
تشهد منطقة لمحاميد بمدينة مراكش منذ مساء امس اجواء غير مسبوقة من الفوضى والهلع بعدما تحولت ازقة وشوارع الاحياء الشعبية الى ما يشبه ساحات حرب بفعل الاحتفالات العشوائية والصخب المصاحب لطقوس ليلة عاشوراء
وافاد عدد من سكان لمحاميد خصوصا بمنطقة ” عين السنة” ان الاوضاع خرجت عن السيطرة حيث اضحت الفضاء مملوء بالنيران المشتعلة المعروفة محليا بالشعالة فيما تتصاعد سحب الدخان الكثيف من كل اتجاه رافقها دوي مفرقعات قوية ومواد خطيرة اشعلت حالة من الرعب والذعر خاصة وسط الاطفال وكبار السن
وامام هذا الوضع يعبر سكان المنطقة عن استيائهم العميق من الغياب التام والملحوظ لاي تدخل امني جدي يضع حدا لهذا الانفلات خاصة ان الحي سبق ان عرف في السنوات الماضية احداثا مماثلة دون ان يتم اتخاذ اجراءات وقائية صارمة
وتحولت المساحت الأرضية الفارغة بالمنطقة الى فضاءات مفتوحة لاشعال العجلات المطاطية وتجميع النفايات القابلة للاشتعال في غياب تام للرقابة او تدخل فرق الوقاية المدنية مما يهدد باندلاع حرائق قد تمتد الى المنازل والممتلكات الخاصة
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه السكان تدخل المصالح الامنية والسلطات المحلية بشكل استباقي لضبط الامور وتوفير الحماية اكتفت هذه الجهات بمراقبة الوضع عن بعد ما فسح المجال امام المراهقين والمحتفلين لاستخدام مفرقعات خطيرة بعضها اشبه بقنابل صوتية ما خلق حالة من الهلع وسط الاحياء السكنية
وسبق للعديد من الفعاليات الجمعوية ان دقت ناقوس الخطر بخصوص الانفلاتات التي ترافق احتفالات عاشوراء بعدد من احياء مراكش الشعبية وعلى راسها منطقة لمحاميد مطالبة بتنظيم حملات توعوية وتحسيسية تستبق هذه المناسبة مع فرض رقابة مشددة على بيع وترويج الالعاب النارية والمفرقعات
وجدير بالذكر ان منطقة لمحاميد تعتبر من الاحياء السكنية الكبرى بمراكش وتضم كثافة سكانية مرتفعة الامر الذي يجعلها اكثر عرضة للاختلالات الامنية في المناسبات التي تشهد تجمعات شعبية كبيرة في غياب حلول جذرية للسيطرة على الوضع وضمان امن وسلامة الساكنة
ويبقى الامل معقودا على تدخل عاجل للسلطات الامنية والوقاية المدنية للحد من هذه الفوضى واعادة الامن والطمأنينة لسكان لمحاميد قبل ان تتحول ليلة عاشوراء الى كارثة حقيقية تهدد الارواح والممتلكات.

![]()






