
في اطار انشطته الثقافية والفنية، نظم المركز الثقافي بالداوديات بمدينة مراكش لقاء فنيا للاحتفاء بقيدوم مجموعة لمشاهب الفنان الاستاذ محمد حمادي.
وقد قام بتنشيط هذا الملتقى الاذاعي احمد رمزي الغضبان بحضور نخبة من جمهور مجموعة لمشتهب، وبعض اصدقاء الفنان محمد حمادي الذي قضى من عمره خمسين سنة من العطاء الفني الدؤوب والمستمر، زاهدا في كل المغانم المادية، او المكاسب التي ترتبط بالمصلحة الشخصية على حساب الابداع والقيم العالية التي يتصف بها هذا المبدع المراكشي المغربي الكبير محمد حمادي.
وقدم الاذاعي احمد رمزي الغضبان خلال هذا اللقاء الفني المميز ورقة حاول من خلالها ان يختزل للمراحل، وان يرصد ابرز المحطات الفنية في مسار الفنان محمد حمادي بدءا من مرحلة طفولته عندما بدأت عنده (لولاعة) بتقليد الاغاني الهندية التي كان يحفظها من الافلام الهندية التي كان يحرص الى حد الادمان على مشاهدتها في سينما (الفتح) بالمدينة العتيقة، ومرورا ببدايته مع المسرح عندما التحق باول جمعية مسرحية(الجمعية اللمتونية)، حيث ظهر في اول عرض مسرحي بعنوان(ولي الله) قصة لحسن اوشن واخراج عباس فراق عام 1967، ومرورا بمراحل اخرى في مساره الفني :فرقة النهضة المسرحية،ومجموعة اهل الحال الغناءية،ثم شبيبة الحمراء، ومجموعة نواس الحمراء،لتتم المناداة عليه من طرف الراحلبن الشريف لمراني ومحمد البختي ليلتحق بمجموعة لمشاهب تحديداً في شهر دجنبر عام 1974،حيث غنى مع لمشاهب اول اغنية له بعنوان (ياشراع)، وهي في نظم مشترك بين محمد حمادي ومحمد باطما رحمه الله، فكان التحاق محمد حمادي بمجموعة لمشاهب اضافة اغنت مسار هذه المجموعة،وزادتها تميزا واقبالا جماهيريا مميزا، حتى اصبحت لمشاهب لا ترقى الى المستوى الفني المنشود في مختلف المناسبات الا بوجود محمد حمادي ضمن تشكيلتها ،ثم يرحل الشريف لمراني مؤسس مجموعة لمشاهب الى دار البقاء قبل ان يكلف محمد حمادي ان يهتم بمجموعة لمشاهب، وان يحرص على استمراريتها وحفظ تراثها الغناءي الممجد، ولا زال محمد حمادي وفيا لوصية رفيق الدرب الحبيب الذي سيظل خالدا في القلب والذاكرة، بعد ذلك، ومن منطلق تصور وجيه،ارتاى محمد حمادي ان يقوم بتشبيب مجموعة لمشاهب، فاسس تحديدا يوم 22 يوليوز عام 2016 مجموعته الشابة ( مجموعة حمادي لمشاهب) بتشكيلة تضم نخبة من الشباب: عبد الحق الجوهري،والمختار الميموني، والمهدي السوسدي( نجل الفنان الراحل محمد السوسدي)،وحسن حسنين، ونور الدين اخوان شاعر المجموعة، واصدرت هذه المجموعة البومها الاول يضم باقة من اجمل الاغنيات التي تسير في نفس سياق التجربة الابداعية لمجموعة لمشاهب، تحت رعاية وتوجيه القيدوم محمد حمادي.
بعد ذلك تطرق الاذاعي احمد رمزي الغضبان لمجموعة من المحطات الفنية الاخرى في المسار الابداهي للفنان محمد حمادي، مرورا بمشاركاته، الى جانب الاشراف على مجموعة لمشاهب، في عالم السينما من خلال العديد من الافلام السينمائية مع كبار النجوم العالميين، ايضا حضوره في المسرح من خلال كتاباته وتلاحينه للعديد من الاغنيات المسرحية، والمشاركة في تشخيص العديد من الادوار في العديد من العروض المسرحية الى جانب كبار المسرحيين المراكشيين امثال عبد الحبار الوزير، المهدي الازدي، محمد زروال، احمد الشحيمة، عبج السلام الخالدي واخرين، ثم اشار الاذاعي احمد رمزي الغضبان الى محطة اخرى كانت هامة في المسار الفني للمبدع محند حمادي، وتتعلق بتجربته مع تراث الملحون عندما بدا هذه تلتجربة مع الرائد الكبير الاستلذ مولاي عبد العزيز الطاهري عام 1988،ثم خاض نفس التجربة مع تراث الملحون مع صديقه وتوامه الفني الاستاذ عبد الكريم القصبيجي قيدوم مجموعة جيل جيلالة،حيث قدما معا باقات من عيون قصائد الملحون.
وقد تم خلا هذه الامسية المميزة تسجيل مجموعة من الشهادات الطيبة في حق هذا الفنان الرائد محمد حمادي كانت بتوقيعات مجموعة من الفنانين الذين حضروا هذا اللقاء: الممثلة القديرة والجمعوية الاستاذة لطيفة عنكور، والشاعر الغنائي الكبير الاستاذ احمد وهبي، والشاعر الغنائي الكبير الاستاذ عبد الهادي شوهاد، ورفيق الدرب في الكفاح منذ فترة الطفولة الاستاذ عبد الكريم جوحار، ورئيس مجموعة لرصاد العريقة الاستاذ عبد المجيد الحراب، ومن المؤسف ان مجموعة من اصدقاء المحتفى به كان لزاما عليهم ان يحضروا مهما كانت ظروف الطقس الذي عرف سقوط بعض الامطار، والتي لا يمكن ان تكون تبريرا لعدم حضورهم مع واحد من اكبر المبدعين الاصلاء الذيم انجبتهم مدينة مراكش، الفنان الخلوق والنبيل والطيب والخدوم والمجتهد والمتواضع والزاهد في المكاسب المادية وفي الالقاب والمناصب، قيدوم مجموعة لمشاهب العريقة، الاستاذ محمد حمادي امد الله في عمره، ومتعه بموفور الصحة والعافية، والشكر للمركز الثقافي بالدوديات في شخص مديره الشاعر الرقيق والاديب الانيق والاعلامي الصديق الاستاذ حسن بنمنصور على هذه البادرة الطيبة الحميدة المتمصلة في تنظيم هذا اللقاء الفني احتفاءا بالرائد الكبير محمد حمادي الذي اتحف الحاضرين خلال هذه الامسية باروع الروائع من اغنيات لمشاهب الخالدة في الذاكرة الوطنية، على عزف مميز على الة الموندولين للفنان المبدع الستاذ عبد الحق الجوهري.
![]()






