حمزة مون بيبي الحساب الذي دوخ المراكشيين وحير المغاربة

يجدها البعض مكسباً سهلاً لا يتطلب جهداً من أجل الإنجاز، ويراها آخرون تسلية ومتعة أثناء تصفح صفحات "اليوتيوب" أو أحد مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يراها المتخصصون جريمة تنتهك حقوق المشاهير وتستغل أسماءهم من أجل الكسب المادي السهل، وتلطخ سمعتهم وتتجرأ عليهم بطريقة مستفزة و منافية للأخلاق والقانون.

جريمة التشهير الإلكتروني التي انتشرت بالمغرب مؤخراً بطريقة سريعة، يزيد عددها وعدد المعجبين بها حسب طريقة ترويجها، ويذهب ضحيتها من كتبوا أسماءهم بالخط العريض على صفحات الجرائد والمجلات، بعد أن ستغل مرتكب الجريمة شهرة أسمائهم من أجل جلب الكثير من المشاهدات، لتزيد نسبة الربح.

 

واعتبرت الكثير من الدول "التشهير الإلكتروني" جريمة في حق مواطنيها، ونصت على عقوبات في حق مرتكبيه، حتى وإن عارضت ذلك بعض المنظمات الحقوقية كـ "هيومن رايتس" باعتباره جزءا من حرية الرأي و التعبير.

أهمية تقنين "التشهير الإلكتروني" جاءت من تأثيره على الواقع المعيش للمتضررين منه، حيث استطاعت التغيرات التي تتصل بالجرائم الالكترونية التأثير على السياسة الجنائية في العديد من الدول، وبدأت تظهر التعديلات على القوانين و تطرح النقاشات بقوة في هذا الصدد.

وقد تابع المغرب هذه التطورات، وجرّم هذه الأفعال ، وحاول جعلها مؤطرة بنصوص قانونية، سواءً تعلق الأمر بالجنائية منها أو بقانون حماية المعلومات الخاصة. وبالنسبة للأحكام التي يواجهها مرتكبو هذه الجرائم، فهناك أحكام تكون سالبة للحرية عندما تكون أضرارها كبيرة، كانتهاك الحرمة أو التشهير أو نشر صور تمس بالحياة الخاصة. بينما هناك قضايا اكتفت فيها المحاكم بإدانة المتهمين بعقوبات موقوفة التنفيذ.

جريدة مراكش الإخبارية في ملف عددها هذا تسلط الضوء على أحد أكبر قضايا التشهيرالإلكتروني التي دوخت الرأي العام، إنها قضية "حساب حمزة مون بيبي" أحد النوافذ التواصلية التي انطلقت من مراكش، لتشهر بالعديد من الشخصيات البارزة في سماء الفن ومجالات أخرى.

وفي ملف عددنا هذا، تحاول جريدة مراكش الإخبارية الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي في مجملها تتعلق بالكشف عن  هوية صاحب "حساب حمزة مون بيبي"؟، وكيف تورط فيه مشاهير، وكيف تحول من صفحة لفضح المشاهير إلى منصة تم الوصول من خلالها إلى عصابة مكونة من أفراد اختص كل واحد منهم بارتكاب جرم معين..، هي كلها أسئلة نحاول الإجابة عنها في هذا الملف الذي لا زالت الأبحاث جارية فيه.

من فضح العلاقات الجنسية بين المغربيات والخليجيين إلى فضح المشاهير

 

ليس بحساب عادي، ولا ناشط عادي، وإنما هو شخصيات متعددة اجتمعت في كيان واحد من أجل التشهير بأشخاص ومشاهير في مجالات عديدة، وذلك لأغراض معينة.

منذ ما يزيد عن السنة وحساب "حمزة مون بيبي" على موقعي "الانستغرام" و"سناب شات"، دوخ الكثير، فبلا حساب ولا رقيب كان يفضح ويشوه المشاهير، ويعيث فسادا على صفحاته دون أن يعلم أحد من يكون ولا من يوجد وراءه، وكأنه ظاهرة كان على الكل تقبلها إلى أن تمرد ذاك الحساب على حقوقيين ومحامين وعاملين في مجال القضاء بمدينة مراكش، فكانت بداية النهاية لذاك الحساب الذي كانت انطلاقته بمراكش، ومن الواضح أن قبره سيكون بها.

