خريجو المعهد الوطني للتهيئة والتعمير.. فرص شغل قليلة وآفاق شبه منعدمة

2721 مشاهدة

 

 

مئات الخريجين يجدون أنفسهم في حالة بطالة بعد تحصلهم على الشهادات

 

المعهد الوطني للتهيئة والتعمير بالرباط، التابع لوزارة الإسكان والتعمير والتهيئة المجالية، هو مؤسسة أطر عليا في مجال التهيئة والتعمير منذ سنة 1981، وكان فيما قبل يستقبل فقط الموظفين الحاصلين على إحدى الشهادات التي تسمح لهم بولوج السلم العاشر مع مزاولتهم للعمل بشكل فعلي لأربع سنوات بعد حصولهم على إحدى الشهادات المذكورة طبقا للمرسوم المنظم للمعهد، ثم بدأ فيما بعد يستقبل المترشحين الحاصلين على الإجازة الأساسية، محصل عليها بعد ثلاث سنوات متتالية في نفس المسلك، في العلوم القانونية، أو العلوم الاقتصادية، أو علوم الحياة والأرض، أو علم الاجتماع، أو الجغرافيا، أو التاريخ، أو كل شهادة معادلة للشهادات السالف ذكرها.

 ويستقبل المعهد سنويا، المئات من الطلبة الراغبين في الحصول على التكوين الأكاديمي والتكوين المستمر والبحث والخبرة في كل ما يتعلق بمجال إعداد التراب والتعمير، بهدف ولوج سوق الشغل بأريحية وبزاد معرفي غني، بيد أن نسبة كبيرة منهم يصطدمون بواقع صادم يتجلى في غياب شبه كلي لعروض العمل، زيادة على صدور المرسوم 2.06.377 بتاريخ 29 أكتوبر 2010 بمثابة النظام الأساسي الخاص بهيئة المتصرفين المشتركة بين الوزارات، جعل وضعية الخريجين غامضة بعد أن قصر التوظيف والتعيين في درجة متصرف من الدرجة الثانية على خريجي المدرسة الوطنية للإدارة و المعهد العالي للإدارة.

هذا الحيف الذي يلاقيه خريجو المعهد زاده ضياع سنوات التكوين التي ذهبت سدى بدون تأثير، لا على المستوى الوظيفي ولا حتى على مستوى الاعتبار المعنوي. و للإشارة فان الموظفين خريجي المعهد كانوا يعينون في إطار متصرفي الإدارات المركزية، أو في إطار مهندسي الدولة منذ إحداث المعهد وحتى صدور المرسوم سالف الذكر.

أمام هذا الوضع الشاذ يطرح هؤلاء الخريجين مجموعة من الأسئلة حول مستقبلهم ما بعد الحصول على الشهادة، خاصة وأن عددا منهم يجد نفسه في حالة بطالة، فما هي الاجراءات التي من المنتظر أن تتخذها الوزارة الوصية لإنصاف المعهد وخريجيه وتصحيح هذه الوضعية إعمالا لمبدأ تكافؤ الفرص مع مؤسسات تكوين الأطر التي تكون لصالح الإدارة وتثمينا لجودة التكوين بالمعهد في مجال التعمير وإعداد التراب؟

 

تكوين غني وغموض مهني

 

يعتمد المعهد الوطني للتهيئة والتعمير بالرباط على نظام LMD (الاجازة, الماستر, الدكتوراه). وتحدد مدة التكوين بسلك الاجازة في ثلاث سنوات تتوج بالحصول على دبلوم الاجازة في الأساسية او الاجازة المهنية، أما سلك الماستر والماستر المتخصص، فيستغرق سنتين، بعد الحصول على دبلوم الإجازة الأساسية أو المهنية أو على دبلوم معترف بمعادلته له، ويتوج بدبلوم الماستر أوالماستر المتخصص، ثم سلك الدكتوراه الذي يستغرق ثلاث سنوات، بعد شهادة الماستر أوالماستر المتخصص أو إحدى الشهادات المطابقة لها ويتوج هذا السلك بشهادة الدكتوراه.

خلال فترة التكوين، ينظم المعهد دورات تدريبية وندوات ومناظرات، وأطوارا للتكوين المستمر لفائدة موظفي الإدارات العمومية ومستخدمي المؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من أشخاص القانون العام أو الخاص، الراغبين في الاندماج في الحياة العملية أو في الحصول على ترقية مهنية في القطاعين العام والخاص.

ويقوم المعهد بإنجاز برامج للبحث خاصة بالمعهد أو في إطار تحضير الدكتوراه أو هما معا، ويساهم أيضا في برامج البحث سواء كانت جهوية أو وطنية أو دولية، عمومية أو خاصة.

