يعيش محيط سوق بيع السمك بالجملة بمنطقة المحاميد مراكش فوضى عارمة، وذلك بسبب استنبات سوق عشوائي من طرف عدد من باعة السمك الجائلين.
فبعد أن كان الأمر مقتصرا على بعض الباعة الذين يظهرون بين الفينة والأخرى لبيع كميات ليست بالكثيرة من السمك على جنبات السوق الذي يعد أكبر فضاء لبيع السمك بأفريقيا، تحول الأمر إلى نشاط رسمي لمجموعة من الباعة الذين صاروا يحضرون عربات كبيرة يبيعون فيها صناديق السمك لدرجة استقطابهم للعشرات من الزبائن، وكأن الأمر صار يتعلق بفضاء رسمي خاص ببيع السمك بالتقسيط. 
المشهد هذا أثار حفيظة مجموعة من أصحاب المحلات التجارية لبيع السمك، وخاصة بمنطقة المحاميد، الذين باتت تتكدس سلعهم في محلاتهم، وذلك بسبب ذاك السوق العشوائي الذي لا يؤدي عنه أصحابه أية ضرائب، وبالتالي خفضهم لاثمنة السمك مقارنة مع يتم بيعه في المحلات لن يضرهم في شيء بل وسيساهم في بيعهم كميات أكثر بعد جلبهم لزبائن أكثر. 
وحسب مصادرنا، فقد احتج يوم أمس الاربعاء أصحاب عدد من المحلات لبيع السمك على مهنيي السوق، مهددين بتنظيم وقفة احتجاجية ان لم يتم إيجاد حل لهؤلاء الباعة، وتنظيم القطاع بشكل يضمن الربح للجميع ويحد من الفوضى التي يعيشها المجال. 
ومن جانب آخر، وحسب أحد المهنيين، فإدارة السوق غير مسؤولة عما يعيشه محيط هذا المكان من فوضى، لأن مهامها مقتصرة على تنظيم ما يجري بداخل السوق، أما جمعية خير لتجار السمك بالجملة والتقسيط، لم يعد أعضاؤها قادرين على احتواء الوضع دون مساعدة السلطات، وخاصة بعد فشل مخرجات الاجتماعات التي عقدتها بهذا الخصوص، بما فيها الغرامات المالية التي فرضتها على كل من أخل بمخرجات تلك الاجتماعات، فتلك الفئة لا يهمها سوى الربح وإن كان على حساب القانون وخسارة الآخرين. 
ومن الواضح أن الأمر إن لم يتم الحد منه في هاته الظرفية سيتافقم إلى ما هو كارثي، وإلى معضلة حقيقية لن تستطيع السلطات احتوائها، وهو ما جعل الكثير من المهنيين ينددون بالوضع، ويطالبون الوالي لحلو بالتدخل من أجل إعطاء أوامره للسلطات المحلية بالمحاميد حتى تعمل على الحد من ظاهرة تحويل محيط سوق بيع السمك بالجملة الى سوق عشوائي، والوقوف في وجه كل من تحدى القانون، وذلك قبل أن يصير الأمر على نحو ما يجري بشارع القواس وبمحيط السوق الجديد بسعادة 5، حيث استولى الباعة على شارع بكامله، وبات أمر طردهم منه مهمة مستحيلة، إذ لا يمكن لك أن تجد شبرا للمرور على قدميك سواء بالنهار أو الليل، فما بالك بالدراجة أو السيارة، أما ان احتج أحد على الأمر قد لا يخرج سالما من ذاك المكان.