قصة "حمزة مون بيبي" بدأت عندما أنشأ شخص مجهول حسابا على تطبيق "سناب شات"، استهدف من خلاله مغربيات مقيمات بالخليج، حيث قام بـ"فضح ممارسات وعلاقات بعضهن المشبوهة برجال خليجيين".

وفي ما بعد، انتقل هذا الحساب إلى موقع "انستغرام"، ليواصل الإساءة لعدد من المشاهير، كالإعلامية المغربية مريم سعيد والفنانة نورا فتحي، رجاء بلمير وشقيقها عمر بلمير، سلمى رشيد وزوجها، ابتسام تسكت وطاهرة، الطبيب المثير للجدل "دوك صمد"، والفنانة سعيدة شرف، وغيرهم.

ودائما ما كان اسم دنيا باطما مرتبطا بأسماء هؤلاء النجوم، لأنها كانت في صراع مع معظمهم، قبل أن تقوم الفنانة سعيدة شرف كواحدة من ضحايا " حمزة مون بيبي"، بتحريك دعوى قضائية، لتبدأ هويات المشتبه فيهم في الظهور اتباعا.

فقد قامت سعيدة شرف برفع دعوى قضائية ضد حساب "حمزة مون بيبي"، لمسه بكرامتها، لتكشف تحقيقات الفرقة الوطنية عن الاشتباه في تورط بعض الأشخاص بالحسابين المثيرين للجدل (أدمين حمزة مون بيبي) و(حمزة مون بيبي)، ومن بينهم شخصيات معروفة بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم الاستماع إليهم، وعلى رأسهم كل من ابتسام باطما، وشقيقتها دنيا.

هذا، وبالإضافة إلى  ابنتي باطما، فقد تم التحقيق أيضا في هذا الملف مع المصممة (ع.ع)، المستقرة حاليا بالإمارات، بالإضافة إلى المشتبه فيها "س.ك" صاحبة محل لبيع الملابس بمدينة مراكش وهي صديقة لدنيا باطما، إلى جانب (ع.س) وهو صاحب وكالة لكراء السيارات بمراكش، والمراسل الصحفي (م.ظ)، بالإضافة إلى "أسامة" المشتبه أيضا في قرصنته لحسابات فنانين على الانستغرام.

إضافة إلى ذلك، فقد تم استدعاء تسع فتيات بغرض التحقيق معهن في هذا الملف، حيث حضرت أربع منهن وصرحت اثنتان منهن أنهما كانتا على علاقة غرامية بأدمين حساب "حمزة مون بيبي"، وأنه كان يبتزهما ويهددهما بنشر صورهما الحميمية، وأمام تخوفهما كانتا ترسلان له المال، فيما صرحت الثالثة ( ز.ز)، البالغة من العمر 26 سنة، التي كانت تجمعه بها علاقة جنسية والمتابعة في حالة سراح، أنها كانت من ضحاياه في النصب والابتزاز الجنسي، وكان قد استعار منها هاتفها النقال.

بداية النهاية.. طرق باب سعيدة شرف

 

من الواضح أن بداية نهاية حساب "حمزة مون بيبي"، كانت مباشرة بعد سب وقذف الفنانة سعيدة شرف، وخاصة بعد نعتها بالبقرة، والمس بوطنيتها، باتهامها بالانفصالية.

وفي هذا الصدد، سبق وأن أفادت الفنانة المغربية سعيدة شرف أن القضاء هو الفيصل بينها وبين صاحب حساب "حمزة مون بيبي"، بعد التشكيك في وطنيتها واعتبارها انفصالية.

وشاركت سعيدة شرف حينها، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “أنستغرام”، منشورا تفند فيه اتهامها بتزوير محادثات ونسبها لحساب حمزة مون بيبي رفقة إعلامية مغربية من أجل تورطيه في قضية إساءة لها.

وكتبت شرف: "أنا أجيب نزولا عند طلب من يحبونني في الله وأجيب جمهوري فقط… سعيدة شرف ليست بذلك الغباء لتضحك على ذكائكم وتنزل سكرينات مفبركة لكسب البوز ولكسب تعاطفكم..أنا لست بذلك الغباء".

