عشرات التلاميذ بالحوز مهددون بالهدر المدرسي بعد تخلي جماعات ترابية عن سيارات النقل المدرسي
1058 مشاهدة
تتزايد المشاكل المرافقة لتدبير سيارات النقل المدرسي بالحوز، والتي تشرف عليها جمعيات بتنسيق مع جماعات ترابية، وهو ما يهدد عشرات التلاميذ بالهدر المدرسي.
ويبلغ عدد سيارات النقل المدرسي، التي تم اقتنائها في اٍطار المبادرة الوطينة للتنمية البشرية، بشراكة مع الجمعيات المحلية أو مجلس جهة مراكش أسفي و المجلس الاقليمي للحوز، حوالي 126 سيارة، وتم تفويتها للجماعات الترابية بالاقليم بتنسيق مع جمعيات من أجل تدبيرها، لنقل التلاميذ نحو مؤسساتهم التعليمية.
غير أن هذه السيارات تكلف الجماعات الترابية ميزانية سنوية كبيرة، الأمر الذي يجعل استمرارية عمل هذه السيارات مستحيلة مع مرور الوقت، وهو ما يفسره تأخر بعض الجماعات في اٍطلاقها في الوقت المحدد إلا بعد تدخل السلطات المحلية.
وكانت جريدة "مراكش الاخبارية،" قد نبهت المسؤولين من خلال تقرير صحفي سابق، اٍلى أزمة تلوح في الأفق بسبب عدم قدرة الجماعات الترابية على تحمل ميزانيات سيارات النقل المدرسي، وهو ما ينذر بكارثة في مجال التعليم، بعد انقطاع التلاميذ بشكل جماعي لصعوبة توفر أسرهم على الامكانيات المادية.
كما أن تخلي المديرية الاقليمية لوزارة التعليم بالحوز، عن تدبير سيارات للنقل المدرسي، يتم كرائها من الخواص، بموجب مذكرة وزارية، فاقم الوضع لولا دعم الجماعات المحلية.
وفسر رؤساء جماعات ترابية، سبق لمنبرنا أن اتصل بهم حول ذات الموضوع في مناطق قروية مختلفة، أن صرحوا لنا بأن المؤسسات المنتخبة غير قادرة لوحدها على تدبير مزيد من المصاريف، وأرجعت الاسباب اٍلى ضعف الموارد، وضعف الميزانية السنوية، مع تزايد طلبات الساكنة المحلية، وهو ما ينذر بتوقف عدد من المصالح في عدد من المناطق، من بينها خدمة النقل المدرسي، أمام تزايد مطالب اجتماعية أكثر حيوية، وتعلق الأمر بتوفير الماء الشروب مثلا.
يشار اٍلى أن جماعات ترابية في الحوز تعاني من العجز في ميزانياتها، وحجم الاعتمادات المالية التي تم تحويلها لفائدتها غير كافية، ولن تنقذ هذه المؤسسات من الأزمة المالية التي تعاني منها.
وكشفت جمعيات محلية تنشط في مجال التعليم والتربية، لجريدة "مراكش الاخبارية،" أن الحل الأنجع لإنقاذ التلاميذ من الهدر المدرسي، وتخفيف الضغط على المؤسسات المنتخبة، يكمن في بناء أو كراء منازل تضامنية في عدد من المناطق القريبة من المؤسسات التعليم لاحتواء جميع التلاميذ، تحت اشراف الجمعيات كم هو الشأن في منطقة أسني التي تضم عدد من المشاريع المماثلة تحت اشراف منظمات فرنسية وانجليزية، أبانت عن تجربة ناجحة في هذا المجال طيلة سنوات عدة.