حول الإجراءات المتبعة لتقوية برنامج الصحة المتنقلة بالعالم القروي، ساءل المستشار البرلماني مولاي عبد الرحيم الكامل عن فريق الأصالة والمعاصرة وزير الصحة، وذلك خلال جلسة الاسئلة الشفوية المنعقدة يومه الثلاثاء 30 أبريل 2019 بمجلس المستشارين.
وقال الكامل على أن الوضع الصحي في العالم القروي ومهما تم التحدث عن مشاكله، لا يمكن الإلمام أو وصف حجم المعاناة التي تتحملها ساكنة هذا العالم، جراء ضعف الخدمات الصحية، بل وانعدامها في العديد من المناطق القروية.
وفي هذا السياق، أشار الكامل إلى ما جاء به التقرير الأخير لليونيسيف حول واقع الصحة في العالم القروي بالمغرب، والذي أكد على أن 75 في المائة من وفيات الاطفال دون سن الخامسة بالمغرب تم تسجيلها بالبوادي، وان نسبة وفيات الأمهات بالعالم القروي هي ضعف مثليتها بالحواضر، مشيرا إلى أن هذا التقرير أكد على أن برنامج العناية بالنساء الحوامل لا يشمل سوى 62 في المائة بالبوادي، مقابل 92 في المائة بالحواضر.
وأضاف الكامل في ذات مداخلته، على أن احصائيات رسمية أكدت أن اكثر من ثلث الأسر بالعالم القروي يبعد عنهم اقرب مركز استشفائي بأكثر من 10 كيلومترات، وهو ما يزيد من تأزيم الوضع الصحي بالبادية.
وسجل الكامل، على أنه وبالرغم من أن البرنامج الحكومي نص على اطلاق مشروع الصحة المتنقلة بالعالم القروي، والذي اكدت الحكومة على انه جاء لتدارك الخصاص الذي تعاني منه المنظومة الصحية بهاته المناطق، ورغم التزام الحكومة في هذا البرنامج بتخصيص وحدة طبية متنقلة مع سيارة اسعاف بكل جماعة، الا أن هذا البرنامج حسب المتحدث لا زال بدوره يعاني من عجز واضح في تحقيق اهدافه، وذلك في ظل استمرار الهشاشة الصحية في العالم القروي، مسائلا في هذا الباب الحكومة عن نسبة التغطية في المجال القروي بالنسبة للصحة المتنقلة، وكذا حول حصيلة الحكومة في تنزيل برنامج تقليص الفوارق بالوسط الفروي خاصة في الشق المتعلق بالجانب الصحي.
هذا، وركز الكامل من جديد في ذات سؤاله على كون جل المؤشرات تؤكد أن الحكومة رفعت يدها عن العالم القروي، وتكتفي بمباشرة حلول لا ترقى إلى حجم الخصاص والعجز الذي يعاني منه العالم القروي في كل المجالات، وهو ما يضاعف من معاناة ساكنته مع العزلة والتهميش، وما يعني أنه لا يواكب التوجيهات الملكية الداعية الى اعادة رد الاعتبار الى العالم القروي بما يضمن تحقيق التنمية المتوازنة به.
هذا، وذكر الكامل على أن فريقه طالب مرارا الحكومة ببذل الجهود لرفع المعاناة والتهميش الذي يتعرض له العالم القروي والمناطق النائية الجبلية في كل المجالات، والتي في مقدمتها المجال الصحي، وذلك عبر تعزيز البنية الاستشفائية…..