 

وأضافت سعيدة شرف: "فاللعب مع القانون خطر ولن أضع مساري الفني على محمل من الجمر لكي أرضي حضرتك يا صاحب أو صاحبة الحساب الخبيث.. فالقانون بيننا والقضاء بيننا والحقيقة سوف تظهر من المفبرك وسيظهر من الانفصالي وسيظهر من النصاب وسيظهر من المبتز وسيظهر من الكاذب".

واغتنمت سعيدة شرف حينها الفرصة للرد على موضوع التشكيك في أصولها الصحراوية، كونها ولدت في قلعة سراغنة.

وفي نفس السياق، أضافت سعيدة شرف: "أما بخصوص ما تدعيه، فليس من ولد في مكان نسب إليه مع أنني أفتخر أنني أنتمي لرقعة جغرافية من طنجة إلى الكويرة.. فإسأل عن قبيلة يكوت وعن قبيلة فخدة السياخ واسأل عن جدهم سيدي رحال الله يرفدك باسو فعاد النهار المدفون في قلعة السراغنة، لذلك راجع التاريخ وراجع أصلا واش عندك تاريخ وادرس جيدا بعد ذلك تعالا تكلم معي ولاتنسى إننا تحت شعار الله الوطن الملك احترامي لكل المغاربة".

ويأتي رد سعيدة شرف بعدما أظهرت في لقاءات صحفية صورا لمحادثات قالت إنها لحساب "حمزة مون بيبي" المثير للجدل، وتحمل إساءة لها، في حين رد نفس الحساب بأنها استخدمت برنامجا لتزوير المحادثات من أجل توريطه.

وحينها، راجت الكثير من الأخبار حول كون فنانة تكن الحقد لسعيدة شرف، وحاولت مهاجمتها من خلال ذاك الحساب، والأمر يتعلق بالفنانة دنيا باطما، التي دخلت وإيا الأولى في صراع بسبب حفل نظم الصيف الماضي بمدينة أكادير، لينقلب الأمر إلى "كلاشات" بين الاثنتين تدخل فيها أيضا الصحفي  سيمو بنبشير الذي هاجم بدوره الكثير من المرات الفنانة سعيدة شرف، ناهيك عن مهاجمته الشرسة لأخريات على غرار الإعلامية مريم سعيد التي تراجعت عن زواجها واعتزلت الساحة بسبب تلك الهجمة.

 

وبخصوص التحقيق مع دنيا باطما في حساب حمزة مون بيبي، عبرت الفنانة سعيدة شرف عن حزنها بعد خبر متابعة شقيقة المغنية دنيا باطما في حالة اعتقال وإيداعها بسجن الوداية، وإحالة دنيا على قاضي التحقيق لمواصلة الاستماع إليها، على خلفية قضية «حمزة مون بيبي».

وفي نفس السياق، علقت سعيدة شرف على تلك المتابعة، في تصريح صحفي لها، على أنها "ليست شامتة أبدا في دنيا أو شقيقتها، وما وصلوا إليه رفقة باقي الموقوفين أمر لا أحبه ولو لأعدائي، لكن هذا جزاء من يعتدي على حدود الله، وعليهم أن يعلموا أن الله يمهل ولا يهمل، وأن القانون فوق الجميع".

وتابعت سعيدة شرف "أنا حزينة على كل ما وصلت إليه الأمور، ومنزعجة لأقصى الحدود، ولم أشيء أن يصل الأمر إلى هذا الحد لأن الأمر له علاقة بصورتنا كفنانين وكمغاربة أمام العالم، ولم أرد أن يتم تداول أخبارنا في مثل هذه الأمور، فالقضية بصراحة أثرت في نفسيتي كفنانة وكإمرأة وكأم وكمغربية".

وعن تنازلها عن القضية التي رفعها ضد حساب « حمزة مون بيبي »، قالت سعيدة شرف "حتى لو تنازلت شخصيا، فهل سيتنازل 40 مليون مغربي أيضا، فالقضية أصبحت قضية رأي عام، لكن ما أتمناه صراحة من الله أن يهديهم، وأن يستفيدوا من الدرس، فكما يقول المثل المغربي " لسانك حصانك، إلى صنته صانك وإلى خنته خانك "، وهي فنانة منحها الله صوت جميل ونعم كثيرة واستطاعت أن تصل إلى قلوب الناس، لكنها لم تستغل الفرصة للتقرب للناس أكثر".

وأضافت الفنانة سعيدة «"على الإنسان أن لا يطغى، لأن الطغيان والغرور مصيبة، وأتمنى من الله إذا ما وصلت في يوم من الأيام إلى الغرور وتبدلت شخصيتي ومحبتي إلى الناس، أن يأخذني له أخد عزيز مقتدر، فلا أتمنى أن تتبدل طباعي وأتحول إلى شخصية مغرورة وطاغية".

وتابعت "هناك من سيظن أنني سأشمت بالحال الذي وصلت إليه دنيا باطما وشقيقتها وباقي الأشخاص المتورطين، لكني أبدا لست كذلك، فلدي عائلة وأبناء وأصدقاء، ولا أحب لأي كان مثل هذه التهم، لكن أن يصبح الأمر عبارة عن عصابة للتشهير والإبتزاز، فهذا أمر موجع ويدمي القلب".

النقطة التي أفاضت الكأس.. اتهام حقوقيين وعاملين بأسرة قضاء مراكش بالفساد

 

وجه حساب "حمزة مون بيبي" اتهامات خطيرة لحقوقيين ومحامين وعاملين في أسرة القضاء بمدينة مراكش، متهما إياهم بالفساد وبتكوين عصابة خطيرة، حيث توعد الحساب بفضحها في الأيام المقبلة.

وأكثر المتهمين في هذا الشق، محامي بهيئة المحامين بمراكش وآخرون يعملون بأسرة القضاء بالإضافة إلى رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان محمد المديمي، حيث قام الحساب بتوجيه اتهامات خطيرة للمديمي، منها ما يتعلق بحياته الشخصية ومنها ما يتعلق بنشاطه في المجال الحقوقي.

هي اتهامات خطيرة إضطر معها المديمي أن يوجه بوصلته للبحث والتحري عن الشخص الذي يتواجد وراء ذاك الحساب، ثم تقديم شكايات بهذا الخصوص لدى النيابة العامة والمصالح الأمنية.

وفي هذا السياق، فقد تم فتح بحث في هذا الحساب، لتباشر بعدها عناصر الفرقة الوطنية تحقيقاتها في قضية "حمزة مون بيبي" بعد شكاية المديمي وشكايات ضحايا ?خرين تعرضوا للابتزاز والتشهير على الانستغرام وسناب شات، حيث أشاد الحقوقي المديمي بهاته التحقيقات وبتفاعل المصالح الأمنية مع هذا الملف الذي يبدو ظاهريا عاديا، لكنه ملف يخفي بين ثناياه عصابة خطيرة قسمت الأدوار فيما بين أفرادها.

 

 

 ووعيد بين "المديمي" و"حمزة مون بيبي"     

 

 

 

بعد حوالي أسبوع من اختفائه من على مواقع التواصل الاجتماعي خلال بداية شهر شتنبر الماضي، عادت حسابات “حمزة مون بيبي “المثيرة للجدل إلى الواجهة، إذ استأنفت نشاطها بشكل غير متوقع.

وفاجأت حسابات” مون بيبي”على “سناب شات”، و”أنستغرام”، الجمهور بالظهور من جديد، بعدما اعتقد الجميع أنها أصبحت من الماضي، جراء فتح تحقيق حول صاحبها، واتهامه بتكوين عصابة تحترف الابتزاز، والتشهير.

وكشف حساب “حمزة مون بيبي” على “سناب شات” و"انستغرام" حينها، تفاصيل التحقيق معه، موضحا أنه أخفى الحسابات احتراما للأمن أثناء التحقيق، مشيرا إلى أن كل ما راج في الفترة الأخيرة حول القضية ليس إلا شائعات.

