صغر حجم الجسم.
نقص في الوزن.
تأثير الصيام على الأم والطفل خلال فترة الرضاعة الطبيعية:
ليست هناك دراسات كافية حول الآثار الفعلية للصيام خلال الرضاعة الطبيعية على صحة الرضيع! لكن وجدت إحدى الدراسات أن 22% من الأمهات المرضعات لاحظن انخفاضًا في إنتاج حليبهن، و 23% أبلغن عن زيادة كمية مكملات الرضع خلال صيام رمضان.
الرضاعة الطبيعية ترتبط بشكل مباشر مع النمو البيولوجي والنفسي والفكري للرضع، وقد يؤدي الإجهاد الأيضي الإضافي الناتج عن صيام رمضان أثناء الحمل وأثناء الرضاعة إلى تأخر نمو وتطور الجنين والوليد، على التوالي.
في دراسة تمت مشاركة ما مجموعه 21 أما مرضعة، تتراوح أعمارهن بين 17 و 38 سنة، واللواتي صمن خلال شهر رمضان وتطوعن لإعطاء عينات من الحليب، وتراوحت أعمار أطفالهن بين 2 و 5 أشهر، أظهرت النتائج أن:
- مستويات الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم في لبن الأم انخفضت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان.
- زاد وزن الأم حوالي 1 كجم بعد رمضان.
- لوحظ انخفاض في تناول فيتامين “A ” بعد رمضان.
- وبالتالي استنتجت الدراسة أنه من الأفضل إعفاء المرضعات من صيام رمضان.
وحسب وزارة الصحة المغربية، خلال الصيام يمكن لنسبة المواد الدهنية في الحليب أن تقل، وبالتالي فإن الطفل يمكن أن يعبر في كثير من المرات خلال النهار على حاجياته من الرضاعة نظرا لكونه لم يحصل على الكمية الكافية من المواد الدهنية التي يحتاجها.
لكن في حالة الأطفال الذين لا يعتمدون فقط على الرضاعة الطبيعية في تغذيتهم، وإنما كذلك على أغذية متنوعة، فإن الصيام لا يؤثر بأي حال من الأحوال على صحتهم.
كيف تعرفين ما إذا كان الطفل يحصل على ما يحتاجه من حليبك خلال صيامك؟
تحدد رابطة La Leche League الدولية المؤيدة للرضاعة الطبيعية بعض الأشياء التي قد تشير إلى وجود نقص في مكونات حليبك:
معاناة طفلك من السبات العميق أو النعاس المفرط.
استغراق طفلك وقتًا طويلاً جدًا أو قليلًا جدًا في الثدي.
عدم تبرز طفلك بشكل كافٍ.
عدم اكتساب طفلك وزنًا إضافيا.
عن منصة « شفاء »