افتتاح الملتقى الجهوي للتراث المخطوط في إنزكان – تظاهرة ثقافية تعيد الحياة لكنوز الماضي
1046 مشاهدة
في خطوة متميزة نحو إحياء التراث الغني، شهدت مدينة إنزكان افتتاح الملتقى الجهوي للتراث المخطوط، برئاسة رئيس المجلس الجماعي لإنزكان والسيد محمد حمو، المدير الجهوي لقطاع الثقافة بسوس ماسة. الحدث، الذي يعد بمثابة ملتقى ثقافي وعلمي هام، شهد حضور لافتًا لنواب وأعضاء المجلس الجماعي، وأطر من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة، بالإضافة إلى باحثين ومهتمين بالتراث المخطوط من مختلف أنحاء الجهة.
وفي جولة افتتاحية، زار الحضور المعرض المصاحب للملتقى، الذي عرض نماذج فريدة من التراث المخطوط، مما يؤكد على غنى وتنوع هذا الإرث، هذا وقد شاركت في المعرض عدة جمعيات وباحثين من جميع أقاليم وعمالات جهة سوس ماسة، مما أضفى على المعرض زخمًا وأهمية كبيرين.
وقد اختتم اليوم الأول من الملتقى بندوة علمية بعنوان « التراث المخطوط: أهميته ووضعيته »، أطرها الأستاذ المهدي السعيدي. وقدم الأستاذ محمد علوان مداخلة ثرية حول « أهمية التراث المخطوط وقيمته التاريخية والعلمية والثقافية »، فيما تناول الأستاذ أنيس سالم الوضع الحالي لهذا التراث في منطقة سوس.
هذه المبادرة تأتي في سياق جهود متواصلة لإحياء التراث المخطوط وحمايته من التخريب والإتلاف. وتهدف إلى تأسيس منصة سنوية لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الغني. كما تسعى المبادرة إلى إلقاء الضوء على الوثائق والمصنفات النادرة، التي تمس مختلف المجالات وما زالت محفوظة في خزانات خاصة، مما يعد خطوة هامة نحو إعادة اكتشاف وتقدير هذا الجزء الحيوي من التراث الوطني.
وتتميز هذه المبادرة بأهميتها في خلق وعي عميق بقيمة التراث المخطوط، وتسليط الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ عليه واستعادته. يشكل الملتقى فرصة ثمينة للباحثين والمهتمين لتبادل المعلومات والخبرات، والعمل معًا لمواجهة التحديات التي تواجه هذا الإرث الثقيفي، مثل مخاطر التخريب والضياع.
كما أن الجهود المبذولة في الملتقى تعكس رغبة قوية في الحفاظ على التراث المخطوط كجزء حيوي من الهوية الثقافية للمنطقة حيث تشكل هذه الوثائق شهادة حية على التاريخ والعلوم والثقافة، ويجب علينا جميعًا العمل سويًا لضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
وينتظر أن يستمر الملتقى على مدى عدة أيام، مقدمًا سلسلة من الندوات وورش العمل التي تغطي مواضيع متنوعة تتعلق بالتراث المخطوط. تهدف هذه الفعاليات إلى بناء جسور التواصل بين الجيل الحالي وماضيه الثري، وفتح آفاق جديدة للبحث والدراسة في هذا المجال الحيوي.
يمثل الملتقى الجهوي للتراث المخطوط في إنزكان مثالًا يحتذى به في الجهود الثقافية، ويعد بمستقبل مشرق للتراث الثقافي والعلمي في المنطقة. ويأمل المنظمون أن يسهم هذا الحدث في إحياء التقدير للمخطوطات وضمان نقلها إلى الأجيال القادمة ككنز لا يقدر بثمن.