جماعة أولاد الدليم تغرق فهل من منقذ ؟
2002 مشاهدة
جماعة أولاد الدليم الأكبر بجهة مراكش اسفي تعيش تحت وطأة الفقر والهشاشة والتهميش
جماعة أولاد الدليم تغرق…فهل من منقذ ؟
"لا صحة لا تعليم لا بنيات تحتية…هكذا تعيش ساكنة اولاد الدليم"
يبدو أن منطقة أولاد الدليم التابعة لجهة مراكش أسفي لم يكتب لها بعد أن تخرج من مستنقع الهشاشة والفقر، الذي ظلت غارقة فيه لسنوات الدواوير التابعة لها والبالغة حوالي 84 دوار، فلا يوجد شيء في هذه الجماعة البالغ عدد سكانها حوالي 15 ألف نسمة والأكبر مساحة على مستوى الجهة نقطة ضوء وحيدة قد تشفي غليل القاطنين هناك من نساء ورجال وأطفال وشيوخ، حيث أن مؤشرات التنمية تكاد تكون شبه منعدمة.
فإلى جانب الفقر والهشاشة، نجد أن المجالات ذات الأولوية تعانيمن مشاكل عديدة كالصحة والتعليم، لكن وبالرغم من ذلك فالأجهزة الوصية على القطاعات وكذا مسؤولي الجماعة لا يحركون ساكنا، وهو ما يدعو للإستغراب، ويضع القاطنين بأولادالدليم أمام حصار مفروض عليهم قد يعجل بإحتقان قادمبالمنطقة.
وفيات عديدة وسط نساء أولاد الدليم بسبب غياب أطر طبية…ومندوبية الصحة تلعب دور المتفرج
من بين النقط التي لم يتم إيجاد حل لها في هذه الجماعة التي تعتبر الأفقر في المغرب، تلك المتعلقة بقطاع الصحة، حيث تتوفر المنطقة على أربع مستوصفات صحية بكل من دوار حيان ودوار أولاد حمو، لكن جميعها تفتقر للأطر الطبية، حيث أن إثنين منهم تم إقفالهما، بينما الآخرين يعرفان تواجد ثلاث ممرضين فقط، فيما المركز الصحي الموجود بمنطقة 44 لا يوجد فيه طبيب لأزيد من ست سنوات، إضافة إلى انه يصبح في شبه عطالة في الفترة الليلية، حيث يرفض تماما ولوج المرضى له، فيما وبالرغممن توفره على قاعة للولادة إلى أن نساء المنطقة يتم إجبارهن على الرحيل صوب مستشفى إبن طفيل بمراكش للإنجاب بدعوى عدم توفر القسم على آليات للإشتغال، ناهيك عن قلة الأدوية بمستودعات المركز والمستوصفات.
وقد كشفت فعاليات جمعوية تنشط بالمنطقة أن العشرات من النساء توفين نتيجة الغياب الشبه تام للخدمة الصحية، آخرهن فتاة من مواليد 1996، بعد تعرضها لنزيف حاد نتيجة إنجابها وسط منزلها، حيث إضطرت للقيام بذلك نظرا لبعد المستشفى.
وأضافت الفعاليات الجمعوية أنها راسلت في عدة مناسبات الجهات المسؤولة، حيث سبق للوالي السابق بجهة مراكش اسفيبالنيابة محمد صبري أن زار المنطقة وعقد لقاء مستعجل مع المسؤولين عن الجماعة، وكذا ممثل عن مندوبية الصحة، وتم الإتفاق على ضرورة إيفاد أطر طبية إلى المراكز الصحية الثلاثة في أقرب وقت ممكن، وتوفير آليات الإشتغال، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.
وفي ضل كل ما يجري بقطاع الصحة بمنطقة اولاد الدليمفمندوبية وزارة الصحة بجهة مراكش أسفي تكتفي بلعب دور المتفرج منذ مدة رغم توصلها بعديد المراسلات من طرف جمعيات المجتمع المدني الناشطة لأولاد الدليم، وهو ما زاد من إستياء أبناء المنطقة المستغربين من عدم تدخل الوزارة الوصية على القطاع.
أزيد من 30 مؤسسة تعليمية بالمنطقة تعاني من رداءة الأقسام والمرافق…والأطفال محرومون من روض للتعليم الأولي
تضم جماعة أولاد الدليم أزيد من 30 مؤسسة تعليمية بين مركزية وفرعية أغلبها تعاني من رداءة الأقسام والمرافق، إضافة إلى وعورة مسالك الوصول إليها، حيث يعاني معظم الأساتذة منالطرق الغير معبدة خصوصا في الفترة التي تعرف هطول الأمطار، وهو ما يستحيل معه المرور بالسيارات والدراجاتبنوعيها النارية والهوائية، مما ينتج عنه الغيابات المتكررة لعدد من الأساتذة.
ويبقى المشكل الكبير بالجماعة هو عدم وجود أي قسم أولي بالمدارس قاطبة رغم التوجيهات الملكية الإجبارية بوجود التعليم الأولي بهذه المدارس، ما يزيد من حدة الهذر المدرسي بالجماعة، والخطير في الأمر أن المجلس الجماعي لا يملك أي تصور أوخطة لمعالجة هذا الأمر حسب ما جاء على لسان فعاليات جمعويةتنشط بالمنطقة، ويبقى روض الأمل للأطفال الذي أسسته الجمعية التنموية لشباب أولاد الدليم هو القسم الوحيد بالجماعة الذي تديره الجمعية من مالها الخاص ومال أعضائها ومنخرطيها.
فعاليات جمعوية تتسائل عن مصير 23 ملعب رياضي أحدثتهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
كشفت فاعليات جمعوية تنشط بمنطقة أولاد الدليم لجريدة مراكش الإخبارية انه وخلال الإحتفال بالذكرى 13 لإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ذكر التقرير الذي تلاه مدير المصالح بالمجلس الجماعي أن المبادرة أحدثت 23 ملعبا رياضيا بالجماعة في الفترة الممتدة من سنة 2005 و2018، وهو ما أثارإستغرابهم على إعتبار انه لا يوجد أي ملعب بالجماعة كلها يمكن تسميته بملعب.
وإتهمت الفعاليات الجمعوية المنتخبين الذين تعاقبوا على تسيير دواليب جماعة اولاد الدليم بسرقة ونهب الميزانيات المالية التي تم وضعها من اجل بناء الملاعب.
وأضاف المتحدثون أنه تمت مراسلة مجلس عمالة مراكش لإحداث ملعب للقرب بمركز 44 لكنهم رفضوا لأسباب عقارية، لكن هذا السبب غير كافي إعتبارا أن الدولة في حال أرادت تشييد مشروع لها فقد تجد السبل للقيام به.
وتسبب إنعدام البنيات التحتية الرياضية في توجه مجموعة من شباب المنطقة إلى الإدمان على المخدرات، حيث إنتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ وبالرغم من انالجماعة تعج بالأطفال الصغار والشباب إلى أن إنعدام الملاعب الرياضية يحرمهم من صقل مواهبهم.
الجماعة الأكبر بجهة مراكش اسفي تفتقر لدور الشباب
فئة الشباب في العالم القروي، ومنذ القرن الماضي وهي تعيشانتكاسات متواصلة، تنطلق منذ صرخة الولادة إلى غاية سكراتالموت، فيستمر ترسخ هذه المعاناة ابتداء من فترة الحلم وبدايةالخطوات العمرية الأولى.
شباب منطقة أولاد الدليم معاناتهم لم تقتصر على غياب متنفسات رياضية لتفجير مواهبهم بل محرومون كذلك من الاستفادة مندور الشباب والمركبات السوسيو ثقافية، حيث تفتقر الجماعة للفضاءات الثقافية، وهو ما يزيد من نسبة الأمية والجهلبالمنطقة.
غياب هذه الفضاءات حرم كذلك الفعاليات الجمعوية من القيام بأنشطة ثقافية قد ترفه عن ساكنة المنطقة، حيث تضطر بعض الجمعيات المعروفة بنشاطها بتنظيم أنشطتها تحت الهواء الطلق.
غياب قنوات الصرف الصحي…ودواوير لازالت تضيء بالشمع
يعاني مركز 44 من عدة مشاكل على مستوى البنية التحتية من أهمها عدم وجود قنوات للصرف الصحي، كما أن المركز لا توجد به إنارة عمومية ولم يتأهل بعد رغم انه يعتبر قبلة للزوار ومركز تجاري نشيط والوجهة المفضلة لكل المارة من المحور الطرقيمراكش أسفي الجديدة، أما الطرق فحدث ولا حرج ، فرغم أن الجماعة مساحتها كبيرة إلى أن معظم الطرق غير معبدة، ما يصعب على الساكنة التنقل.
كما أن هناك العديد من الدواوير التي لم تستفد بعد من الكهرباء، حيث لازالت تضيء بالوسائل التقليدية كالشمع.
فاعل جمعوي : كنا نأمل خيرا من المسؤولينالحاليين بعدما إحتلت عائلة معروفة المجلس الجماعي لأزيد من 40 سنة…لكن خاب ضننا"
أبدى أحد الفاعلين الجمعويين المعروف باولاد الدليم عن إستنكارهللامبالاة من طرف المسؤولين إتجاه المنطقة، حيث أكد أن الساكنة قبل إنتخابات 2015 كانت تأمل خيرا في قدوم وجوه جديدة لقيادة المجلس الجماعي، خاصة وأن إحدى العائلات ظلت لأزيد من 40 سنة وهي تحكم بالمنطقة، ولكن خاب ضنهم لان الهم الوحيد عند المسؤولين هو التجاذبات السياسية والوصول إلى الحلفاء والصراعات فيما بينهم، بينما الأفكار التي قد تصلح ما أفسده المنتخبون السابقون منعدمة.
وأضاف انه وعوض إيجاد حلول للنهوض بالساكنة من طرف المجلس الجماعي الحالي، فأعضاء الأخير منشغلين بالبحث عنأكبر عدد من الأنصار للفوز بالإنتخابات القادمة رغم أننا تفصلنا ثلاث سنوات عنها، وهو ما أرخى بضلاله على الساكنة، حيث إنقسمت إلى ثلاثة جبهات كل جبهة موالية لطرف معين، وهو ما قد يتسبب في صراعات فيما بينها في السنوات القادمة.
مصطفى الكفراوي "أولاد الدليم تعاني للغاية…لكننا كمسؤولين نتنبأ بمستقبل أفضل"
في إتصال هاتفي لجريدة مراكش الإخبارية مع رئيس جماعة أولاد الدليم مصطفى الكافوري لأخذ رأيه بخصوص الوضعية المزرية التي تعيش على وقعها المنطقة، وإستراتيجيتهم كمجلس جماعي حالي لإخراجها من هذا النفق، قال "فعلا هناك عدة مشاكل بجماعة أولاد الدليم، وقد سبق لنا وان قمنا بطرحها مع الولاة السابقين والجهات المعنية خلال إجتماعات رسمية قمنا بعقدها، كما وجهنا عدة مراسلات لهم، وقد تلقين عدة وعود من أجل إنطلاق بعض المشاريع التي تهم البنيات التحية خاصة الطرقات، ونتمنى أن يتم تحقيق ولو نسبة 70 في المائة من المشاريع التي قمنا بعرضها.
وأضاف "أضن بان جماعة اولاد الدليم تعتبر الأفقر بالمغرب وتعيش ظروف صعبة للغاية وقاسية، لكننا كمجلس نتنبأ بمستقبل جيد للجماعة، خاصة وان الحاضر تم من خلاله إنجاز مجموعة من المنجزات، وإذا واصلنا بنفس الوثيرة فأكيد سننجح في مهمتنا، وهذا ما نتمناه".