التأم جمع من أصدقاء المرحوم عبد الرحمان عشور، من إعلاميين وأطر وزارة الداخلية، في المكتبة الوطنية للمملكة، في اللقاء التأبيني للراحل، الأربعاء 06 مارس، استحضارا لجوانب من سيرته ومساره المهني في مجال الإعلام والاتصال.

وقال الكاتب والناشر محمد عبد الرحمان برادة، ناشر الكتاب الأخير للفقيد، "رجل سلطة بالإذاعة"، إن عشور كان مثالا للوطنية الصادقة والإخلاص والاستقامة، وأسدى خدمات جليلة لوطنه ولملكه.

واعتبر برادة أن كتاب "رجل سلطة بالإذاعة"، جزء من تاريخ الوطن كله، إذ كان دقيقا في سرد الأحداث والمواقف، دون تشهير أو إساءة للآخرين.

وذكر المتحدث أن عشور كان يتقبل، بكل أريحية ونبل، كل الانتقادات، مؤكدا مستواه العالي في اللغة العربية، ودرايته الواسعة بدروب الطباعة والنشر، مما أعطى للكتاب طرافة تشد القارئ لمتابعة القراءة دون ملل.

ومن جهتها، قالت لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية سابقا والمديرة السابقة للإذاعة الوطنية والرئيسة الحالية لـ"الهاكا"، إن الوفاء كلمة تعرض نفسها على كل من يستحضر روح عبد الرحمان عشور، لما كان يحظى به من تقدير ووفاء، وهو ما يشهد عليه مؤلفه رجل سلطة في الإذاعة.

واعتبرت المتحدثة أن كتاب رجل "سلطة في الإذاعة" مبادرة تأليفية غير مألوفة في الممارسة الإذاعية، وهي بمثابة هبة لكل الإعلاميين.

وأكدت أخرباش، أن عشور من طينة الرجال المؤهلين لتدبير المراحل، وهو رجل توافقات بامتياز، وكان يتولى المسؤولية بمنظور أقرب للزمالة منه للمسؤولية.

ومن بين الشهادات المؤثرة، كانت شهادة الممثل المسرحي والإذاعي، أنور الجندي، الذي قال إن البعض توجس خيفة من تعيين أطر وزارة الداخلية في الإذاعة، وتساءلوا عن مصير الحرية والإبداع، لكن سرعان ما تبين خلال فترة عبد الرحمان عشور، أن الأمور عكس هذه التوقعات.

وشدد الجندي، أن ما كانوا يحسبونه مضرة تحول إلى مسرة، وازدهر في فترته العمل الدرامي والتمثيلي.

واعتبر المتحدث عهد عشور، أبهى وأزهى فترة شهدتها الإذاعة الوطنية، وماضيا إعلاميا مشرقا ومشرفا.

وعرف اللقاء أيضا عرض فيلم وثائقي، من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي أرخ لمحطات هامة من حياة الراحل منذ ميلاده إلى مغادرته إلى دار البقاء.