 

وادعى الحساب المثير للجدل أن من يقف وراء الشكاية المقدمة ضده، هو أحد الأشخاص في مدينة مراكش والذي كان يعمل نجارا، ويملك صفة حقوقي، وقد قام بتحريض الكثيرين ضده لجره إلى القضاء انتقاما منه، بعدما فضح ممارساته الشنيعة، ورفض التشهير بأحد خصومه، ويتعلق الأمر هنا بمحمد المديمي، وخاصة بعد أن عمد صاحب الحساب إلى نشر صورة خاصة برئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان.

وحينها تحدى “حمزة مون بيبي” أي شخص يتهمه بالابتزاز، لتقديم دليل على ادعاءاته، وفضحه أمام الجميع، معبرا عن استعداده لتقديم نفسه إلى العدالة، في حالة ثبت عليه ممارسة الابتزاز.

ومن جهته، لجأ المديمي إلى القضاء والخروج بتصريحات صحفية يتوعد من خلالها بمحاسبة صاحب ذاك الحساب، الذي لم يهن المديمي فقط، وإنما هيئة المحامين بمراكش وآخرين اتهمهم صاحب الحساب بتكوين عصابة، وهي أفعال خطيرة على القضاء أن يتخذ في حقها إجراءات صارمة.

اعتقال أسامة.. بداية فضح الحساب

 

فك لغز هذه القضية انطلق مع إيقاف ( أسامة. ع) وهو شاب ينحذر من مدينة أكادير، عاطل عن العمل، حيث كان بصدد مغادرة المغرب اتجاه ايطاليا، حيث تمت متابعته في حالة اعتقال بسجن الاوداية بعد الاستماع إليه وحجز حواسبه وهواتفه وثبوت تورطه في الحساب المذكور، وبعد مرور أيام قليلة على اعتقاله، تم ايقاف شابة ثلاثينية مشهورة على مواقع التواصل وهي صديقة مقربة للفنانة دنيا باطما، حيث تم الاستماع إليها بخصوص علاقتها بالحساب الوهمي المذكور، وبعد إخضاع رقم هذه الأخيرة للاستغلال التقني تم اكتشاف رقم شاب مسجل بهاتفها باسم “أدمين حمزة مون بيبي”، ليتم إيقافه هو الآخر بمدينة القصر الكبير وعقب البحث والتحقيق المعمق معه، اعترف هذا الأخير بعلاقة الصداقة التي تجمعه بقربيتي منتج تلفزي معروف وبالفتاة المشهورة.

لغز تورط المعني بالأمر سيتضح بعد مراجعة شركات التحويلات الخاصة من خلال الحوالات المالية التي تبين أنه تحصل عليها من قبل نساء داخل المغرب، وصلت قيمتها ل 50650 درهم، من جهة، وإقراره بالتخلص من هاتفه النقال بشاطئ العرائش لكونه يحتوي على محادثات ورسائل نصية توثق علاقته مع مجموعة من الفتيات، بعد علمه ببحث الشرطة من جهة أخرى.

بعد الأبحاث والتحريات المنجزة من طرف المكتب الوطني لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة بخصوص استهداف مجموعة من الأشخاص بالسب والقذف والتشهير والمس بالحياة الخاصة من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تم استدعاء تسع فتيات بغرض البحث معهن، حضرت أربع منهن وصرحت اثنان منهن أنهن كن على علاقة غرامية بالمعني بالأمر وأنه كان يبتزهن ويهددن بنشر صورهن الحميمية وأمام تخوفهن كن يرسلن له المال ، فيما صرحت الثالثة ( ز.ز) البالغة من العمر 26 سنة، التي كانت تجمعه بها علاقة جنسية والمتابعة في حالة سراح، أنها كانت من ضحاياه في النصب والابتزاز الجنسي، وكان قد استعار منها هاتفها النقال.

