مشاهدة : 2,211

عبد الواحد الراضي البرلماني الذي لا يكاد يُفارق يده القلم، وعينه النظر، ويجلس في الجلسات العامة بـالساعات


رغم تقدمه في السن ورغم المناصب الكثيرة التي تقلدها على مستويات عدة، (تعيينه وزيرا للعدل، وزيرا للتعاون، رئيسا لمجلس النواب، رئيسا لمجموعة من اللجان البرلمانية، رئيسا لفريق الاتحاد الاشتراكي على مستوى الغرفة الأولى…) ورغم تجربته الطويلة والكبيرة، إلا أن عبد الواحد الراضي لم يمل العمل البرلماني، ولم يتقاعس عنه يوما، فهو  من بين أكثر النواب البرلمانيين المواظبين على الحضور ومواكبة أشغال المؤسسة البرلمانية بانتظام.

متابعون للشأن البرلماني، يؤكدون أن عبد الواحد الراضي ورغم المناصب الكبيرة التي تقلدها بمجلس النواب، لم تغني الرجل عن الاداء  البرلماني وعن مواكبته بجد ومثابرة ،  فلا عامل السن ولا تلك المناصب وقفت أمام سي عبد الواحد الذي صنع إسما ينبغي التباهي به داخل المؤسسة البرلمانية.

الحديث عن مثابرة وجدية عبد الواحد الراضي، ليس إلا اعترافا برجل يستحق التنويه على ما يقوم به داخل البرلمان، من احترامه للعمل داخل هذا المكان، انطلاقا من الحضور المنتظم والمواكبة الدائمة، مقارنة مع برلمانيين ?خرين لم يتقلدوا مناصب مهمة داخل المؤسسة التشريعية، ولا زالوا في بداية مشوارهم السياسي، ولكنهم لا يحترمون الثقة التي وضعت فيهم من طرف المواطنين ولا حرمة المؤسسة التشريعية.

 

أستاذ.. جمعوي.. مناضل

ازداد الأستاذ عبد الواحد الراضي  عام 1935 بمدينة سلا، حيث تابع دراسته الابتدائية، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الرباط حيث حصل على الباكالوريا ليلتحق بجامعة السوربون بباريس حيث تابع دراسته الجامعية.        

ويعتبر الأستاذ عبد الواحد الراضي من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959،(الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حاليا) الذي انتخب كاتبا أولا له خلال المؤتمر الثامن للحزب (نونبر 2008). إلى جانب ذلك ساهم الأستاذ عبد الواحد الراضي في سنتي 1955 و 1956 في تأسيس عدد من الجمعيات التربوية والثقافية والمنظمات النقابية، كحركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب والتي تحمل في إطارها مسؤوليات قيادية. كما ساهم إلى جانب المرحوم المهدي بنبركة في الإعداد والإشراف على بناء طريق الوحدة في بداية مرحلة استقلال المغرب.  

وخلال الفترة من 1958 إلى 1960، انتخب كاتبا عاما لفدرالية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا، حيث كان يتابع دراسته العليا. كما كان من مؤسسي ومسؤولي كنفدرالية طلبة شمال إفريقيا.

 

رجل جمع بين السياسة والنضال النقابي

وبالموازاة مع نشاطه الجمعوي والمدني والنقابي، عرف الأستاذ عبد الواحد الراضي بنضاله السياسي في إطار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي انتخب عضوا في مجلسه الوطني عام 1962 ثم عضوا في لجنته الإدارية عام 1967، ثم انتخابه عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ 1989

وفي سنة 2003، انتخب نائبا للكاتب الأول للحزب، ثم كاتبا أولا للحزب خلال المؤتمر الوطني الثامن للحزب الذي انعقد أيام 7-8-9 نونبر 2008 بالصخيرات

كما ترأس الأستاذ عبد الواحد الراضي أشغال المؤتمرين السادس والسابع للحزب اللذين انعقدا على التوالي عامي 2001 و2005.      

وبالموازاة مع عمله كأستاذ لعلم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، تولى الأستاذ عبد الواحد الراضي مهمة الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي من 1968 إلى 1974، وهي نفس الفترة التي ترأس خلالها شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

 

مهام متعددة بالمؤسسة التشريعية

وعلى المستوى البرلماني، انتخب الأستاذ عبد الواحد الراضي منذ 1963 نائبا برلمانيا، وأعيد انتخابه عضوا في مجلس النواب خلال الولايات التشريعية 1977-1984 و1984-1993 و1993-1997 و1997-2002 و2002-2007، وكذا في الولاية التشريعية الحالية.

وقد تحمل بهذه الصفة عدة مسؤوليات برلمانية حيث تولى خلال الولاية التشريعية 1963- 1964 رئاسة لجنة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري ومهمة نائب رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب.   

وفي سنة 1977 تولى رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وهي المهمة التي استمر فيها إلى حين تعيينه من طرف جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وزيرا للتعاون عام 1983.  

وعين عبد الواحد الراضي في 1984 أمينا عاما للاتحاد العربي الإفريقي الذي كان يضم المغرب والجماهيرية الليبية. وفي 1993 انتخب نائبا أولا لرئيس مجلس النواب ثم رئيسا للمجلس خلال الولايتين التشريعيتين (1997 – 2002) و (2002 – 2007).

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تولى عبد الواحد الراضي عدة مسؤوليات كبرى على صعيد المنظمات البرلمانية الجهوية والدولية، حيث انتخب في أكتوبر 1998 رئيسا مشاركا للمنتدى البرلماني الأورو متوسطي إلى جانب رؤساء البرلمان الأوروبي المتوالين خلال الفترة من 1998 إلى مارس 2004، تاريخ تحويل المنتدى إلى جمعية برلمانية أورو متوسطية الذي كان أحد مؤسسيها البارزين، وتولى في إطارها رئاسة مجموعة العمل حول «السلم والأمن في الشرق الأوسط.«

كما تولى الراضي رئاسة مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي من شتنبر 2001 إلى مارس 2003. وترأس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من 2001 إلى 2004. وفي أكتوبر 2004 انتخب عبد الواحد نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي وهي المهمة التي استمر فيها إلى أكتوبر 2007، بعد أن ترأس المؤتمر 107 للاتحاد الذي انعقد في مراكش (المغرب) في مارس 2002. وفي 11 شتنبر 2006 انتخب رئيسا للجمعية البرلمانية لحوض البحر المتوسط، وهي المهمة التي تولاها خلال عامين.

وعلى الصعيد المحلي تولى عبد الواحد الراضي الذي عين أيضا سنة 2007 وزيرا للعدل، وفي 9 أبريل 2010  رئيسا لمجلس النواب؛ رئاسة المجلس الجماعي للقصيبية (جهة الغرب الشراردة – بني حسن) منذ 1983، كما تولى رئاسة المجلس الإقليمي للقنيطرة من 1977 إلى 1992 ثم رئاسة جهة الغرب – الشراردة – بني حسن من 1998 إلى 2004.

Related articles

Un commentaire sur “عبد الواحد الراضي البرلماني الذي لا يكاد يُفارق يده القلم، وعينه النظر، ويجلس في الجلسات العامة بـالساعات

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :