ذروة الألم أن يمضغك اليأس بين فكيه قبل أن يدهسك الإحباط على قارعة الطريق ليقذف بك إلى مكان بعيد، حيث لا يمكن لرياح اليأس أن تصلك أو أن تهز أشرعة سفينة أحلامك، هكذا اختار أنور بوخرصة ابن مدينة أسفي، أن يمضي نحو البعيد، متخليا عن كل تبعات الماضي وهلوساته التي لم تكن سوى أحلام بسيطة لم يحققها في وطنه الأم رغم كل التضحيات التي ضحا بها من أجل أن يرفع علم وطنه.
أنور بوخرصة الذي صار حديث العالم بعد أن رمى ميداليته الذهبية بين أمواج البحر الذي يفصل بين وطنه وأديم أوروبا خلال هجرته السرية نحو اسبانيا، يقول أن اليأس والاحباط اللذان شعر بهما داخل بلده دفعا به إلى المجازفة بين أمواج البحر القاتلة، حيث وبعد نجاته منها رمى بكل ذكريات وطنه بين الأمواج بعد أن تخلص من ميداليته الذهبية التي حصل عليها في إحدى البطولات الوطنية للتايكواندو.
موقع مراكش 7، أجرى حوارا مع أنور بوخرصة بمدينة غرناطة الاسبانية، حيث بدأ أنور حياته الجديدة، حياة يحاول من خلالها هذا البطل التخلص من أوهام ماضي بعيد و?خر قريب لا زال يذكره بالاستياء ومحطات النجاح الممزوجة بلحظات الفشل، رغم البطولات التي حققها في رياضة التايكواندو التي أحبها وأحب معها وطنه في كل مرة رفع في الأعالي العلم الأحمر ذو النجمة الخضراء.
وفي غرناطة يحكي أنور لمراكش 7 الأسباب التي جعلته يجازف بحياته ويقضي بين أمواج البحر الغادرة أربعة أيام عبر قارب مطاطي، ثم أن يعتقل على يد الشرطة الإسبانية رفقة ثلاثين شخص، إلى أن أفرج عنه، ليبدأ تفاصيل حياة جديدة.
أنور يقول ان السبب الرئيسي في تفكيره بالهجرة السرية هو الإقصاء والتهميش اللذان تعرض إليهما، وخاصة بعد إقصائه من بطولة العالم سنة 2017 على الرغم من وصوله إلى المباراة النهائية المخولة له المشاركة في تلك البطولة، مشيرا إلى أن اقصاءه ذاك جاء عمدا من طرف أشخاص، وذلك لأنه ابن مدينة أسفي التي يتم التعامل مع ابنائها كأنهم لاينتمون لخريطة بلده.
تصريح أنور تضمن أيضا انتقادات واسعة للوضع المعيشي في بلده، وخاصة الفقر والتهميش الذي يطال الأبطال، سواء من الناحية المادية أو المعنوية، وهو ما جعله يفكر في الهجرة عله يجد مكانا يحقق فيه أحلامه البسيطة.
الكثير من الأسرار والأشياء يخبرنا بها أنور خلال تصريحه لموقعنا، والتي نضرب لكم موعدا معها بالصوت والصورة من قلب غرناطة الاسبانية في القريب.
