منتجعات سياحية بالحوز تعيش الازدهار وأخرى تموت بسبب الركود
2078 مشاهدة
تتوافد على المنتجعات السياحية المتواجدة على تراب اقليم الحوز التابع لنفوذ جهة مراكش اسفي، الاف الزوار من عشاق السياحة الجبلية، من مختلف بقاع العالم، وكذا الزوار المغاربة، غير أن ضعف البنية التحتية السياحية، وضعف الاهتمام بقطاع السياحة بالاقليم، يثير تساؤلات كثيرة حول مصير سكان العالم القروي الذين يعتمدون على السياحة الجبلية لكسب قوت عيشهم.
وكان الملك محمد السادس، قد أكد في خاطب سامي أن السياحة الجبلية ركيزة اساسية للنهوض باعالم القروي، وخلق تنمية محلية مستدامة، وخلق فرص شغل حقيقية لشباب القرى من خلال الاعتماد على المنتوج المحلي.
وقامت مراكش الاخبارية بجولة ميدانية شلمت عدد من المنتجعات السياحية للوقوف على مدى الاهتمام بقطاع السياحة بالاقليم، واستفادة سكان الدواوير القروية من عائد قطاع السياحة.
ويشهد إقليم الحوز طسلة السنة، رواجا كبيرا وإقبالا متزايدا للسياح المغاربة والأجانب الذين يتوافدون على المنتجعات السياحية بمختلف الجماعات الترابية من مختلف المدن والدول العالمية.
فتزايد عشاق السياحة الجبلية، وانتعاش السياحة الداخلية التي يشهدها إقليم الحوز، مؤخرا، ساهم ذلك في خلق رواج ملحوظ للتجار و المنعشين السياحيين بالإقليم. وتزامنت هذه الانتعاشة، مع ارتفاع دراجات الحرارة التي جعلت العديد من سكان المملكة يقصدون عددا من مناطق الإقليم، من اجل الترويح عن أنفسهم و الاستمتاع بجمال الطبيعة التي تميز الحوز، ما جعل مهنيي القطاع بالإقليم يستبشرون خيرا بهذه الحركية بعد الانتكاسة التي شهدها القطاع مؤخرا، بسبب عدة عوامل.
وتشكل مناطق "امليل" و "مولاي براهيم" و"اسني" و "ويركان" و "ستي فاطمة" و"اوريكة" و تغدوين و "اوكايمدن"، اهم المنتجعات السياحية التي يضمها الإقليم، وتضم مؤهلات طبيعية مهمة، تجعل منها المناطق الأكثر جدب للسياح وعشاق السياحة الجبلية.
والى ذلك فاٍن ضعف الاستفادة من عائدات السياحة الداخلية الغير منظمة بالمناطق المذكورة، يجعل من الإقبال الكبير للسياح يذهب هباء وبدون جدوى، ويضل هذا النوع من السياحة موسميا ولا يلبي انتظارات المستفيدين من القطاع السياحي من أبناء الإقليم والساكنة المحلية التي تنتظر طيلة السنة هذه الفترة الصيفية لكسب قوت سنة كاملة.
وفي ذات السياق، فاٍن البعض يرى أن آلاف السياح الذين يحجون إلى إقليم الحوز، نصفهم غير مسؤولين على سلوكاتهم، ويتسببون في تلوث البيئة وتخريب مكتسبات الإقليم السياحية، وكذا المساهمة في تشجيع الانحلال الخلقي من خلا الأعمال الغير الشرعية التي يقومون بها وانتشار المخدرات، ما ينعكس سلبا على العادات والتقاليد للساكنة القروية المحافظة التي حذرت من هذا الأمر في مناسبات عدة.
ومن جانب أخر، تؤكد فعاليات جمعوية أن السياحة الداخلية بالحوز غير منظمة وتتسم بالعشوائية، وعزت ذلك بضعف البنيات التحتية وعدم دعم القطاع من قبل الوزارة المكلفة لتأهيله وتنظيمه من أجل الاستفادة الحقيقية من خيرات الإقليم، وتبقى بعض الجهات الخارجة عن الحوز تستفيد بطرق ملتوية بتنسيق مع وكالات وطنية وغربية، وتحاول إقصاء أبناء المنطقة.
قطاع السياحة يسير بدون مدرية إقليمية
إن إقليم الحوز لا يضم مندوبية إقليمية لوزارة السياحة، واكتفت لجهة الوصية بمراقبة القطاع من خلال مندوبين محليين، الأمر الذي لم تتقبله الفئات التي تستفيد من قطاع السياحة بالإقليم، وتجد صعوبة كبيرة في استخراج الوثائق الضرورية، ما يضطرهم للتنقل نحو المديرية الجهوية بمراكش، التي لا تقدم الشيء الكثير للمهتمين بالقطاع.
هذا ويتخبط القطاع في مشاكل كبيرة بسبب عدم التنظيم و المراقبة، ومنح الفرصة أمام الوسطاء و الجهات الغير مرخص لها في استغلال خيرات الإقليم، ما ينذر بصراع كبير بين الجهات التي تحاول السيطرة على القطاع أمام غياب وزارة السياحة.
الحوز يستقبل 33 ألف سائح سنويا
أكد عمر التويمي، عامل إقليم الحوز، أن الإقليم بات قبلة سياحية عالمية بدون منازع لكل الجنسيات العالمية بفضل المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها عدد من المناطق القروية في أعالي جبال توبقال، وكشف أن الإقليم يستقطب حوالي 33 ألف سائح أجنبي من مختلف دول العالم سنويا.
تصريح التويمي جاء خلال مناقشة موضوع تقوية جهود كل المسؤولوين لجعل إقليم الحوز إقليما أيكلوجيا خلال إشغال اللقاء الإقليمي حول موضوع "تدبير جيد للنفايات المنزلية" ، وكذا الرفع من مستوى تدخل رؤساء الجماعات الترابية والشركاء لخلق مشاريع تنموية مهمة في هذا المجال.
هذا ودعا إلى ضرورة الحفاظ على الموروث السياحي المهم الذي يزخر به الإقليم، وتوفير الأجواء المناسبة لاستقبال عشاق السياحة الجبلية.
الفنادق تحقق ارتفاعا ملحوظا في عدد أيام المبيت
إن الفنادق المصنفة و غيرها المتواجدة بالإقليم، تبقى ممتلئة عن أخرها خلال هذه الفترة ، خاصة نهاية عطلة الأسبوع. فثمة إقبال ملحوظ على العرض السياحي، وفق ما يؤكد الفاعلون السياحيون، خاصة مع نهاية عطل الأسبوع بداية عطلة الصيف.
هذا وأكدت ذات الفعاليات بأن عدد الزوار في تزايد كبير من قبل عشاق السياحة الجبلية، ويقدر عدد الزوار الذين يتوافدون بشكل مستمر على المنطقة بأبزيد من 15 ألف زائر.
آلاف الزوار يتوافدون على منطقة مولاي براهيم
يحل بمنطفة مولاي براهيم السياحية آلاف الزوار من أنحاء المدن المغربية، ويعد ذلك مناسبة لعشاق السياحة الجبلية للاستمتاع بالمناظر المتميزة التي تزخر بها المنطقة ونواحيها.
ويشار إلى أن إقليم الحوز، له من المؤهلات الطبيعية التي تجعل منه محطة جدب بامتياز، ويتوافد على المنتجعات السياحية التي يضمها آلاف الزوار بشكل يومي، بالرغم من ضعف البنيات التحتية.
وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لدائرتي تحناوت واسني قد جندت عناصرها من أجل ضمان أمن وسلامة الزوار خلال هذه الفترة التي تعرف فيها منطقة مولاي براهيم اكتظاظا كبيرا بسبب توافد عشاق السياحة الجبلية، ومن المرتقب أن يرتفع عدد السياح المغاربة الذين يتوافدون علة إقليم الحوز إلى أزيد من 100 ألف سائح خلال هذه الفترة.
وتشكل هذه الزيارات فرصة حقيقية أمام التجار والحرفيين وأصحاب المقاهي والفنادق، للاستفادة ماديا من هذه الحركية التجارية.
وتعتمد المنطقة في غالب الأحيان لخلق انتعاش تجاري بها على السياحة الداخلية، في المقابل تبقى المنطقة مجرد محطة عبور بالنسبة للأجانب، الذين يتوجهون إلى أماكن أخرى أفضل راحة حسب البنيات الأساسية العالية المتوفرة.
ويجمع المهتمون على أن كل المخططات السياحية التي اعتمدتها البلاد تركزت على إرضاء السائح الأجنبي، بمختلف مستوياته، ملاحظين أن ما يسمى «السياحة الداخلية» ظلت دوما على الهامش. بل ويذهب بعضهم إلى افتراض أن المؤسسات الفندقية لو تيسرت لأهل البلاد الأسعار التفضيلية التي تعرضها على السياح الأجانب الوافدين في مجموعات، لساهمت في إنعاش السياحة الداخلية، ذلك أن هذا الفصيل من السياح ينزلون في فنادق أربعة نجوم بتسعيرة تفضيلية في حدود 150 درهما لليلة الواحدة، وهو المبلغ الذي يدفعه المغربي للمبيت في فندق من نجمتين.
كما أن التجهيزات الفندقية لا تلبي حاجيات الأسر متعددة الأفراد، خاصة أن المغربي العادي الذي يمكن أن تراوده فكرة الاقامة في فندق يجد نفسه مطالبا بحجز عدة غرف يتوزع عليها أولاده.
وفي ذات السياق، قال أحد المهتمين بالموضوع، إن منطقة مولاي براهيم كانت تستقبل المئات من الزوار خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن هذا العدد أصبح في تراجع بسبب عدم الاهتمام بهذه المنطقة وتقديم مساعدات في الموضوع، من أجل الرفع من مستوى تحسين الخدمات المقدمة للسياح المغاربة خصوصا الذين يتوافدون على هذا المكان بشكل متواصل، إلا أن بطئ عملية تجهيز المنطقة وتوفير مؤسسات سياحية عالية الجودة لاستقبال الوافدين، يعتبر ذلك مؤشرا حقيقيا لإسدال الستار عن أي رواج تجاري بالمنطقة.
ومن بين الأساسيات التي دعا إليها التجار و الحرفيين وكل المستفيدين من السياحة الداخلية بمنطقة مولاي براهيم، تجهيز المنطقة بشبكة مهمة من الطرق ذات جودة عالية، لتشجيع السياح على زيارة هذه المنطقة، هذا وتقنين الحرف التقليدية و مساعدة أرباب المقاهي على تحسين البنيات، هذا وتقديم يد العون للنساء اللواتي يكسبن رغيف عيشهن من "الحناء". إضافة إلى ذلك، فان منطقة مولاي براهيم تتوفر على مؤهلات سياحية هائلة تمكنها من الرفع من مستوى الخدمات.
السياحة الداخلية مازالت ضعيفة
يجمع المهتمون على أن تنشيط السياحة الداخلية يمكن أن يساهم في إنعاش النشاط الاقتصادي وإضافة مزيد مناصب العمل، كما يساهم في تمكين المغاربة من اكتشاف الروائع الطبيعية التي تزخر بها بلادهم. ولا يمكن ان يتم ذلك إلا بتضافر كل الجهود الواجب بذلها على عدة مستويات تشمل وزارة السياحة و المؤسسات المنتخبة والسلطات الإقليمية و المؤسسات الفندقية ووسائل النقل ووكالات الأسفار وسواها من الفعاليات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.
هذا ودعت كل الفعاليات السياحية السلطات الإقليمية و وزارة السياحة إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل الاهتمام الكبير بالقطاع، دون إغفال جانب من الجوانب المهمة، من البنيات التحتية وغيرها من الدعم المطلوب لإصلاح وتأهيل المناطق السياحية بالإقليم، والتي تحقق نسبا مهمة في عدد الزوار الذين يتجاوزن في بعض الأحيان 100 ألف زائر من مختلف أنحاء الدول و المدن المغربية.