الموقوف المثير للجدل متهم بنشاطه في مجال يربح منه أمولا طائلة في ميدان الدعارة والوساطة، ففي البدء كانت تجمعه علاقة غرامية مع شابة مطلقة كان قد وعدها بالزواج مدعيا أنه موظف في وزارة السياحة، ما دفع هذه الأخيرة لمساعدته مرات عديدة وإرسال تحويلات مالية على شكل دفعات بغرض إنشاء وكالة للأسفار، ليخبرها بعد ذلك بأن هاتفه سرق منه ويحتاج هاتفها النقال، لم تفطن إلى أنه كان يحتوي على صورها وفيديوهاتها الشخصية، ليتطور الموضوع لاحقا للابتزاز قصد الحصول على المال، مستغلا صورها الحميمية ، ليذهب إلى حد إرغامها تحت التهديد على تصوير نفسها عارية قصد استقطاب الزبائن وحثها على ممارسة الدعارة مع الأجانب وتسليمه المبالغ المتحصل عليها من ذلك، كما أنه عمد في سنة 2018 على إجهاض هذه الأخيرة، عقب حملها من علاقة غير شرعية.

حصيلة التحقيقات: إعتقال 5 أشخاص ومتابعة دنيا وابتسام في حالة سراح

 

مكنت التحقيقات التي أجريت في ملف "حساب حمزة مون بيبي" من طرف المصالح الأمنية بمدينة مراكش إلى اعتقال 5 أشخاص يشتبه تورطهم في هذا الملف الذي زلزل عرش الكثيرين.

وحسب مصادرنا، فإن الأمر يتعلق بمراسل صحفي متهم بالتورط في هذا الملف، حيث يتواجد حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي، إضافة إلى الشاب (أ.ع) الذي سبق وأن ظهر في فيديو رفقة المراسل المشار إليه أعلاه، حيث قدم نفسه كواحد من مسيري ذاك الحساب، وهو الشاب المنحدر من مدينة أكادير كما ذكرنا سالفا.

وإضافة إلى ذلك، فقد ضمت قائمة المعتقلين في هذا الملف شابة مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعلق الأمر ب (س.ك) التي تتواجد بدورها رهن الاعتقال الاحتياطي، وذلك إلى جانب (ع.ز) الذي تم اعتقاله بمدينة القصر الكبير، حيث اتهم بتهم ثقيلة تتعلق بالاتجار في البشر، وذلك بعد أن حول نشاطه إلى وسيط دعارة وإرغام فتيات على ممارسة الجنس مع الأجانب، وخاصة الخليجيين، إلى جانب إرغام فتاة على الإجهاض، كما تمت الإشارة إليه أعلاه.

وبخصوص الشقيقتين دنيا وابتسام باطما، فقد كانت فضيحتهما أكبر من الآخرين، وخاصة بعد إصرار الفنانة دنيا على إنكار أن لها علاقة بحساب حمزة مون بيبي وانكارها بأنها توصلت بإستدعاء حول الموضوع.

وفي هذا الصدد، فقد قرر قاضي التحقيق بابتدائية مراكش، يوم الإثنين 30 دجنبر 2019، متابعة الفنانة دنيا باطما وأختها في حالة سراح، مع أدائها لكفالة قدرها 300 ألف درهم، مقابل أداء أختها ابتسام غرامة 100 ألف درهم.

وفي الوقت الذي تقرر فيه عقد أول جلسة للتحقيق يوم 10 فبراير المقبل، لم يستجب القاضي لملتمس النيابة العامة بشأن إغلاق الحدود في وجه المطربة المذكورة وشقيقتها.

وتتابع المعنية بالأمر بتهمتي "المشاركة في الولوج إلى المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، وبث أقوال وصور تمس بسمعة الغير دون الموافقة المبدئية للمعنيين بالأمر".

وكانت النيابة العامة لدى المحكمة الإبتدائية بمراكش، قررت في اليوم نفسه، إحالة الفنانة الغنائية دنيا باطما على قضاء التحقيق، ووضعها تحت المراقبة.

وعلى إثر ذلك، فقد تصدرت دنيا باطما قائمة اهتمام مواقع التواصل والإعلام بعد التحقيق معها في هذا الملف، وهو ما جعل البعض يشير إلى إلقاء القبض عليها بسبب القضية، ولكن عدة مصادر كشفت تفاصيل جديدة عن أزمة دنيا باطما في هذه القضية، وعلى رأسها صدور قرار بمنعها من السفر لحين انتهاء التحقيق معها.

