الأحزاب السياسية و مفهوم  » المركز و الهامش ». 

1052 مشاهدة

رغم التنصيص الدستوري على الدور المهم للأحزاب السياسية في تأطير المواطنين، فإن عملها على هذا المستوى يتبت أنها اضعف من ممارسته.  أحزاب غير قادرة حتى على التواصل مع المنتسبين لها -على قلتهم- و غير قادرة على توفير التأطير لهم ، كيف يمكن لها تأطير باقي المواطنين  الذين ينفرون من كل ماهو حزبي" وليس عن ما هو سياسي "، لأن انتقاد الأحزاب و الهروب منها هو في عمقه عمل سياسي .
لكن اكبر خطأ سقطت فيه هاته الأحزاب هو تبني فكرة التمركز، على غرار خيارات الدولة فجر الإستقلال.  كل متتبع لفكرة نشأة الدولة و اكراهاتها، سيتفهم التوجه الممركز للدولة المغربية بعد خروج المستعمر الفرنسي.  و أول الأسباب هو تاثير مرحلة الحماية باعتبار فرنسا هي نمودج عالمي للدولة المركزية مند الثورة اليعقوبية و معاداتها لكل ما هو محلي.  ثانيا أن الدولة المغربية الناشئة حينها كانت في أمس الحاجة لوحدة القرار و وحدة مؤسسات إنتاج المعايير لبناء دولة. 
لكن الأحزاب بصفتها منوط بها تاطير المواطنين قبل التنافس للوصول للحكم و مراكز القرار، فضلت الاشتغال على الهدف الثاني بدل الأول، مع الإجتهاد للتواجد خارج المركز فقط من اجل الاستقواء بالهامش و تجييشه لغرض المناكفة العددية. 
هي مقاربة ما زالت جل الأحزاب تشتغل بها، و من نتائج ذلك تقسيم المغرب إلى " مغرب نافع و منتفع سياسيا " و " مغرب غير نافع و تابع حزبيا " . فالنخب السياسية و الحزبية تنتمي للمغرب الأول، و الجيوش الإنتخابية الضامنة للحسم العددي تنتمي لاقاليم الهامش، مع ترك ممرات ضيقية لعناصر من الهامش قصد التوغل في عمق القرار الحزبي، بعد الباسها لباسا شبه مركزي و يطابق الهامش شكلا و ليس مضمونا. 
فهل يمكن يوما أن تقرأ الأحزاب السياسية قراءة أخرى لهذا الأمر؟

اخر الأخبار :