الإعلامي احمد رمزي الغضبان يكتب عن الراحل عبد الرحمان عشور


مشاهدة : 373

انتقل الى عفو الله  قبل أيام على اثر صراعه مع المرض، الإعلامي الاستاذ عبد الرحمان عشور، المدير الاسبق للإذاعة المركزية المغربية بالرباط ،وقد خلف فقده آثارا بليغة وحزنا عميقا لدى الاسرة الاعلامية الوطنية، خصوصا اسرة الاذاعة والتلفزة المغربية.                                                             يعتبر الراحل الاستاذ عبد الرحمان عشور احد ابرز مدراء الاذاعة المغربية ، فقد سجلت هذه المؤسسة الاعلامية على عهده حركية شاملة، حيث دخل بها رحمه الله من مرحلة طرق العمل التقليدي الكلاسيكي، الى عهد التحديث والرقمنة ومسايرة ركب التطور التكنولوجي الذي عرفه العمل الاذاعي.                                                                            عمل الراحل الاستاذ عبد الرحمان عشور بالادارة المركزية لوزارة الداخلية منذ عام 1975، ثم عين بعد ذلك مديرا للاذاعة الوطنية من 1986 الى 2003، وفي عام 2005 غادر الوظيفة العمومية في اطار عملية المغادرة الطوعية،ليشتغل  مباشرة بعد ذلك في الاعلام السمعي البصري قبل ان يشرف على تحضير مشروع اذاعة خاصة.                                         

