بنسليمان و أومغاري : الاستقالة بين النية والحيلة…

1983 مشاهدة

بنسليمان و أومغاري : الاستقالة بين النية والحيلة…

على بعد أشهر قليلة من الانتخابات البرلمانية المقبلة، تعيش الحياة السياسية بمدينة مراكش فوضى غير خلاقة بسبب ظاهرة الترحال من حزب لآخر، وتحويل بعض الأحزاب إلى ضيعات خاصة تأوي من تشاء وترحل من تشاء، غير آبهة للمساطر والقواعد التي تحكم اللعبة السياسية.

انتخابات 2021، على الأبواب، وعملية الترحال واستقطاب النخب ورجال الاعمال في أوجها بمدينة مراكش، وخاصة على مستوى حزب الحمامة الذي من الواضح أن هدفه الوحيد بات بعاصمة النخيل كسر هيمنة البيجيديين على صناديق الاقتراع.

وأمام هذا الهدف، فقد تم استقطاب مجموعة من الوجوه البارزة بحزب العدالة والتنمية بمدينة وإلحاقها بالتجمع، وذلك في عملية ابتدأت منذ أشهر، مما خلق نوعا من الفجائية والضبابية في المشهد السياسي، وهو ما قد ينذر بتأييد أزمة العزوف وفقدان الثقة وانعدام المعنى في الممارسة السياسية، خاصة بعد أن غير بعض المنتخبين البارزين في الحمراء مفهوم الاستقالة، وأقحموا النية في العمل السياسي وممارسة الجرأة الزائدة عن اللزوم من أجل ضمان التزكية.

الحديث هنا يخص كلا من يونس بنسليمان رئيس مقاطعة المدينة مراكش، واسماعيل اومغاري رئيس مقاطعة سيدي يوسف بنعلي، اللذان من الواضح أنهما وجدا في التجمع ضيعة « من دون بواب ».

وصف التجمع بالضيعة التي لا يحكمها أحد، ليس من باب التطفل أو مجرد كلام تم إطلاقه دون أسباب، وإنما هو استنتاج من الأوضاع التي آل إليها الحزب بعد أن تم تغيير مفهوم الاستقالة بين هياكله، وخاصة بعد أن استقال منه اسماعيل اومغاري، وبعد ان التحق به يونس بنسليمان « بالنية »، حيث أن سلوكات كلا من الاثنين أساءت لسمعة هذا الحزب الذي يعد أحد أهم المؤسسات الحزبية بالدولة المغربية، إذ من المفترض أن يكون قدوة في الامتثال واحترام القانون، وليس الضرب به وتجاهله من أجل أشخاص من المفترض بدورهم أن يكونوا مثلا في الانصياع للقانون.

فالاثنان، يعدان من أبرز الوجوه السياسية الشابة بمدينة مراكش، حيث أن لكل واحد منهما بصمته الخاصة والشبابية في العمل السياسي، فلا أحد ينكر أن بنسليمان شاب ورجل قانون تمكن من خلق نوع من الهدنة بمقاطعة تشهد صراعات منذ ان تم انتخابه عليها رئيسا، كما أن اسماعيل اومغاري وبخبرته في مجال السياسة ورؤيته الشبابية تمكن من خلق بعض من التوازن على مستوى مقاطعة سيدي يوسف بنعلي التي تتخبط في العديد من المشاكل التي ورتثها من المجالس السابقة، إلا أن ذلك لا يشفع لهما في التمادي باللعب فوق حبال السياسة وعدم اللامبالاة بما يجرمه القانون، وخاصة على مستوى حزب ينتمي إلى مؤسسات الدولة.

وأمام هذا الوضع، فلا يمكن للمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة مراكش أسفي، أن يسمح لارتكاب مثل هاته السلوكات داخل ملعبه، وعليه أن يكون في مستوى الثقة التي وضعت فيه، وبالتالي عليه السهر على تفعيل فصول القانون الذي كان حاسما في هذا النوع من الحالات، فلا يمكن السماح بعضو قدم استقالته من حزب ما والتحق بشكل رسمي بحزب جديد، الاستمرار في ممارسة المهام والمسؤوليات المنوطة به اثناء انتمائه للحزب الأول، كما أنه لا يمكن قبول مفهوم الالتحاق بالنية داخل مجال السياسة، لأن السياسة أعمال وأفعال، ومفهوم النية شيء مكنون داخل القلب، وتكون النية خالصة لله وطلبا للرضى وطمعا في الرضوان، كأن يسعى صاحبها لفعل الخير وكف الأذى عن نفسه ومجتمعه، وهذه النية يعلمها الله وفق صحة الجوارح، ولا يمكن العمل بها في مجال السياسة التي لا علاقة لها بالجوارح.

اخر الأخبار :