وقضت دنيا باطما ما يقارب 12 ساعة أمام قاضي التحقيق بايتدائية مراكش، بعد أن وجه إليها اتهام رسمي بالتورط في إدارة حساب “حمزة مون بيبي” المتهم بابتزاز عدد من المشاهير وفضحهم بالإضافة إلى شقيقتها ابتسام والتي حقق معها في نفس القضية والتي ظهرت معها في الفيديو المسرب لهما أثناء التحقيق معهما.

ووقعت دنيا باطما في أزمة كبيرة بعد تعقد القضية وخضوعها لأول جلسات التحقيق برفقة شقيقتها وكذلك التحفظ على هاتفها المحمول ضمن التحقيقات في القضية الشهيرة والتي كانت قد نفت التورط بها أكثر من مرة الفترة الأخيرة خلال لقاءاتها الإعلامية بعد تردد وجود اسمها على لائحة الاتهامات قبل أن يوجه لها الاتهام رسمياً.

ومن الواضح أن دنيا باطما، وبعد فضح حساب حمزة مون بيبي، باتت تهج سياسة التبرؤ من كل من له علاقة بذاك الحساب، وخاصة  صديقاتها المتورطات فيه.

فعد أن ظهرتا معا كثيرا في عدة مناسبات وحفلات، حسب ما توثقه مقاطع فيديو عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خرجت الفنانة دنيا باطما بتعليق في حق صديقتها المشهورة بمواقع التواصل، كتبته على حسابها بموقع انستغرام، مفاده: ‘أشفق على بعض المواقع التي تنشر هذه الاكاذيب رغم أنها لم تكن موجودة معي’.

وكانت باطما قد ظهرت مع تلك الفتاة في حفل عقيقة "كوبل مراكش" ياسين وسهام، بعد أن سهر الإثنان وبمساعدة أشخاص آخرين في مجال تموين الحفلات على إتمام حفل العقيقة وجمع تبرعات لشراء منزل للثنائي المذكور.

وهي فرصة استغلتها تلك الفتاة لمدح دنيا باطما في حوار لإحدى المواقع الإعلامية، كما تحدثت في نفس الحوار الإعلامي عن الحساب الوهمي المثير للجدل ‘حمزة مون بيبي’، بشكل غريب وبطريقة تؤكد معرفتها الشخصية به.

كما أن دنيا باطمة بدورها كانت قد شاركت في مقطع فيديو إلى جانب مصممة متهمة بالتورط في حساب حمزة، من داخل بيتها بمدينة الدار البيضاء، حيث ظهرت دنيا وهي ترقص على انغام فرقة شعبية وقد أقدمت على إبلاغ التحية من خلاله لحساب ‘حمزة مون بيبي’.

دنيا باطما تشن هجوما على "مول الكرافاطة العوجة" والأخير يرد

أفاد مصدر موثوق، أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش أمر يوم الثلاثاء 31 دجنبر  2019، مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق جديد مع المغنية “دنيا باطما” رفقة أشخاص آخرين للاشتباه في تورطهم في قضية ملف الحساب الوهمي “حمزة مون بيبي”.

وبحسب ذات المصدر، فإن قرار الوكيل العام للملك، جاء بناء على الشكاية الإضافية التي تقدم بها يوم الاثنين 30 دجنبر الجاري، “محمد المديمي” رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان، ضد المغنية المذكورة وبعض مسيري الملاهي الليلية بمدينة مراكش، طالبا من خلالها بفتح تحقيق مفصل في شأن تكوين عصابة إجرامية تنشط في الابتزاز والتهديد والسب والقذف والمس بالحياة الخاصة للأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يتهم فيها دنيا باطما بالسب والقذف والتشهير على إثر نشرها لتدوينات عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”، وجهت من خلالها عدة إهانات له ووصفته، على حد تعبيره، بـ”مول الكرافاطة العوجة”.

هذا، ومن المنتظر أن تباشر مصالح الفرقة الوطنية التابعة للشرطة القضائية تحقيقاتها التفصيلية من جديد للوقوف على جميع الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية.

ولازالت خيوط قضية الحساب الوهمي ” حمزة مون بيبي” تتناسل، بعد تولي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مهمة التحقيق فيها، من أجل الوصول لكل المتورطين في هذا الحساب المجهول الذي ظلت تتزعمه عصابة إجرامية خطيرة لمدة ثلاث سنوات على التوالي.