كما يمكن للمعهد أن يقوم بإعداد دراسات وخبرات في ميادين التهيئة والتعمير والإسكان لفائدة إدارات الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية والهيئات الخاصة وإنجاز كل أعمال البحث والتكوين المستمر والخبرة والدراسات مقابل أجرة.

ويمكن للمعهد أيضا القيام، في إطار المهام المنوطة به، عن طريق اتفاقية أو عقد، بتقديم خدمات بمقابل، وكذا إحداث محاضن للمقاولات المجددة واستغلال البراءات والرخص وتسويق منتوج أنشطتها.

يقوم المعهد بتحضير وتسليم شهادة الماستر المتخصص في التهيئة والتعمير، ويمكن له أن يقوم بالإضافة إلى ذلك بتحضير وتسليم شهادات الإجازة في الدراسات الأساسية والإجازة المهنية والماستر والماستر المتخصص والدكتوراه في ميادين التهيئة والتعمير والإسكان، طبقا لأحكام القانون رقم 01.00 وللمقتضيات التنظيمية الجاري بها العمل.

ورغم هذا التكوين الغني والمستمر طيلة فترة الدراسة، الا أن الخريجين يصطدمون بواقع مر بعد حصولهم على الشهادة، من خلال الغموض الذي يلف الحياة المهنية، خاصة في ظل استبعادهم من العمل في القطاع العام بشكل شبه كلي، أمام ضعف الموارد التي يتم تعبئتها من قبل وزارة الوصية، وقلة التواصل حول هذا العمل ونقص المعرفة من جانب المجتمع المدني أو المؤسسات، وهو ما يتطلب تطوير نقاش في المجال السياسي والإعلامي وللتفكير في تكوين هيكل لمخططي التعمير.

 

من هو خريج المعهد الوطني للتهيئة والتعمير ؟ وما هي وظيفته ؟

 

تناط بالمعهد الوطني للتهيئة والتعمير مهمة تكوين أطر متعددة الاختصاصات، ولا سيما في ميداني إعداد التراب والتعمير، اذ يقوم المعهد بتحضير وتسليم دبلوم الدراسات العليا في التهيئة والتعمير والبيئة وهو دبلوم السلك الثالث.

وتشمل هذه المهمة التكوين الأساسي والتكوين المستمر والتكوين عن طريق البحث العلمي والتقني والتكنولوجي والقيام بأعمال الخبرة في الميادين التي يتولى المعهد التكوين فيها، وكل شكل آخر للتكوين يظهر بأنه مفيد للطالب بالنظر للمحيط العام أو الظرفي، فتستمر مدة التكوين لمدة سنتين جامعيتين يتم على إثرها تسليم " دبلوم الدراسات العليا في التهيئة والتعمير"، وبالتالي تكوين أطر عليا متخصصة في ميادين إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان.

ويعتبر المخطط العمراني كمهندس متعدد الاختصاصات، اذ يجب عليه أن يكون على دراية بمختلف مكونات الوسط الحضري (الطرق، الشبكات المختلفة، الوسط الفيزيائي، المخاطر الطبيعية والتكنولوجية، شبكة الصرف الصحي، المساحات الخضراء، النقل الحضري، الجانب السوسيو اقتصادي وغيرها…)، اضافة الى قراءة مختلف الخرائط قبل التخطيط المستقبلي للوسط الحضري المراد التدخل عليه أو المساحة الارضية المراد تعميرها.

 

نسبة التوظيف لا تتجاوز 1 في المائة

 

على الرغم من كون المعهد الوطني للتهيئة والتعمير مؤسسة تابعة لوزارة الاسكان والتعمير والتهيئة المجالية، الا أن الوكالات الحضرية تبقى خجولة جدًا في عروض التوظيف، حيث أنها تجري مباريات قليلة لاستقطاب مخططين حضريين، وذلك بمعدل وكالة حضرية واحدة في السنة، والتي تطلب بدورها فرد واحد فقط، مع العلم أن المعهد يتخرج منه ما يقارب 100 طالب سنويا.

وما زاد من معاناة خريجي المعهد الوطني للتهيئة والتعمير هو صدور المرسوم 2.06.377 بتاريخ 29 أكتوبر 2010 الذي يشترط في مادته التاسعة أن التوظيف والتعيين في درجة متصرف من الدرجة الثانية (السلم 11) يقتصر على خريجي المدرسة الوطنية للإدارة والمعهد العالي للإدارة، مستثنيا بذلك خريجي المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، مما يشكل في نظر الطلبة حيفا كبيرا في حق هذا المعهد وخريجيه.

 

 

اخر الأخبار :