اخلاق العبيد

1739 مشاهدة

اخلاق العبيد

 ليس بالضرورة ان نطرق باب نيتشه لنحلل تباين صفتين  متناقضتين بين الخير والشر اواخلاق السادة واخلاق العبيد وليس بلون البشرة نطلق صفة ما اوتصنيفا ما ،لكن الغريب ان تعتقد الذين يسمون انفسهم احرارا انما هم في الحقيقة عبيدا ،لايجيدون سوى نظام السخرة. جبلوا على خدمة اسيادهم ، يتمتعون بخصال لاتفرز موقفا ولاتنتج رايا انهم لايتقنون سوى لفظة الخنوع و الخضوع يعلمون ان من واجب الطاعة والامتثال مايؤهلهم ان يبقوا رهيني اشارة من هنا وامر من هناك .لم يتحرروا بعد من هذا الاعتقال الرمزي وتلك الارادة المذلة. مهما بلغت صورتهم من التماهي الذي يعتقد البعض  انهم تحرروا منه بعض الشيء لكنهم مصرون على البقاء  اسرى رغبات نفس ضعيفة وبطش سيد جسور.  ان من الامثلة الساخرة التي تجسد هذا المعطى واقعة حدثت تعطي صورة حاسمة لما اسميته اخلاق العبيد. فجاء عنوانا مجلجلا يكشف الغطاء عن بعض عديمي القدرة اولئك الذين تستهويهم المظاهر دون ان يخضعوها للمحك الحقيقي او التجربة من اجل بناء قناعة راسخة انها واقعة تلخص الحكاية من البداية الى النهاية  فكانت جامعة مانعة ، تعطي الدليل ان الذي تربى على اخلاق العبيد لايمكن ان يكون يوما ما بطلا او سيدا مهما تغيرت احواله فدواخله بها جينات للعبودية والاستذلال. لاتؤهله للحظة الأنعتاق والحرية.
يحكى والعهدة على الراوي :
في يوم من الايام كعادته جلس الرجل المشاكس في شغب الساحة السياسية بالمقهى يترقب ضيفه كما تم الاتفاق عبر مكالمة هاتفية سابقة  تمت بالامس ، تناول قهوة الصباح كالمعتاد وهو يتصفح الجرائد اليومية التي وضعت من اجل الزبائن ،  عناوين مثيرة ومضامين فارغة كما هي العادة طوى صفحاتها بشكل سريع ومنفعل  يوحي بان ماكتب لا يستحق وقتا ولا الكم من الاوراق الذي كتبت عليه. تصفح هاتفه النقال عبر كل المواقع والتطبيقات التي  سرقت منه وقتا محترما حتى ناداه ضيفه و صديقه :
سي حمد صباح لخير.
فرفع راسه بشكل فجائي بعد طول  انتظار. ورد عليه نفس التحية مبتسما ومرحبا.
جلسا يتبادلان اطراف الحديث بشكل حميمي . يعرف جيدا ان زميله الذي يجلس امامه خبر اوضاع الشغيلة وهمومها وكيف انه يتعامل معها بتواضع شديد وتاطير للحقوق والواجبات بدون ان يمارس عليهم نوعا من الاستاذية. كان من لطفه وذماثة اخلاقه ان يجالسهم على قارعة الطريق ليشرح لبعضهم بعض الوثائق ويمدهم ببعض النصائح ،لا يتوانى في الرد على المكالمات والاستجابة لنداء الجميع. الكل يكن له كثير من المحبة والتقدير. هذه سيرته بينهم. له كاريزما معتبرة لدى الباطرونا تقدره وتحترمه كما انها تهاب مرافعاته وتدخلاته يحترم القانون لكنه في نفس الوقت يكشف عورة الفسدة المتواطئين ،لايتواني في نصرة المظلومين ،هذه سيرته ،ولهذا كله نال احترام الجميع . وهو يتحاور مع صديقه على تردي الوضع وكيف اصبحت الساحة بطيئة مملة موغلة في الرتابة القاتلة، تحسر كثيرا وهو يخاطب زميله عن سر هذا الفتور. ثم فاتحه في الموضوع الرئيسي الذي جاء من اجله  طالبا رايه حول مسؤول اصبح على راس هيئة ومدى قدرته على النجاح في المهمة الجديدة والصعبة في نفس الان.
اجابه ان القيادة ليست في متناول الجميع فهي تحتاج لكاريزما وبروفايل يوازي لحظة الرهان والتحدي من اجل تحقيق الاهداف. ليس كل جالس على كرسي المسؤولية جدير بالاحترام فربما في لحظات مهمة وصعبة مهما اخفينا من حقائق تفضحنا المواقف فتظهر الصورة الحقيقية. ياصديقي لاتنتظر ممن كانوا يحملون محافظ ويؤدون السخرة ودور التجسس والمكايدة ان يكونوا قيادات…! فلاتخدعك هيئاتهم ولاصورهم فعند المحن تخونهم العبارات وتفضحهم المواقف وتظهر صورهم الحقيقية  فيصح فيهم  المثل الدارج « …………باقى فيه الگمزة  » فلا تراهن عليهم مهما بلغوا من المناصب فانه رهان خاسر …!

اخر الأخبار :