وداعاً ‘ عدنان ‘ المغاربة
1899 مشاهدة
نام المغاربة على أمل الإستيقاظ مع عودة الطفل المتغيب عدنان إلى أحضان أسرته ،بعد خروجه من بيته منذ الإثنين الماضي ومرت أربعة أيام على إختفائه ،لكن الجهل الذي ما يزال يسري في عروق البعض ذاخل مجتمعنا جعل المغاربة يستفيقون على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها الذي كان الجميع ينتظر عودته بفارغ الصبر ،الطفل عدنان البريئ الذي لا ذنب له سوى خروجه لإقتناء الدواء من الصيدلية .
عندما يسمع الإنسان خبرا مفجعا يباذر إلى الإنكار كأول شيء يقوم به بلا شعور . يستنكر ما سمعه ،يغدو وكأنه فاقدا للوعي ثم يبدأ بالعودة للواقع تدريجيا ليستوعب ما يجري ،هذا ما عاشه المغاربة صبيحة يومه السبت بعد أن إستفاق الجميع ليتفقد الأخبار المستجدة والآنية ،فتفاجأ الجميع بخبر العثور على جثة الطفل المفقود مدفونة بالجانب من شقة غير بعيد عن مسقط رأسه .
نعم صحيح ،أن لخبر الموت رهبته الخاصة ليس كمثل غيره من الأخبار ،ورغم أنه هو الشيء الوحيد المؤكد في الحياة وأن الكل متيقن بأنه قادم لا محالة . إلا أن الجميع فاجأه خبر موت عدنان ، وحزنت كل مواقع التواصل الإجتماعي التي كانت بالأمس تحمل صور الضحية مرفوقة بأرقام هواتف أبيه وجده متمنية العثور عليه وعودته إلى أحضان عائلته .
رقدت جثة الطفل عدنان بالقرب من مسكن أمه وأبيه بمدينة طنجة ،و وصل خبر إختطافه إلى أبعد مدينة منها ،معتقدين أنه قد إختطف لمكان بعيد، بعد أن بحثوا عنه في كل مكان بالمدينة . مكر القائم بهذا الفعل الجرمي وجد طفل المغاربة أرضا خصبة فاستدرجه إلى شقته إلى حيث سيتحول إلى بسيكوباتي أمام طفل في العقد الثاني من عمره .
آباء وأمهات مغاربة ،يعرفون حق المعرفة معنى فقدان فلذة كبدهم ،يعلمون جيدا ما قد تشعر به أسرة عدنان ،أصدقاءه ،معلميه ،وكل من يعرف ذلك الجميل على قيد حياته . يعبرون عن مدى أسفهم الشديد جراء فقذان هذا الطفل ومنددين بضرورة تطبيق اقصى العقوبات على الشخص الذي قام بهذا الفعل البشع .
الأسرة القانونية ،أستاذات وأساتذة جامعيين متخصصين في تدريس القانون بمختلف الجامعات المغربية عبروا عن غضبهم جراء موت الطفل عدنان بهذه الطريقة الخطيرة ،ومنهم من إستحضر الفصول القانونية الجنائية التي ينبغي تطبيقها في حق كل من سولت له نفسه القيام بمثل هكذا أفعال جرمية .
نفس الأمر ندد به العديد من الطلبة المغاربة الذيدرسوا أو يدرسون شعبة القانون ،وكذا العديد من المواطنين الذين طالبوا بتطبيق الفصل 474 من القانون الجنائي
المغربي ،الذي يقضي بعقوبة الإعدام على الإختطاف الذي يتبعه موت القاصر ،في الحالات المشار إليها في الفصول 473 إلى 471 . عقوبة الإعدام هي العلاج الذي سيشفي جشأ المغاربة على حد قولهم، والحل الأمثل لردع هؤلاء الوحوش الآدمية التي تؤدي بحياة الاطفال قبل نعومة أظافرهم .
في الوقت الذي حرص فيه الآباء والأمهات على حماية أبنائهم وبناتهم من الڤيروس الذي يهدد حياتهم ،أصبحوا اليوم مهددين بڤيروس آخر ،بعد توالي عمليات إختطاف الأطفال وإغتصابهم وحرقهم وذفن جثتهم .وحوش آدمية بسيكوباتية لا تحن ولا ترحم ،قاسية قلوبهم لا يشعرون بألم الأطفال و هم يمارسون عليهم أبشع ما يمكن أن يخطر على بال الإنسان .
المواطنين والمواطنات بمختلف المدن المغربية خاصة مدينة طنجة باعتبارها مسرح للجريمة عبروا عن غضبهم الشديد إثر إنتهاء قصة إختفاء الطفل عدنان بموته بطريقة لم ولن يقبلها العقل ،تاركين رسالة إلى جميع الآباء والأمهات المغاربة مفاذها الإعتناء بأبنائهم والحرص على مرافقتهم إلى الخارج لإقتناء الأشياء الضرورية حماية لهم من هؤلاء الشررة و حمايتهم أيضا من الڤيروس المنتشر ببلادنا .كما عبروا عن مدى ثقتهم في الأسرة القضائية المغربية لتطبيق اقصى العقوبات في حق الشخص الذي إعتدى على عدنان المغاربة وقتله ودفن جثته .
إختطاف الأطفال وإغتصابهم قبل قتلهم وإخفاء جثتهم ، ظاهرة خطيرة يعيشها المغرب في الآونة الأخيرة ،ولهذا فإن بلدنا بسلطاته المختصة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتطبيق العقوبات التي من شأنها ردع كل من سولت له نفسه القيام بهذه الأفعال الإجرامية في حق ناشئة المجتمع المغربي .