في الوقت الذي يسعى فيه المغرب إلى التأكيد على انخراطه في الجهود العالمية من أجل الحفاظ على البيئة، ومواجهة كل الأشكال والسلوكيات التي تدمر البيئة، يبدو أن جماعة سيدي بوعثمان لم تنخرط بعد في هذه المساعي، حيث أن مياه الصرف الصحي للجماعة أضحت كارثة بيئية بالمنطقة.
لقد أدت مياه الصرف الصحي إلى تدمير أجزاء من الغابة المجاورة لمركز الجماعة، بعد أن لم تحدد لها أية وجهة، بحيث أن الجماعة على ما يبدو لم تفكر في إحداث مركز لتجميعها، رغم أن ذلك يعتبر من الأولويات التي يجب الاهتمام بها في أي تجمع سكاني.
ولا زالت الأضرار التي تخلفها هذه المياه تتوسع منذ أشهر، وكما توضح الصورة أعلاه، فإن الغطاء النباتي بدأ يتأثر بشكل كبير، الأمر الذي يهدد الغابة بالكامل، حيث أهلكت الأشجار التي لامستها مياه الصرف الصحي، كما أن ذلك ينذر بحدوث كارثة بيئية بالمنطقة ستشمل أثارها الحيوانات والنباتات وكذلك صحة المواطنين هناك.
يحدث ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه إشكالية تدبير مياه الصرف الصحي إشكالية متجاوزة بالنسبة للعديد من التجمعات السكانية، بفعل وجود العديد من الحلول الجاهزة التي يمكن اعتمادها من أجل تفادي انتشار الأوبئة الناجمة عنها.