فضيحة: مدارة بمراكش كلفت ما يزيد عن 500 مليون.. من دون إنارة.. والمقاولة المكلفة تغادر دون إتمام الأشغال
1038 مشاهدة
رغم تأخر الأشغال بها لفترة غير تلك المنصوص عليها في دفتر التحملات، إلا أنها لم ترقى لتطلعات ساكنة حي ?فاق التابع لجماعة السعادة بعمالة مراكش، وذلك بعد أن غادرت المقاولة المكلفة بإنجازها دون إتمام الأشغال بها.
ويتعلق الأمر بمدارة حي آفاق التي كانت حلما بالنسبة للساكنة، وخلاصا من شبح الموت الذي كان يتربص بالمواطنين في كل حادثة سير يشهدها ذاك الملتقى الذي يربط المسلك الطرقي المخصص لعبور الشاحنات الكبيرة القادمة من جنوب المملكة إلى شمالها، والذي يربط مراكش أيضا بمجموعة من المدن الأخرى.
وحسب مصادرنا، فالمقاولة المكلفة بانجاز تلك المدارة، غادرت مكان الأشغال منذ حوالي شهرين، دون أن تتم ما كان متفق عليه في دفتر التحملات الخاص بهاته المنشأة.
وأكدت مصادرنا، على أن الجهة المكلفة بانجاز تلك المدارة لم تقم بكل ما كان متفق عليه في جذدفتر التحملات وأثناء اعطاء انطلاقة الاشغال بها من طرف محمد صبري الوالي السابق لجهة مراكش أسفي بالنيابة.
ومن الواضح أن الطريقة التي انجزت بها هاته المدارة عشوائية، ولم تحترم المعايير المعمول بها، حيث لم يتم وضع خرسانة تحمي الطريق من الأتربة المتساقطة من داخل المدارة التي يتنافى شكلها على أرض الواقع مع التصميم الذي تم تقديمه أثناء اعطاء انطلاقة اشغالها.
وليس هذا، فقط فالمقاولة المذكورة تغافلت أيضا الإنارة العمومية بداخل وعلى جنبات المدارة، كما كان موضحا في التصميم المشار إليه أعلاه، بل وتم إغفال حتى أشغال البستنة، لتبقى تلك المدارة مجرد ارتفاع ممتلئ بالأتربة المحاطة ببضع قطع من ، دون إنارة أو زينة كما باقي المنشآت الفنية، وخاصة أن الأمر يتعلق بموقع استراتيجي مهم (مدخل مدينة مراكش)، ناهيك عن أهمية الإنارة التي كان يتسبب غيابها في حوادث سير مميتة.
وفي نفس السياق، علمنا أنه وعقب احتجاجات ساكنة دوار عين دادة، أعطى كريم قسي لحلو والي جهة مراكش أسفي أوامره خلال الأسبوع الأخير للمسؤولين بجماعة السعادة، من أجل وضع عمود كهربائي للانارة وذلك وسط المدارة المذكورة، وهو عمود كهربائي قديم، قد يضيء محيط المكان، ولكن لن يغطي عن فضيحة عدم اتمام أشغال تلك المنشأة التي ناهزت ميزانيتها 5.11 مليون درهم.
ويبقى السؤال المطروح وسط الكثير من المهتمين بالشأن المحلي لجماعة السعادة، هل ستتم محاسبة المقاولة التي كانت مكلفة بانجاز تلك المدارة، بعد أن غادرت المكان دون إتمام الأشغال، أم سيترك الأمر على ما هو عليه، وكأن تلك الجماعة ليست سوى عار يستحق كل الخيبات والنكسات، وكأنها رقعة لا تنتمي إلى جهة مراكش أسفي التي تعد من بين أبرز جهات المملكة.