الحارثي ملعب مع وقف التنفيذ..
1829 مشاهدة
بات الموضوع المتعلق بإغلاق ملعب الحارثي بمراكش في وجه الفرق الممثلة للمدينة، حديث الساعة في المدينة الحمراء، خاصة مع تأزم الوضعية المالية للمثل الأول لمدينة النخيل الكوكب المراكشي، الذي يمر من أزمة مالية خانقة، تسببت فيها مجموعة من الأمور أبرزهاالمصاريف المتعلقة بكراء الملعب الكبير ومرافقه.
وأثار إغلاق ملعب الحارثي الذي كلف مصاريف إعادةهيكلته ما يزيد عن الثلاثة ملايير سنتيم، العديد من التساؤلات، حول من سمح بإجراء هذه الإصلاحات، رغم علم سلطات المدينة بصعوبة استقباله مجددا للمباريات لدواعي أمنية، كما جاء في عدوة مراسلات لولاية الأمن، وحول الجهات التي تحاول حرمان فرق مراكش منالعودة لهذه المنشة الرياضية التاريخية، التي كانت شاهدة على فترات زاهية لفارس النخيل.
ملعب الحارثي اكتسى حلة جديدة بثلاثة ملايير سنتيم
قرر المجلس الجماعي لمدينة مراكش، يوم 26 مارس 2017، إغلاق ملعب الحارثي الذي تعود ملكيته له، وذلك قصد إعادة تعشيبه بعشب طبيعي من المستوى العالي،بعدما ظل لفترة يكتسي عشبا اصطناعيا، افسد جماليته التي كان يرسمها عشبه الطبيعي المعروف على المستوى الوطني بجودته العالية، في إطار البرنامج الذي كان قد قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم،في عهد رئيسها السابق الفاسي الفهري، إضافة إلى ترميم مرافقه، وذلك بإصلاح مستودعات الملابس، وتثبيت كراسي بالمدرجات.
وقد اكتسى الملعب بعد مرور حوالي السنة حلة جديدة رائعة، حيث كلفت الإصلاحات حوالي ثلاثة ملاييرسنتيم، ساهمت فيها كل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الداخلية،إضافة إلى السلطات المحلية بمراكش.
من أعطى موافقته بإنفاق 3 ملايير سنتيم على ملعب سيغلق ؟
بعد افتتاح أبواب ملعب الحارثي بمراكش في حلته الجديدة، وإعطاء لجنة مختلطة مكونة من ممثلي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الشباب والرياضة، لموافقتها باستقبال الملعب للمباريات، بعد زيارتها لهذه المنشئة الرياضية بتاريخ 7 شتنبر 2018، تفاجأت مكونات فرق كرة القدم بمدينة مراكش برفض السلطات الأمنية بالسماح لها باستقبال مباريتها بالملعب المذكور، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام، حول الجهات التي صادقت على مشروع إعادة هيكلته، مع العلم أن من ضمنهم وزارة الداخلية، بالرغم من علمهم بكون الملعب لم يعد صالحا لاحتضان المباريات لدواعي أمنية، كما جاء في مراسلة سابقة لولاية أمن مراكش، توصلت بها إدارة فريق الكوكب المراكشي.
ووجهت مكونات كرة القدم بمراكش، أسهم الانتقادللجهات التي مولت المشروع من الخزينة العامة، خاصة وان مصاريف الإصلاحات فاقت الثلاثة ملايير سنتيم، وهو مبلغ كبير، دفع بعض الفعاليات الجمعويةالرياضية لتوجيه عدة مراسلات للجهات المسؤولة،انتقدت من خلالها هذا المشروع الذي كلف ميزانية ضخمة، بالمقابل الملعب صدت أبوابه في وجه الفرق المراكشية، حيث تسائلت عن الجدوى من المشروع، في ظل معرفة مسؤولي المدينة باستحالة عودة المباريات للعب هناك.
إغلاق ملعب الحارثي يغرق الكوكب المراكشي في الديون
بات فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم ملزم سنويا بانفاق أزيد من 100 مليون سنتيم لشركة سونارجيسالمكلفة بتدبير الامور التسييرية الخاصة بملعب مراكش الكبير، والمخصصة لكراء الملاعب الملحقة الخاصة بالتداريبن وكذا الملعب الكبير لاجراء المباريات.
ويذكر أن الأسعار التي تضعها الشركة تتمثل في 2400 درهم لإجراء الحصة التدريبية، و54 ألف درهم بالنسبةلخوض المباراة بالملعب الكبير نهارا، و84 ألف درهمخلال الفترة الليلية، حيث تضطر ادارة الفريق لتوفير 100 الف درهم خلال كل 15 يوما.
وقد راسلت إدارة شركة سونارجيس فريق الكوكب المراكشي في عدة مناسبات تطالبها بتسديد ما بذمةالنادي من ديون اتجاهها، حيث حددتها في آخر مراسلة عند مبلغ 3.894.489,56.
وامتنعت غدارة الملعب الكبير لمراكش في السنوات الأخيرة على مد ادارة الكوكب المراكشي بمداخيلالمباريات التي يخوضها الفريق فيما يخص بيع تذالكرالمواجهات، حيث يتم اقتطاعها، وهو ما يزيد من متاعب الفريق على المستوى المالي.
نعيم الراضي : ‘’الفريق غير قادر على تسديد تكاليف الملعب الكبير..ونحن نرفض اللعب فيه مجددا’’
اعتبر نعيم مبارك الراضي رئيس فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، في تصريح لجريدة مراكش الإخبارية،بخصوص الموضوع المتعلق بإغلاق ملعب الحارثي، ‘’اعتبر’’ بالجائر في حق فارس النخيل، بالنظر لما تسبب ذلك في عدة مشاكل خاصة على المستوى المالي.
وأكد نعيم الراضي أن مواصلة إغلاق أبواب ملعب الحارثي في وجه الممثل الأول للمدينة، من شانه أن يزيد من الأزمة المالية الخانقة التي يمر منها النادي في السنوات الأخيرة، والتي لعب فيها هذا الموضوع دورا كبيرا، في ظل المصاريف الطائلة التي يضطر الفريق لتسديدها من أجل استغلال الملعب الكبير لمراكش ومرافقه.
وتسائل رئيس الكوكب المراكشي حول السبب وراء إغلاقالملعب، بالرغم من إنفاق ميزانية ضخمة لإصلاحه، حيث طالب بمحاسبة من سمحوا بمشروع إعادة هيكلته رغم علمهم باستحالة استقباله للمباريات.
وضم نعيم صوته للجماهير المراكشية التي تطالب بالعودة إلى معقلها التاريخي، حيث اعتبر ذلك أمرا ملحا للمساهمة في الحد من الأزمة المالية للفريق، بالنظر لمداخيل المباريات، وكذا لتقريب الفريق من جماهيره.
وهدد نعيم الراضي في حديثه بعدم الاستقبال مجددا بالملعب الكبير لمراكش، حيث أكد أن الفريق وفي حال استمرار تعنت المسؤولين سيضطر للاستقبال خارج المدينة الحمراء.
هل مافيا العقار وراء إغلاق ملعب الحارثي ؟
دفع إغلاق ملعب الحارثي إلى طرح العديد من التساؤلات، خاصة مع تقديم السلطات المحلية بالمدينة الحمراء لعذر لم يتقبله كثيرون، بالنظر لكون الملعب احتضن على مر العصور لمباريات عديدة، شهدت حضور جماهيري قياسي، لكنه بالرغم من ذلك لم تسجل حالات الشغب إلا في حالات ناذرة، إضافة إلى كون عديد الملاعب في بقاع المغرب تتواجد هي الأخرى وسط المدينة وتستقبل المباريات.
من بين هذه التساؤلات يطرح سؤال، هل مافيا العقار وراء هذا الإغلاق ؟، وكان الدافع وراء طرح هذا التساؤل راجع للموقع الجغرافي للملعب، المتواجد وسط المدينة وبالحي الراقي كليز، الذي أصبح قبلة للمستثمرين،لتشييد الفنادق والمطاعم والملاهي الليلية، لما يضخ ذلك من مبالغ قياسية في جيوب المستثمرين.
وأصبحت أنظار مافيا العقار مؤخرا موجهة إلى عديد المنشئات الكائنة بحي جليز، وذلك قصد الانقضاض عليها وتسريحها لرجال الأعمال، الذين تسيل لعابهم كل الأراضي المتواجدة بالحي الراقي.
إلحاح جماهيري لإعادة فتح أبواب ملعب الحارثي
لم تتقبل جماهير فريق الكوكب المراكشي قرار السلطات الأمنية للمدينة، التي حرمتها من العودة لتأتيت مدرجات المعقل التاريخي للفريق، بداعي مخاوف أمنية، وهو ما دفعها لإطلاق حملات في عدة مناسبات على مستوى مواقع التواصل الإجتماعي، طالبت من خلالها بإعادة فتح أبواب الملعب.
وقد تفاجأت الجماهير بعدم تجاوب السلطات المحلية لمراكش مع مطالبها الملحة بالعودة إلى ملعب الحارثي، بالرغم من الحملات التي تقوم بها على الصفحات الفايسبوكية، حيث هددت في عدة مناسبات بتنظيم وقفات احتجاجية أمام ولاية الجهة للمطالبة بفتح الملعب.
وظلت الجماهير المراكشية تعاني منذ مدة طويلة من المسافة الطويلة إلى ملعب مراكش الكبير، الذي أصبح يستقبل مباريات فريقهم، حيث يضطر البعض منهم لقطع أزيد من 15 كيلومترا خاصة القاطنين بأحياء المسيرة والمحاميد للوصول إلى الملعب الكبير، وهو ما دفع جلهم لمقاطعة مباريات الفريق، حيث باتت تلعب مؤخرا أمام مدرجات شبه فارغة.