
على ما يبدو أن مدينة مراكش، التي لطالما كانت محط أنظار العالم في الفعاليات الرياضية الكبرى، تواجه تحديات تنظيمية كبيرة تثير تساؤلات عديدة، فبعد النجاح الذي حققته بعض المدن الأخرى في تنظيم التظاهرة الكروية الإفريقية، مثل أكادير، الذي تمكنت من جذب أعداد جماهيرية كبيرة بفضل الإجراءات السهلة التي اتخذتها السلطات المحلية، يعاني تنظيم المباريات في مراكش من عوائق لا تبدو مبررة.
ففي مواجهة الأمس بين الكوت ديفوار والموزمبيق، فوجئ المشجعون بالصد المفاجئ للأبواب بدعوى عدم التوفر على التذاكر، رغم أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن رئيس اللجنة التنظيمية بمراكش، إدريس حنيفة، قد أصدر تعليماته بفتح الأبواب بعد بداية المباراة، فمن يا تُرى يسير عكس التيار؟ ولماذا تواصل الأمور تعقيدها في المدينة الحمراء؟
لكن هذه المشكلة لم تقتصر على التذاكر فقط، بل كانت البداية مع المباراة الأولى التي جمعت منتخبي جنوب إفريقيا وأنغولا، حيث تعرض المشجعون لمواقف محبطة بسبب إغلاق الطرقات بشكل مفاجئ، ما منع السيارات من التوجه صوب الملعب، هذا الإجراء أدى إلى وضع الجماهير لسياراتها في أماكن بعيدة عن الملعب بحوالي 7 كيلومترات، وتسبب في عزوف العديد من المشجعين عن حضور المباراة، إضافة إلى ذلك، كان هناك نقص في التذاكر ولم تتم أي حملات تسويقية فعالة للترويج للحدث في مراكش، ما أدى إلى غياب الحضور الجماهيري المنتظر، إذ سجل الحضور الاضعف في الدور الاول، فكيف يتوقع من الجماهير أن تتفاعل مع حدث بهذا الحجم في ظل هذه الإخفاقات التنظيمية؟
هذه الوقائع تثير تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت هناك جهة معينة تسعى إلى إفشال المخطط المغربي لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية الهامة بمراكش، خاصة وأن عدم التنسيق الفعال وغياب تبسيط الإجراءات التنظيمية، للمشجعين يزيد من الشكوك.
في المقابل، ينبغي أن نتعلم من التجربة الناجحة في مدينة أكادير، التي تمكنت بفضل الجهود المشتركة بين اللجنة المنظمة والسلطات المحلية، بقيادة والي الجهة سوس ماسة، من استقطاب أكبر عدد من المشجعين بعد مركب الأمير مولاي عبد الله، حيث تم توفير حافلات مجانية، كما تم تسهيل عملية دخول الجماهير إلى المباريات دون الحاجة إلى التذاكر، وهو ما ساهم بشكل كبير في نجاح الحدث وجعل أكادير نموذجاً يحتذى به في التنظيم.
إذن، السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تُعقد الأمور في مراكش، بينما نجد مدن أخرى مثل أكادير تتمكن من تقديم صورة مشرفة للبلاد في هذا السياق؟ هل هناك غياب في التنسيق أو ضعف المنظمين؟ تم هناك انعدام التواصل بين الأطراف المعنية ؟ لانه من المهم أن يتم التعامل مع هذه التحديات بجدية، وتوضيح الأسباب التي أدت إلى هذه العراقيل، حتى لا يظل النجاح محصوراً على بعض المدن دون أخرى.





