ترسيخا للتراث الاحتفالي المراكشي وسعيا إلى إعادة إحيائه وإشاعته من جديد، نظمت جمعية "محمد دلال الحسيكا لفن الملحون والتراث المغربي، أمسية احتفالية تعبق بتراثيات غنائية مراكشية بمنطقة الحي الحسني مساء يوم الجمعة 4 يناير 2019، ويأتي تنظيم هذه الأمسية التي حظيت بمتابعة العديد من الفعاليات الجمعوية والثقافية في إطار "الجمعيات الملحونية" التي ذأبت على تنظيمها بشكل دوري في الفترة الأخيرة وفق طقوس "دارت"، وفي هذا السياق صرح "الحسين الوراكي" عن جمعية محمد دلال الحسيكا لفن الملحون والتراث المغربي، أن دارت تعد من الطقوس المراكشية العريقة التي كانت تلتئم فيها الجموع للترفيه عن النفس في إطار "النزاهة المراكشية" وما يتخللها من جو نكتة ونظم ماتع وإيقاعات غنائية تراثية، وتسعى الجمعية من خلال هذا النشاط إلى تنمية هذه الطقوس في أوساط الشباب وتوسيع قاعدة انتشار موسيقى الملحون من خلال تنظيم أماسي احتفالية بعدد من الأحياء بمدينة مراكش تستهدف مختلف شرائح المجتمع بما فيهم الشباب والنساء، وفي السياق ذاته أشار عبد الرحيم إيزيكي عن ذات الجمعية المنظمة أن الجمعية تضع من ضمن أولوياتها التوثيق لأكبر عدد ممكن من قصائد الملحون، وتمكين الجيل الحالي من الاطلاع عليه عبر مختلف الوسائط المتاحة.
وحول الحاج محمد دلال الحسيكا الذي سميت باسمه الجمعية السالفة الذكر فهو يعد من أعلام فن الملحون بمراكش من مواليد سنة 1952 وُري الثرى سنة 1991، كان يمارس قيد حياته الدباغة كنشاط مهني ونسّاخا، وهو يعد في الآن ذاته منهلا لا ينضب معينه في موسيقى الملحون، كان يقصده العديد من الموسيقيين للاستزادة من سعة اطلاعه، وتسمية الجمعية باسمه جاء من باب رد الاعتبار لهذه الشخصية الملحونية التي لم تنل ما تستحقه من الاهتمام.
جدير بالذكر حسب محمد مماد عبد أن جمعية محمد دلال الحسيكا لفن الملحون والتراث المغربي قد تأسست في شهر ماي 2018 يشترك أعضاؤها في ولعهم بفن الملحون والرغبة الملحة في التعريف به على نطاق واسع، ومنذ تأسيسها تم تنظيم مجموعة من الأنشطة المواكبة لذكرى عيد الشباب، ذكرى المسيرة الخضراء، ذكرى عيد المولد النبوي، بالإضافة إلى أماسي "الجُمعيات الملحونية" وتعتزم الجمعية ذاتها تنظيم نزاهة مراكشية ملحونية بطقوسها الاحتفالية وذلك خلال شهر مارس المقبل.
