مشاهدة : 2,104

أكاديميون وخبراء يجتمعون في مراكش لسبر أغوار اتحاد المغرب العربي


التأم، يوم السبت 16 فبراير، عدد من الباحثين والخبراء بالدول المغاربية الخمس، في قصر البلدية بمدينة مراكش، في لقاء أقامته منظمة العمل المغاربي، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، ودعم المجلس الجماعي لمراكش، وبحضور الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لميلاد الاتحاد المغاربي.

وفي كلمته بهذه المناسبة، ذكر ادريس الكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، برمزية اختيار المكان الذي احتضن هذا اللقاء، لكون هذه البناية التاريخية حظيت بتوقيع اتفاقية مراكش، المنشئة للاتحاد، يوم 17 فبراير 1989.

وأكد الكريني أن حضور الأمين العام للاتحاد المغاربي، هو دعم لعمل الفعاليات المدنية التي تدعم البناء المغاربي والذي ما فتئ المغرب دستوريا وسياسيا يدعمه، موجها بذلك التحية للأمانة العامة على جهودها لتجاوز الإشكالات المطروحة أمام البناء المغاربي، بالنظر الى جهود الأمانة للتحسيس بأهمية مشروع القطار المغاربي، والسعي لحشد الموارد المالية اللازمة لتحديث وتأهيل خطوط السكك الحديدية، لربط ثلاث دول في مرحلة أولى هي المغرب والجزائر وتونس، بقطار مغاربي. مؤكدا على أهمية هذه المبادرة التي ستسهم حتما في تحريك الأجواء الجامدة بين الدول المغاربية، وتعطي لأجيالها الراهنة أملا في فضاء مغربي قوِي.

وأوضح الكريني أن فكرة البناء المغاربي ظلّت حلما يراود الكثير من النخب المغاربية وزعماء حركات التحرّر الوطني ضدّ الاحتلال الأجنبي في المنطقة، وهو حلم يجد أساسه في المقومات البشرية والطبيعية والثقافية والحضارية، المتاحة والتي تدعم هذا البناء، وتجعل منه خيارا استراتيجيا بكل المقاييس، ولذلك خلّف التأسيس ارتياحا عميقا في أوساط الكثير من النخب الاقتصادية والسياسية بالمنطقة.

وشدد المتحدث على أن الاتّحاد، حرص منذ إحداثه على إرساء إطاره التنظيمي والمؤسساتي انسجاما مع مقتضيات اتفاقية مراكش، حيث تم تنصيب الأمانة العامة التي يقع مقرّها بمدينة الرباط، وإحداث مجلس الشورى المتواجد بالعاصمة الجزائرية، والهيئة القضائية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وكذلك الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم المتركّزة في العاصمة الليبية طرابلس، ثم المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية المتواجد في العاصمة التونسية.

في الوقت الذي راكمت فيه الكثير من التكتلات الاقتصادية في أوربا وآسيا وأمريكا وإفريقيا، يضيف الأستاذ الجامعي، هناك مجموعة من المكتسبات التي أهلتها للتفاعل بشكل إيجابي مع المتغيرات الدولية الراهنة، لم تكن حصيلة الاتّحاد المغاربي لثلاثة عقود مضت، مُرضية، بسبب الجمود الذي أحاط بمؤسساته وآلياته، ما كلّف المنطقة الكثير من الخسائر على شتى الواجهات.

ومن جهته، قال الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، إن الاتحاد يعيش اليوم مفارقة كبرى، تتمثل في أن الجهد الذي تبدله الأمانة العامة جهد ضخم والنتائج نسبية، وهذه النتائج على أرض الواقع لا تتماشى مع الجهد المبذول، وخصوصا أن الاتفاقيات التي توقع كثيرا ما لا يتم المصادقة عليها، وما تم المصادقة عليه في أغلب الأحيان لا يفعل على أرض الواقع، وهذه هي المفارقات التي تشير إلى أن الاتحاد ليس في أحسن أحواله، يضيف المتحدث "هذا واقع لا يمكن أن أخفيه على بعضنا البعض".

وأكد البكوش، أن الأمانة العامة تبين لها بأنه لا يمكن بذل مجهود فقط في مستوى الاتحاد داخليا، وإنما يجب أن يكون هذا المجهود في محيطه "الجيو سياسي"، والأكبر والأهم هو الإفريقي يليه المتوسطي، ويليه العربي.

وشدد الأمين العام للاتحاد، أنه لا يمكن وضع المحيط العربي، فالوضع العربي متدني جدا، ولم يصل إلى حالة تردي أكثر من هذه، خاصة منذ بدأ العرب يتقاتلون فيما بينهم، لذلك "حاولت أن أجد قنوات تعارف مغاربية عربية، لكن لم أجدها سوى بالحضور الرمزي، فنحن لا نشرك في شيء هام إلا الحضور كملاحظين" على حد تعبيره.

وأشار المتحدث، إلى أن التبادل التجاري بين بلدان المغرب الكبير، أقل من جميع التجمعات الأخرى في العالم، هذه حقيقة تشعر المرء بالإحباط، لكن لا يجب أن نيأس فهناك أمل ووجب علينا العمل، لذلك بدأنا بتغيير طبيعة العلاقة الممكنة مع الاتحاد الإفريقي، وأول شيء لفت انتباهنا هو أن جميع التجمعات السبعة الأخرى قد أمضت اتفاقية الشراكة والتعاون مع لجنة الاتحاد الإفريقي، منذ عشر سنوات، فيما نحن لم نمضيها حتى سنة 2018،إذا أصبحنا جزءا من الاتحاد الإفريقي فيما لنا وما علينا، وأصبحنا نشارك بعد غياب طويل.

ويذكر أن منظمة العمل المغاربي، منذ إنشائها سنة 2011، نشرت سلسلة من البلاغات، دعت فيها الحكومات المغاربية لدعم وحدة المغرب الكبير وفتح الحدود بين المغرب والجزائر وتعزيز التعاون الاقتصادي، كما نظمت عددا من اللقاءات العلمية مع مجموعة من الباحثين المغاربيين، إضافة إلى المؤتمرات العلمية بشراكة مع مؤسسة "هانس زايدل" حول المواضيع التي تهم المنطقة المغاربية مثل المشترك المغاربي، الهجرة، المجتمع المدني وحقوق الانسان.

وقد أشرفت المنظمة أيضا على تنظيم دورتين من الجامعة الصيفية الأولى، الأولى حول الشباب والتنمية سنة 2017، والثاني حول الشباب والمشاركة السياسية في البلدان المغاربية العام الماضي.

إن الأهداف الرئيسية للمنظمة تتجلي بالأساس في تعزيز التواصل بين النخب والأنشطة المدنية المغاربية في مختلف المجالات، وحشد الجهود لدعم هذا البناء وتشجيع المبادرات القائمة في هذا الشأن، إلى جانب دعوة صناع القرار في البلدان المغاربية لتفعيل القرارات والاتفاقيات المبرمة في إطار الاتحاد، وكذا الدعوة إلى تعزيز التعاون والتنسيق المغاربي في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق تعتمد المنظمة على مجموعة من وسائل العمل تتجلى بالأساس في تنظيم الأنشطة والمسابقات الفكرية والثقافية وتسليط الضوء على اهداف المنظمة في الدول المغاربية وتنظيم الرحلات والمهرجانات والدورات التكوينية، والندوات والمؤتمرات حول مختلف الشؤون المغاربية، كما تعمل على التنسيق مع المنظمات المدنية الوطنية والمغاربية ومراكز الأبحاث المهتمة بقضايا المغرب الكبير، مع نشر الكتب والدراسات التي تتنوال قضايا الاتحاد، وكدا تنظيم جامعة صيفية سنوية للشباب.

 

5 commentaires sur “أكاديميون وخبراء يجتمعون في مراكش لسبر أغوار اتحاد المغرب العربي

  1. 627420 190004I notice there is definitely lots of spam on this weblog. Do you need help cleaning them up? I might support between courses! 812550

  2. 394793 549841You designed some decent points there. I looked over the internet for your problem and discovered many people will go along with together with your web site. 505102

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :