احتقان اجتماعي حاد بدأت تظهر بوادره بتمزوزت لسبب مقالع الرمال
1028 مشاهدة
ما زال تدمير المجال البيئي بعدد من الجماعات الترابية بإقليم الحوز مستمرا، من بينها جماعة تمزوزت، جراء الاستغلال العشوائي لمقالع الرمال بالملك العام المائي للوديان"، وغياب مراقبة مدى احترام دفتر التحملات من طرف المستغلين، إذ أن مساحات كبيرة يتم تجريفها بالوادي دون القيام بإعادة تأهيلها.
فبعدد من المناطق المجاورة لمدينة النخيل بالحوز، تستفزك عشرات الحفر، وأكوام من الأتربة والرمال، وأثار انهيار التربة بالأراضي الزراعية على ضفاف الوديان، وكأن الأمر يتعلق "بساحة حرب".
وقال مصدر جيد الاطلاع، "اٍن هناك عشرات الشاحنات تغادر كل صباح المواقع التي تستغلها بشكل مؤقت الشركات المتخصصة في استخراج مواد المقالع بمنطقة تمزوزت، والعمل يستمر بالمقلع إلى حدود الثالثة صباحا، وأيام السبت والأحد، وعندما تزوره بعض اللجان يضطر صاحب المقلع إلى إخفاء آلات الحفر والشاحنات وسط الغابة، أو الضيعة المجاورة له، وكأن هنالك من يخبره بقدوم هؤلاء.. نحن فلاحون بسطاء، ومناطقنا لا تستفيد من مداخيل هذه المقالع التي تنمو كالفطر..".
وأضاف محدثتنا، "اٍن الملك العام المائي تحول إلى نقطة سوداء: تشويه في المنظر العام للوادي وإضرار بالقشرة الأرضية، وللقيم الجمالية للطبيعة التي كان يوفرها هذا المكان، فالأطنان من الرمال التي يحتاجها قطاع البناء والأشغال العمومية، والتي توفرها هذه المقالع، تترتب عنها أثار سلبية مدمرة، تتمثل في تشويه ضفتي الوادي ومجراه، مما ينتج عنه اختلال في السيلان العادي للمياه، ويهدد بفيضانات في المناطق المجاورة للوادي خاصة في فصل الشتاء، ناهيك عن الضوضاء، والتأثير على الفرشة المائية والاستعمالات المرتبطة بها، وكذا تلوث الهواء بسبب الغبار الناتج عن عملية التجريف، والطحن، والغربلة، والتعبئة، وحركة الآليات والشاحنات، والذي يحتوي – حسب تقارير لمتخصصين- على جزيئات دقيقة، قد تحدث ضررا بصحة سكان "الدواوير" المجاورة، والنباتات، والحيوانات، وعلى مجمل النظام البيئي، دون أن ننسى تلوث المياه السطحية التي يستغلها السكان للسقي، وتعتبر مورد مياه للمواشي والأبقار."
هذا الوضع استدعى السكان الى رفع شكايى الى والي جهة مراكش اسفي، والجهات الوصية، دون جدوى، الأمر الذي استفز سكان الدواوير المتضررة، معلنين استعدادهم خوض احتاجاجات أكثر تصعيدا اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.