فيديو: العثماني يخاطب قطا أمام الغياب الفظيع للبرلمانيين بمجلس المستشارين
1716 مشاهدة
في الوقت الذي نجح فيه مجلس النواب في التقليل من ظاهرة غياب البرلمانيين (ولو نسبيا) بعد شروعه في سياسة الاقتطاع من الأجر وفضح المتغيبين في جلساته العمومية، فشل رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماش، في ضبط حضور المستشارين في الجلسات العامة، رغم الإجراءات الصارمة التي أعلن عن اتخاذها للحد من الظاهرة.
ولعل جلسة امس الثلاثاء 10 دجنبر 2019، التي كانت مخصصة لمساءلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حول السياسات العمومية، كانت خير دليل على تجذر ظاهرة الغياب بالغرفة الثانية، واستعصاء اقتلاع جذورها على حكيم بنشماش، و بشكل عام على مكتب مجلس المستشارين، الذي ومع افتتاح كل سنة تشريعية يردد شعارات للقضاء على ظاهرة البرلمانيين الأشباح، ولكن سرعان ما تتبخر تلك التوعدات بانعقاد اول جلسة.
ورغم أهمية المواضيع التي تم طرحها يوم أمس داخل قبة المستشارين، والتي تتعلق بالسياسة العامة للحكومة في مجال حقوق الإنسان، وكذا بالمجهودات التي تبذلها الحكومة من أجل مواجهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، إلا أن تلك الجلسة لم يحضرها سوى 38 مستشارا من أصل 120، هذا ناهيك عن الغياب الفظيع المسجل بين صفوف الوزراء، ليس فقط خلال جلسة أمس، ولكن خلال كل جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية والشهرية.
وحتى لا نكون ظالمين في حق بعض المستشارين المواظبين في الحضور والذين تغيبوا عن جلسة امس، فهؤلاء كانوا حاضرين بالبرلمان الإسباني من أجل المشاركة في اجتماع اتحاد البرلمان الدولي بمناسبة انعقاد مؤتمر المناخ كوب 25 بمدريد، والأمر يخص كلا من أحمد التويزي، ?مال ميصرة، عبد الإله المهاجري ونبيل الشيخي، و?خرون معدودون على رؤوس الأصابع.
الاستهتار هذا، لا يقتصر فقط على وزرائنا وبرلمانيينا بمجلس المستشارين، وإنما أيضا على رئيس حكومتنا سعد الدين العثماني، الذي وبكل أسف شديد يسجل أكبر استهتار بالعمل البرلماني، وخاصة عند إلقاء مداخلات المستشارين البرلمانيين، إذ وعوض الاصغاء إليهم بإمعان، ينشغل العثماني بالمحادثات الثنائية أو بالكتابة دون الانتباه إلى من يتحدث، اللهم إن كان رئيس حكومتنا عبقريا ولديه قدرات خارقة على القيام بأكثر من فعل في ?ن واحد. وحتى وإن كان قادرا على فعل ذلك، فعلى العثماني ألا يبخس من تلك التدخلات، وأن يصغي لأصحابها من باب الاحترام وال?داب العامة عوض الانشغال بأشياء أخرى.
ولعل المشهد الذي وقف عليه موقع مراكش 7 خلال جلسة أمس الثلاثاء، يختصر المهزلة التي يعيش على وقعها مجلس المستشارين، وذلك عندما اقتحم قط أسود غرفة الثانية ليتجول بين كراسيها الفارغة في أريحية تامة، والذي كان يبدو بدوره منشغلا بأشياء أخرى، غير مبال بما يخرج من بين شفاه العثماني.
وهذا المشهد وغيره من المشاهد الأخرى بمجلس المستشارين، والتي يحاول المسؤول عن كاميرا نقل أشغال جلسات تلك الغرفة تحاشيها بتسليط عدسات الكاميرا على الكراسي الممتلئة فقط، تزيد من فقدان الثقة في العمل البرلماني ومنتخبينا، وخاصة امام مهزلة الغياب التي يتم تسجيلها في كل الجلسات الأسبوعية والشهرية، والتي كان من الممكن ولو نسبيا التغطية عنها، بنقل أشغال اللجان البرلمانية، التي يحضرها على الأقل عدد لابأس به من المستشارين والوزراء لمناقشة المشاريع التي تهم حاضر ومستقبل المغاربة.