الديون المتراكمة في طريقها لإقبار فارس النخيل..

 

من أغرق سفينة الكوكب في بحر الديون ؟

 

يعاني فريق الكوكب المراكشي فرع كرة القدم خلال هذه السنة الكروية الجارية من أزمة مالية خانقة، حيث باتت قيمة المديونية تصل إلى 2 مليار و500 مليون سنتيم، تتمثل في ديون المسيرين السابقين والمؤسسات الخاصة، إضافة إلى ديون اللاعبين الذين سبق لهم حمل قميص الفريق.   

وأدى تخلي معظم الشخصيات بالمدينة الحمراء إضافة إلى الجهات المسؤولة على الفريق في هذه الفترة الصعبة إلى تراكم الديون، ما من شأنه أن يطيح بالفريق إلى أقسام الهواة، وهو ما يتنبأ به معظم المتتبعين للفريق.

 

 

‘’سونارجيس’’ تطالب الكوكب بتسديد حوالي 390 مليون سنتيم

 

توصلت إدارة فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر الجاري بمراسلة إنذارية من محامي الشركة الوطنية المكلفة بإنجاز و تدبير المنشآت الرياضية‘’سونارجيس’’، يطالب من خلالها بتسديد المستحقات العالقة للفريق اتجاه الشركة، والتي حددت في 3.894.489,56 درهماالمترتبة عن استغلال النادي للملعب الكبير بمراكش بكافة مرافقهبالإضافة إلى خدمات أخرى.

وقد سبق لشركة ‘’سونارجيس’’ أن راسلت قبل أزيد من شهر إدارة فارس النخيل، حيث طالبته كذلك بتسديد المستحقات المالية العالقة في ذمته، مع التهديد بمنعه من اللعب وخوض التداريبفي حالة عدم التسديد في مدة معينة تم تحديدها، قبل أن يقرر والي جهة مراكش أسفي كريم قسي لحلو التدخل على الخط، حيث طالب الشركة بالسماح للفريق بلعب مبارياته وخوض الحصص التدريبية إلى حين إيجاد صيغة لكيفية تسديد هذه المستحقات، لكنه ولحدود كتابة هاته الأسطر لم يتم تسوية المشكل، وهو ما يهدد الفريق في البحث عن ملعب آخر لاستقبال ضيوفه. 

ويذكر أن الأسعار التي تضعها الشركة تتمثل في 2400 درهم لإجراء الحصة التدريبية، و54 ألف درهم بالنسبة لخوض المباراة بالملعب الكبير نهارا، و84 ألف درهم خلال الفترة الليلية، وهو ما يتطلب من إدارة الفريق توفير حوالي 100 ألف درهم خلال كل 15 يوما، حسب ما كشف رئيس الفريق نعيم مبارك الراضي، والذي أشار أيضا أن مداخيل المباريات التي يخوضها الفريق هذه السنة وخلال السنوات الأخيرة تستخلصها الشركة. 

 

الحارثي مطلب مكونات الكوكب لحل الأزمة المالية..وتواصل تعنت مسؤولي المدينة

 

أصبح مطلب مكونات نادي الكوكب المراكشي من إدارة وجماهير بحل أبواب ملعب الحارثي بمراكش ملحا، خاصة في ظل الديون التي تتراكم على خزينة الفريق اتجاه شركة سونارجيس، والتي تصل إلى 390 مليون سنتيم ومرشحة للارتفاع هذا الموسم، لكون المكتب المسير للفريق غير قادر على تسديد الواجبات الخاصة بالكراء. 

وقد سبق لإدارة فارس النخيل أن راسلت في عدة مناسبات والي الجهة كريم قسي لحلو، حيث طالبته بفتح أبواب ملعب الحارثي في وجه الفريق لخوض التداريب والمباريات، إضافة إلى جماهيره التي تعاني من بعد الملعب الكبير لمراكش، لكنه أكد في اجتماع عقده مع مسيري الفريق أنه من الصعب اتخاذ قرار بخصوص ذلك في ظل عدة إشكالات لم يبح بها. 

وقد تسائلت الجماهير المراكشية في عدة مناسبات عن السبب وراء رفض فتح أبواب ملعب الحارثي، الذي أنفقت عليه ميزانية فاقت الثلاثة ملايير سنتيم لإعادة هيكلته، لكن ومنذ نهاية الأشغال ظلت أبوابه موصدة في وجه الفرق الممثلة لمراكش، وهو ما يثير شكوك المراكشيين. 

 

إصدار 72 حكم بالحجز على ممتلكات الكوكب المراكشي..والبداية بالحافلة

 

باتت معظم الشخصيات والمؤسسات التي تدين لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم بمبالغ مالية، تلجأ للمحاكم، والتي أصدرت حوالي 72 حكم بالحجز في حق ممتلكات النادي. 

وقد طفت على السطح عمليات الحجز خلال نهاية الموسم الكروي الماضي، حينما نفذت أول عملية حجز طالت الحافلة الرسمية الخاصة بالفريق، والتي قام بالحجز عليها الكاتب العام السابق بالفريق هشام مشواط، الذي يدين للفريق والمقدرة بحوالي 50 مليون سنتيم. 

وقد تم بيع الحافلة في المزاد العلني قبل أيام قليلة مقابل ملغ لا يتعدى 47 مليون سنتيم، حيث تعتبر العملية سابقة في تاريخ كرة القدم الوطنية، إذ لم يسبق لأي فريق في القسم الإحترافي أنبيعت حافلته في المزاد العلني. 

ولم تتوقف عمليات الحجوزات عند الحافلة، حيث يتربص العديد ممن يتوفرون على أحكام بالحجز على ممتلكات الفريق لتنفيذ عمليات الحجز، آخرها قيام الشركة الخاصة بالحراسة بمحاولة الحجز على ممتلكات إدارة الفريق بجليز، قبل أنت يتدخل رئيس الفريق الذي منح ضمانات بتسديد المبلغ في أقرب وقت ممكن.  

 

السلطات المحلية بمراكش ترفض دعم الكوكب لفقدان الثقة في مسيريه

 

قررت الجهات المسؤولة بالمدينة الحمراء وقف دعم نادي الكوكب المراكشي خاصة فرع كرة القدم، وذلك لعدة اعتبارات أبرزها حسب تصريح لأحد المنتخبين بمراكش، راجع لفقدان الثقة في مسؤولي النادي، الذين توصلوا خلال السنوات الأخيرة بملايين السنتيمات بدون أن يحقق الفريق تطلعات ساكنة المدينة. 

وقد قرر المجلس الجماعي لمراكش بعد نهاية العقد الذي كان يربطه بالنادي التريث في تجديده مع وضع مقترحات بخفض الدعم الذي كان تسلمه لفرع كرة القدم والمتمثل في 600 مليون سنتيم سنويا، في حال تجديد العقد، قبل أن تقرر استثناءا منح الفريق هذا الموسم مبلغ 150 مليون سنتيم، بعدما أدرج النقطةالمتعلقة بدعم الفريق بمنحة استثنائية خلال الجلسة الثالثة لدورةشهر أكتوبر، عقب عقده لاجتماع مع ممثلي إدارة الفريق، حيث لم يتوصلوا بها إلى حدود كتابة هاته الأسطر في انتظار التوقيع عليها من طرف والي الجهة. 

ولم يتوصل الفريق هذه السنة بمنحة مجلس الجهة التي كانت محددة في حوالي 300 مليون سنتيم، وذلك تنفيذا لقرار وزارة الداخلية الصادر هذه السنة، والمتمثل في الاكتفاء بتسديد المنحة السنوية للجمعيات الرياضية من طرف المجالس الجماعية أو مجالس الجهة، وهو ما سيزيد من معاناة الفريق ماليا. 

وتفاجأ رئيس الفريق بعد استفساره لرئيس المجلس الجماعي للقصبة المشور حول المنحة التي تخصص سنويا للفريق والمحددة في 50 مليون سنتيم، انه تم تسديدها للرئيس السابق فؤاد الورزازي، الشيء الذي أثار استياء نعيم مبارك الراضي. 

 

 

 

 

 

 

 

 

نعيم الراضي يطلق مدفعيته على المسيرين السابقين

 

حمل رئيس فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، نعيم مبارك الراضي، مسؤولية ما وصل إليه الفريق خلال هذا الموسم من أزمة مالية خانقة وسقوطه إلى القسم الثاني، للمسؤولين السابقين،خاصة أولئك الذين عمروا طويلا بالفريق. 

وأشار نعيم الراضي في تصريحه أن سوء التسيير والفساد الذي عرفه الفريق في السنوات الأخيرة ممن تعاقبوا على تسيير الفريق، هو من أوصل فارس النخيل إلى ما يعانيه اليوم من أزماتعلى جميع المستويات. 

ولم يفوت نعيم مبارك الفرصة دون انتقاد الرئيس السابق فؤاد الورزازي، حيث ذكر أن الأخير وبعد رحيله نهاية الموسم الماضي، لم يقدم له التقرير المالي الخاص بالفترة التي قاد فيها الفريق، وكذا الوثائق المتعلقة بالصفقات التي تم تفويتها لفريق شباب المحمدية، وهو ما تسبب في عدة مشاكل له خلال هذا الموسم، الشيء الذي زاد الطين بلة.

وأكد رئيس فريق الكوكب المراكشي أن الفريق كان في طريقه للاندثار، بعدما تخلى عنه الجميع قبل أن يقرر أخد زمام الأموربداية الموسم الحالي، لكنه أشار أن صبره نفد في غياب تام لأي دعم سواء من طرف الجهات المسؤولة بمدينة مراكش، أو المستثمرين بالمدينة، داعيا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الفريق في هذه الفترة الصعبة التي تمر منها، والتي تحتاج إلى رجالات المدينة. 

 

 

الورزازي يتبرأ من اتهامات نعيم الراضي ويحمل مسؤولية ارتفاع الديون لمكتب مربوح

 

بعد الاتهامات التي طالته من طرف الرئيس الحالي نعيم مبارك الراضي، حول مجموعة من الأمور المتعلقة بتسيير الفريق، في مواجهة بينهما في برنامج إذاعي، أكد الرئيس السابق فؤاد الورزازي استعداده التام للمحاسبة، مشيرا أن التقرير المالي الخاص بالسنة الماضي التي تقلد فيها المهمة قدمه لعدة جهات، ويتعلق الأمر بولاية الجهة وكذا المكتب المديريللنادي، ومندوبية وزارة الشباب والرياضة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. 

وأكد فؤاد الورزازي، أن الصفقات المتعلقة ببيع اللاعبين زكرياءناسيك، وبولكسوت، وسعد أغوزول تمت في شفافية ووضوح، ويتوفر على الوثائق المتعلقة بالصفقات الثلاثة، مشيرا أن الخبير المحاسباتي قد صادق عليها. 

وكشف فؤاد الورزازي أنه بعد استلام الفريق بداية الموسم الكروي الماضي كان المديونية محددة في 2 مليار و400 مليون سنتيم، وهو نفس الرقم الذي استمر بعد تسليم مفاتيح قيادة الفريق لنعيم مبارك الراضي، مشيرا أنه وبعد استقالته سنة 2015 من منصبه كرئيس للفريق تركه بدون ديون، ليتفاجأ بعد عودته سنة 2018 بتواجد دين مليارين و400 مليون سنتيم، إذ أكد أن الفترة التي قاد فيها مكتب محسن مربوح الفريق ما بين 2015 و2018، هي التي عرفت ارتفاع مديونية الفريق إلى هذا المستوى.   

وذكر المتحدث أن عدة أسباب جعلت الفريق يغرق في الديون أبرزها غياب الدعم المالي من الجهات المسؤولة، وكذا غياب مستشهرين، إضافة إلى عائق ملعب مراكش الكبير.  