   في عام 2006، وبناء على تعليمات رسمية، ونظرا لكفاءته العليا، فقد عاد مجددا للعمل بوزارة الداخلية ليعين عاملا مكلفا بالاتصال، وظل بهذا المنصب الهام الى ان التمس، لظروف خاصة، الاعفاء عام 2015.                                                                                  وللإشارة، فان الراحل الاستاذ عبد الرحان عشور رحمه الله ، يعتبر من الخبراء في مجال الاتصال المؤسساتي.                                                                                ومن غريب الصدف التي يصنعها القدر ان وفاة استاذنا سيدي عبد الرحمان عشور تتزامن مع احتفاء العالم باليوم العالمي للإذاعة، وبعيد الحب ، ايضا ، يرحل الاستاذ عبد الرحمان عشور في هذا اليوم (الخميس 14 فبراير 2019) وهو اليوم المحدد لإقامة حفل توقيع كتابه الذي صدر مؤخرا بعنوان ( رجل سلطة بالإذاعة )  في المعرض الدولي للكتاب الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء مؤخرا، مصادفات غريبة، مثقفون وإعلاميون ومهتمون كانوا على موعد لمعانقة اصدار استاذنا مساء الجمعة 15 فبراير، فتحول الشوق الى حزن ترجمته الاعين الى دموع حزنا على فقد رجل طيب نبيل، كان اخا وصديقا وحبيبا للجميع، رحم الله استاذي وحبيب قلبي وروحي الاستاذ سيدي عبد الرحمان عشور، وتعازي الى اسرته وابنائه والى جميع الاخوة والأصدقاء والزملاء في القطاع الاعلامي المغربي، وخصوصا الى جميع الزملاء والزميلات والاصدقاء والصديقات بالاذاعة الوطنية المغربية، إنا لله وإنا اليه راجعون.                                                  لقد خصني الراحل بمحبته لشخصي وثقته التي جعلته، رحمه الله، يشرفني بالقيام بالإشراف والتدقيق اللغوي لكتابه ( رجل سلطة بالإذاعة :1986 الى 2003)، الى جانب اختي الكريمة الاذاعية الكبيرة الاستاذة صباح بنداوود التي اشرفت على  تدقيق وتصنيف وإخراج المواد المدرجة في الملاحق لإذاعية الأستاذة صباح بن داوود، والإعلامي الكبير الاستاذ عبد الاله التهاني و الذي قام بالملاءمات والمراجعات الضرورية.                                 وللإشارة فقد جمعتني بالرحل الاستاذ عبد الرحمان عشور علاقة طيبة منذ عام 1987 عندما كنت اشتغل بإذاعة مراكش الجهوية،حيث كنت ازوره بمكتبه كلما حللت بمدينة الرباط زيارة محبة وتقدير، الى ان فاجأني رحمه الله تحديدا عام 2015 عندما اصدرت كتابي ( الذاكرة الغنائية المراكشية: رصد وتوثيق)،حيث اتصل بي هاتفيا ذات مساء وهو يهنؤني باصداري، ثم قال لي مضيفا : ( انا اعتبرك استاذ رمزي من الاذاعيين الاصفياء الذين استفادوا من عملهم بالإذاعة)، واقترح علي ان انخرط معه في مشروعه الثقافي المتمثل عنده في  محاولته كتابة سيرته الذاتية/المهنية في ارتباطها بالاذاعة المغربية من 1986 الى 2003 ( مدة اشرافه على ادارة الاذاعة المغربية).                                     بدأ مشاورته الاولى في الموضوع مع الصحافي المعروف الاستاذ عمر ياسين الى جانب استشاراته مع العديد من الاعلاميين الذين كانوا من المقربين اليه، بعد ذلك بدأت رحلتي العملية معه عندما سلمني النسخة/المشروع لكتابه، فبدأت القراءة فيها واعادة صياغتها في اطار المراجعة والتدقيق اللغوي،ومذ كنا نلتقي بين الفينة والاخرى مرات بالرباط ومرات بمراكش، حيث كان ينزل باحدى الفنادق بشارع محمد السادس، وكنت ازوره يوميا، وانعم بجلساتي معه الى ساعات متاخرة من الليل، نتجاوز الحديث خلالها عن اصداره الى مواضيع اخرى تشمل الثقافة العامة، ومختلف قضايا الاعلام والابداع، وكان الاستاذ عبد الرحمان عشور يتمتع بذاكرة حافلة بالعديد من الاحداث والوقائع، اضافة الى اهتمامه بالنكتة التي كان بين الفينة والاخرى يوظفها حتى لا يتسلل الملل الى الحديث، ثم ليشعر جليسه بانه انسان متواضع للغاية، وفي قمة الطيبة والنبل، وظلت لقاءاتي تعقد بالرجل بانتظام، وفي غير ملل، الى ان تم المشروع بعون الله تعالى، وصدر ( رجل السلطة بالاذاعة 1986 و2003) ليكون الاصدار الذي يتميز حقا عن اصدارات اخرى حاول مؤلفوها بدورهم ان يوثقوا للاذاعة المغربية من خلال اشرافهم على ادارتها او لمجرد الاشتغال بها، الا ان اصدار الاستاذ عبد الرحمان عشور انما يمتاز عن جميع تلكم الاصدارات التي توثق لسير مؤلفيها، ان ( رجل السلطة بالاذاعة)  يتحدث عن عالم فيه كل شئ، كما جاء في تقديم الكتاب، كما يتحدث المؤلف الراحل عن مهام كانت بعيدة عن تركيبته الشخصية، وبعيدة عن مهامه بوزارة الداخلية، في وقت كانت فيع تعقيدات واشكاليات يعيشها المغرب، وحيث كان من الضروري السهر على السياسة الحكومية في الاعلام العمومي، مع اعطاء الحرية للعاملين في الاذاعة لتقديم ابداعاتهم…وابرز ما يميز اصدار استاذنا الراحل عبد الرحمان عشور انه يجمع بين حصادين، كما جاء في التقديم، حصاد التجربة المتمثل في رصد الاحداث والوقائع والتحولات، وحصاد  تجربته الشخصية في حقل العمل الاذاعي، مرتبطا بالمخطط الذي اسس له، واعتمده في تسيير الاذاعة.

4 commentaires sur “الإعلامي احمد رمزي الغضبان يكتب عن الراحل عبد الرحمان عشور

  1. 545898 490522Outstanding read, I lately passed this onto a colleague who has been performing a bit research on that. And the man actually bought me lunch because I came across it for him smile So allow me to rephrase that: Appreciate your lunch! 433452

  2. 443529 887660Whilst youre any of the lucky enough choices, it comes evidently, even though capture the fancy of the certain coveted by ly folks other useful you you meet may possibly well have hard times this particular dilemma. pre owned awnings 584476

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :