براءات اختراع عربية وأجنبية تطرق أبواب الملايين بفضل التأجير الدولي: عبد العزيز مستاوي يفتح نوافذ عالمية للمخترعين

في زمن يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولا نحو الاختراع والمعرفة كركائز رئيسية للثروة، تظهر براءات الاختراع كأدوات استراتيجية للاستثمار. لكن بين من يسجل البراءة ويضعها في رف، ومن يعرف كيف يحولها إلى مصدر دخل متجدد، فرق يصنعه التأطير المهني والربط بالسوق العالمي.
في هذا السياق، يكشف الأستاذ عبد العزيز مستاوي، مدير عام مكتب تأجير حقوق الملكية الفكرية والحقوق المماثلة، وكيل معتمد لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) والمكتب الأوروبي للبراءات، ورئيس اتحاد المخترعين الدوليين، عن قصص حقيقية لمخترعين مغاربة وعرب وأجانب يجري حاليا تثمين اختراعاتهم بمبالغ قد تتجاوز ملايين الدراهم والدولارات، بفضل نموذج التأجير الموجه للأسواق الصناعية الكبرى.
تأجير الاختراع بدل بيعه: ثورة فكرية
يشرح الأستاذ عبد العزيز مستاوي أن التأجير يمكن المخترع من الحفاظ على ملكيته، بينما يستفيد منه صناعي أو شركة مقابل عوائد مالية دورية. ويضيف « نحن لا نبيع البراءة، بل نؤجرها بعقود واضحة، تحفظ الحقوق وتحقق التوازن بين صاحب الفكرة والمستثمر وهنا يتحول الاختراع من مجرد وثيقة حماية إلى أصل اقتصادي نشيط ».
ملفات قيد التثمين بملايين الدراهم
من بين النماذج التي كشف عنها عبد العزيز مستاوي:
- مخترع مغربي من مراكش طور نظامًا ذكيًا للكشف عن محاولات السرقة ، تم تسجيل اختراعه دوليًا ويجري التفاوض الآن مع شركة ألمانية كبرى لتوقيع عقد تأجير بقيمة افتتاحية تتجاوز 150,000 يورو، بالإضافة إلى نسبة من مبيعات الوحدات الصناعية.
- مخترع من أكادير طوّر جهازًا لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتم تسجيل براءته لدى WIPO وإدراجه ضمن شبكة WIPO GREEN، وهو اليوم في طور التقييم المالي بشراكة مع شركة ماليزية وبنك تشاركي.
- مخترع عربي يعمل على تركيب نباتي طبي لعلاج الجروح المزمنة، وتم إعداد ملفه في مكتب مستاوي وتسجيل براءته بجنيف، ويتم التفاوض حاليًا مع شركة كندية لتأجير التقنية مقابل 500 ألف دولار أمريكي كمبلغ افتتاحي.
من الفكرة إلى السوق: دورة متكاملة تحت إشراف دولي
يوضح عبد العزيز مستاوي أن مكتبه لا يقتصر على تسجيل البراءة فقط، بل يرافق المخترع خطوة بخطوة، من خلال صياغة البراءة وفق المعايير الدولية، إجراء دراسة سوق وفرص التصنيع، الإشراف على التفاوض بين المخترع مع المصنعين، صياغة العقود القانونية والمالية، ربط البراءة بجهات تمويل تشاركي أو صناعي.
المغرب مركز للتراخيص الذكية
بصفته رئيسا لاتحاد المخترعين الدوليين، يؤكد عبد مستاوي أن المقر الكائن في غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش سيكون نقطة انطلاق لمشروع إقليمي كبير بتمويل صيني روسي.
رسالة إلى المخترعين
يختم عبد العزيز مستاوي حديثه برسالة واضحة مفادها أن « الاختراع الجيد لا يقاس فقط بروعته التقنية، بل بقدرته على التحول إلى دخل محترم. سجلوا براءاتكم، احموها قانونيا، ورافقوا من يفهم السوق. من يملك فكرة اليوم، قد يكون من كبار المستثمرين غدًا… إن عرف كيف يسوقها ويحميها. »