وأضاف الورزازي، أنه ومنذ قدومه للفريق سنة 2010 أنفق حوالي 700 مليون سنتيم من ماله الخاص على الفريق، دون استرجاعه، مشيرا أن المبلغ جد ضعيف، حيث أكد أن من يريد تسيير فريق بحجم الكوكب يجب أن يضخ سنويا في خزينة الفريق حوالي 100 مليون سنتيم سنويا. 

وختم الورزازي حديثه بالقول، أنه سبق وان اقترح حل لعودة الكوكب للاستقرار المالي، ويتمثل في إنشاء شركة للتنمية المحلية بهدف تسيير الشركة الرياضية الخاصة بالكوكب المراكشي، على أن يتكلف المجلس الجماعي بشكل كبير بتسيير النادي.

 

الكوكب يتصدر قائمة الفرق الأكثر ديونا في لجنة النزاعات 

 

 

يتصدر فريق الكوكب المراكشي قائمة النوادي الغارقة في الديون المتراكمة بلجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يلجأ لها اللاعبون الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية من فرقهم، حيث تصل ديون الفريق المراكشي إلى حوالي مليار ونصف سنتيم، وهو ما يحرمه من المنحة السنوية للاتحاد المغربي التي يتم ضخها في الحسابات البنكية للاعبين المشتكين.

 

 وقد قضت لجنة النزاعات مؤخرا عدة أحكام لصالح بعض اللاعبين الذين لعبوا لفريق الكوكب خلال السنة الماضية، حيث سيكون الفريق ملزم بتأدية حوالي 273 مليون سنتيم لصالح اللاعب ياسين الذهبي، الذي حمل قميص الفريق لسنتين، قبل أن يقرر الانتقال إلى فريق الدفاع الحسني الجديدي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية بعد نهاية عقده.

 

كما قضت اللجنة خلال هذه السنة بالحكم لصالح المدرب السابق للفريق فوزي جمال، الذي طالب قبل فسخ عقده بمنح 28 مليون سنتيم، لكن تعنت إدارة الفريق في منحه المبلغ المذكور، دفع به للجوء إلى لجنة النزاعات التي حكمت لصالحه بالتوصل بحوالي 129 مليون سنتيم.

 

وقد استفاد كذلك لاعبين من السنة الماضية بالحكم لصالحهما، ويتعلق الأمر بعبد الإله عميمي، الذي سيتوصل ل90 مليون سنتيم، وكذلك كريم الهاني، الذي سيتوصل بحوالي 120 مليون سنتيم، إضافة إلى مجموعة من اللاعبين الذين حملوا قميص الفريق في السنوات الأخيرة.

 

الكوكب مطالب بتسديد حوالي 400 مليون سنتيم للفيفا

 

لم تقتصر ديون فريق الكوكب المراكشي لكرة القدم عند لجنة النزاعات بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بل وصلت إلى الاتحاد الدولي الفيفا، التي وجهت عدة مراسلات لإدارة الفريق تطالبها بتسديد الديون المتراكمة للاعبين الأجانب، الذين حملوا قميص فارس النخيل.

 

وقد توصلت إدارة الفريق قبل أيام قليلة بحكم لصالح المدافع المالي أبوبكر كوياتي، الذي جاور الكوكب قبل سنتين، والذي تم تسريحه إلى فريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي في صفقة رافقتها عدة "شبهات"، لعدم الكشف عن مبلغ الصفقة، حيث سيكون الفريق مطالب بتسديد 148 مليون سنتيم تتوزع بين نسبة مخصصة لفريقه الأم، ونسبة أخرى لصالح وكيل أعمال اللاعب.

 

كما حكمت الفيفا لصالح لاعبين أفارقة سبق وأن حملوا قميص الفريق، من بينهم ممن لم يلعبوا أي مباراة مع الكوكب، حيث فاقت ديونهم 250 مليون سنتيم.