مشاهدة : 2077
عندما يأتي الأول من غشت، تكون بطارياتي انتهت، وأحتاج إلى راحة للجسد وللعقل وللروح؛ من تعب سنة مهنية
غشت2019
توجهت صوب مدينة أصيلة في شمال المغرب، كما هي عادتي منذ عقد من الزمن، وهدفي واحد هو اللحاق بعائلتي الصغيرة، في لجوءها الاجتماعي الصيفي.
فكرت طيلة طريق سفري، في حصاد عام مهني مضى، رغم أنني لا أحب الحصاد بلغة الحسابات، وأعشق مواصلة حلم قديم، لا زلت أحرثه، البحث عن أفضل القصص الصحافية، التي يمكن لي أن أحكيها على شاشة التلفزيون.
وصلت مدينة أصيلة، وجدت وجبة سمك تنتظرني، أكلت هنيئا بعد أيام من أكل مطاعم الرباط وسلا، وخيارات قليلة، وتكرار آلي للوائح الطعام، وغياب للتنويع والتنوع.
فثقافة الأكل السريع والسناك، تهيمن بشكل شبه كامل، على المناخ المطعمي، في مدينتي سلا، وجارتها الرباط.
وأخيرا أمسى بإمكاني إغلاق هاتفي المحمول، أو جعله على وضع الطائرة، والاستسلام الكامل لعلاج اضطراب النوم، كانت ركبتي لا تزال تأن ألما.
ففي كل صباح، كنت أزيل كمادات الثلج، قبل مغادرة سرير الراحة الصيفية، من تعب العمل والمرض.
ففي أصيلة، استولى الباعة الجائلون على شارع الحسن الثاني، القلب النابض لهذه المدينة الأطلسية الصغيرة، فما إن يأتي المساء، حتى يصبح تحريك سيارة مهمة مستحيلة، وسط آلاف من "الفراشة"، الذين حولوا باب الحومر التاريخي، إلى مشهد لا يسر العابرين الناظرين.
أعتقد أن الأزمة الاجتماعية لا تبيح بأي شكل استباحة الأماكن بدون استئذان.
ففي الصيف، يأتي باعة متجولون من مدن أخرى، لتحقيق نشاط تجاري مربح، في البلدات السياحية الصيفية، عبر تجارة الرصيف؛ لأن الناس تقضي نهارها بحرا، فيما يجري إغراءها للتسوق ليلا؛ فبائع ملابس كان يتعمد ارتداء كسوة نسائية، من اللواتي يبعهن، لشد انتباه النساء.
ففي أصيلة، هيمن باعة الحلزون بعرباتهم على الكورنيش، فصاروا عمليا سادة المكان، في كل ليلة صيفا، ومنشطوه الأساسيون، والمنادون على الزوار لتناول "الببوش"/ "غولال".
تحولت السياحة في المغرب إلى نشاط اجتماعي تضامني.
ففي أصيلة، لا تظهر تأثيرات ميدانية لمعادلة الثقافة في خدمة التنمية.
في غشت، ترتفع درجة الحرارة المناخية نهارا، فأحاول اللجوء إلى المحيط الأطلسي لحمام شمس وحمام ماء بارد.
ولا يريد مراهقون في شواطئ أصيلة، ترك المصطافين يرتاحون، فيركولون كرة القدم في كل اتجاه.
وأما المصطافون في كل تجمع عائلي، إلا الاستثناءات التي لا يقاس عليها، فحملوا معهم نصف المطبخ، بغية إعداد وجبة غذاء جماعي، وما إن تستعد الشمس للرحيل اليومي، يرحل المستحمون عن شاطىء المحيط الأطلسي؛ تاركين وراءهم كما من نفايات.
أما الغلاء فيضرب أيضا المصايف، 40 درهما لكراء كراسي ومظلة، بينما كأس شاي أخضر فلا يقل عن ما بين 10 و20 درهما مغربيا، بينما شواية من 6 سردينات، فلا تقل عن 20 درهما، ويمكن تناول سندويتش تونة مع الخضار ب 30 درهما مغربيا.
كلما وجدت رشيد، من يلقب بأفضل صانع صينيات بيتزا الفقراء، أي كالينطي، أطلب درهما أو اثنين.
في تفاصيل العطلة الصيفية السنوية، فوضى غير خلاقة، تضرب كل شيء، حشاشون لا يترددون في قضاء جزء من ليلتهم في زقاقات المدينة العتيقة في أصيلة، ينشرون الضجيج والصخب ودخان لفائف الحشيش.
هذا الصيف، انتقلت فرقة الطرب الأندلسي إلى مقهى آخر، فأصبح المقهى الأزرق، أي الزريرق، خاويا من العاشقين من زبناءه.
في مدينة أصيلة، تجرأت شابتان على كسر هيمنة عربات البابوش، بالاشتغال في عربة لصناعة المعجنات الأوروبية = Crêpes.
أشعر أن الصيف فقد مذاقه الأصلي، والشمس تمارس هروبا نهاريا، لأنها ربما تعبت من تدفئة أجسادنا.
أعتبر شهر غشت محطة استراحة، لتجميع أكبر عدد من ساعات النوم، وهو ما لم يتحقق هذا العام للأسف الشديد، جراء المرض.
أتمنى أن تستمر أصيلة تفتح أبوابها لزوارها، وأن تعتني بجمالها أكثر، وأن تطرد أصحاب مطاعم عشوائية، لأنهم حولوها لسويقة شعبية، وأن تحارب الغلاء في الأسعار، وأن تطرد من زقاقاتها كل حشاش مراهق، وأن توقف فوضى الجائلين من الباعة، وأن تستعيد ثقة عشاقها فيها من جديد.
لا زلت أرفض الانضمام إلى المهاجرين القانونيين إلى خارج المغرب صيفا، بحثا عن عطلة سنوية بعيدا عن الوطن، بالرغم من شربي لكؤوس مرارة في كل موسم اصطياف صيفي في مصايف بلدي المغرب.
الصورة الكاملة في تقديري، عن شهر غشت المغربي، بحث عن الراحة، ومجهود لتجنب فخاخ المصايف، وابتعاد عن مصادر الضجيج.
وأما أصيلة كما عرفتها في تسعينيات القرن العشرين، ومعها مدن أخرى تطل على البحر، فتشتكي في صمت، في غياب من ينصت للأنين.
991102 990256Hey man, .This was an exceptional page for such a hard subject to talk about. I look forward to reading several more wonderful posts like these. Thanks 544112
256414 494734Im not that considerably of a internet reader to be honest but your blogs genuinely nice, maintain it up! Ill go ahead and bookmark your website to come back within the future. All the very best 642430
989877 814060You produced some decent points there. I looked more than the internet for any problem and found most individuals goes as effectively as along with your web website. 613801
An excellent article that kept me engaged from start to finish! The blend of facts and storytelling was spot on. Im excited to discuss this further with anyone interested. Click on my nickname if youd like to explore more related content and discussions!
444196 955203Quickly and easily build your internet traffic and PR, which provides Web website visitors to add your page to any social bookmarking web site. 700102
320551 128076Will you care and attention essentially write-up most of the following in my webpage in essence your web site mention of this weblog? 661058