الإنسان والذاكرة


مشاهدة : 323

 

لكل إنسان ذاكرة . الصويرة حكاية لانهاية لها ،كتب عنها الكثير،فلأجل شباب اليوم يجب أن نكتب عن ماض مجيد لساكنة افتقدناها وأصبحت مهاجرة .فالصويرة مدينة السلم والسلام والتعايش ، نحن سكان هده الأرض الطيبة يجب علينا رد الاعتبار لتلك الصورة المعروفة عن المدينة .كان تاريخ الصويرة مثيرا وقصيرا .تتبوأ مكانتها مند بناءها حتى بداية سنة 1980 وأصبحت في خبر كان في الميدان التجاري والصناعي …في الأول كانت تحتوي على عشرين دار تجارية يسيرها يهود الصويرة لتحريك عجلة الاقتصاد . فلقد شكلوا أغلبية أما المسلمين فلقد هاجروا الى الصويرة من تطوان ،فاس ، الرباط وسلا وكانوا كذلك من تجار المدينة وساهموا أسوة مع اليهود في مختلف الأنشطة .لقد نسينا تلك الطفولة ونحن نلعب مع أقراننا اليهود والمسيحيين .جلسنا معا في نفس المقعد، في حجرة القسم نكتب ونراجع دروسنا. نشاهد نفس الشريط السينمائي بسينما (سقالة ).لعبنا كرة القدم فوق رمال شاطئ المدينة .هل الصويرة تستحق إهمال ذاكرة التي أصبحت من المتلاشيات .أقولها بصراحة هي المدينة الفاضلة في دلك الوقت .اسألوا بحرها وسمائها ،اسألوا أبوابها وأسوارها . هي من دون شك المدينة الأكثر هدوء في المغرب .فعليك أحيانا أن تقف حين يكون الوقوف صعبا .فبالتآخي والتآزر نلتقي لأجل هدف واحد هو إحياء ذاكرة.فالساكنة افتقدت دلك البريق الوهاج التي كانت تتمتع به طوال السنين .فلقد استقر عدد هائل من اليهود الوافدين من سوس على الخصوص .وارتفع عدد سكان اليهود من 4000 نسمة في أواخر القرن التاسع عشر إلى 10000 نسمة. كان عدد سكان الصويرة أنداك من مسلمين ومسيحيين ويهود هو 20000 نسمة.ليست الأمور كما كانت قبل 40 سنة فاليهود خلفوا أثارا مهمة بين الساكنة . فكان لهم دور فعال ، وكانوا من الأولين في اعمار المدينة ومن الأولين في الرياضة، التجارة ،الصناعة وزاولوا كذلك الحرف التقليدية .ولهم بعض المحلات التجارية في الأسواق التالية : سوق البقر والغنم ( بباب مراكش)– سوق الدجاج( بالخضارة)- سوق السمك ( بالبلاصة ديال الحوت) – سوق الفضة (بالصياغة) – سوق الرقيق ( بباب دكالة) – سوق الجلد( بباب مراكش) – سوق الملحة (ببين العراصي) . وزاولوا بعض المهن الحرفية المشهورة أنداك والتي أتقنوها، اتقانا محكما وأعطوا للحرفة ماتستحق من دكاء ومهارة الصانع الصويري ومن الحرف التي زاولوها :الصاغة – الصفاحون – صناعة الأواني النحاسية – الخياطة – صناعة البلغة – الخرازة – صناعة البراميل – صناعة الساعات – صناعة الاحدية الأوروبية … ومن أشهر العائلات أنداك في التجارة على الصعيد الوطني والعالمي عائلة أل قرقوز – عائلة أل افرياط – عائلة أل بودميعة في نهاية القرن التاسع عشر .ويلقبون بتجار السلطان . ويحتفلون كالمسلمين بالأعياد اليهودية. ولهم الحق في كل شيء ويتمتعون بحرية قل نظيرها على الإطلاق ومن أعيادهم : روش هاشنة- يوم كيبور– عيد الفصح – لاك باامور – تاسع آب . ويحتفلون بعيد النوالة ( السكوت ) وعيد الحصاد ( شافووت )… إن المؤرخين غالبا مااعتبروا التطور الذي شاهدته الصويرة ذا دلالات بالغة الأهمية في تاريخ المغرب الحديث ،فلقد دهب عبد الله العروي إلى اعتبار سيدي محمد بن عبد الله  » صانعا حقيقيا للمغرب الحديث الذي طالما تتحدث عنه كتابات عديدة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وعلاقته مع ساكنة مدينة الصويرة والدور المهم الذي أعطاه لليهود في دلك الوقت ». ذكر حاخام الصويرة ( موردشاي ) الذي زار (تامبوكتو) عام 1864 م آن الجالية المغربية المقيمة بالمدينة تتكون من 651 تاجرا من بينهم يهود الصويرة .لهم شهرة واسعة في تجارة الشاي والكتان والسكر . وكانوا يتاجرون في الكتب وقد بقي المغاربة مسيطرون على التجارة في هدا البلد الإفريقي حتى أواخر القرن العشرين.

من دخل الصويرة فقيرا خرج منها غنيا. ( قولة للسلطان سيدي محمد بن عبد الله)

 

 

Un commentaire sur “الإنسان والذاكرة

  1. 333873 163674Hello there, just became alert to your blog by way of Google, and found that it is genuinely informative. Im going to watch out for brussels. I will appreciate in case you continue this in future. Many folks will likely be benefited from your writing. Cheers! 416373

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :