زغرودة مي شمشة

1048 مشاهدة

                                                                   .                                    .      .                                  زغرودة اثنان ثلاثة. إنها مي شمشة المرأة الدكالية التي تقطن لها ركنا قصيا في الدوار.امراة ليست بالقصيرة وليست بالفارعة. ليست بالنحيفة وليست بالممتلئة. ليست بالجميلة وليست بالبشعة. ليست بالصغيرة وليست بالمسنة. منذ فتحنا أعيننا على الدنيا وهي في هذا الوضع كأن الزمن توقف تحت أقدامها. عدد التجاعيد لم تزد واحدة. خصلات الشعر النافرة من تحت غطاء الشعر لم يتبدل لونها. نحن نكبر والأشجار تكبر من حولنا تكبر. والفصول تتوالى وفيه المسيد يروح ويجيء مرة في السنة ومي شمشة على حالها كأنها جلمود صخر حطه السيل من عل. مي شمشة القاسية الحنون تأخذ الحياة من أطرافها. لا زوج ولا ولد. مي شمشة خرجت من الأرض كالزهر كالاقحوان. لم نذكر يوما اوقدت النار لأنها دائمة الإقامة في بيتنا. مي شمشة تخالط الرجال. كنا نظنهم لا يعتبر ونها أنثى. أما نحن صغار الدوار فكنا نعتقد أنها تعاشر الجن. كنا نهابها ونحبها. حتى فقيه الدوار كان يتحاشاها ربما لانها وحيدة وهو كذلك كأن يخشى الشيطان ثالثهم. مي شمشة زغرودة لا تكفي. هي لا تملك شيئا تهديه في مثل هذه المناسبات سوى جمال هذه الزغرودة التي أطلقتها اليوم بمناسبة ختم الربع من القرآن الكريم. ..

اخر الأخبار :