يطمح المجلس الاقليمي للسياحة باٍقليم الحوز، اٍلى جعل اٍقليم الحوز، قبلة سياحية مهمة، تروم الرفع من مستوى المشاريع التنموية المهمة، التي يستفيد منها من خلال قطاع السياحة، لتحسين ظروف عيش السكان، وتأهيل القطاع ليرقى الى مستوى تطلعات السكان والمسؤولين، لاسيما أنه يتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة.
وقام المجلس السياحي للحوز، بعد خطوات وإجراءات مهمة في مجال النهوض بالسياحة، مباشرة بعد توليه مسؤولية تدبير مركز الاستقبال السياحي بمدينة تحناوت، رغم قلة الامكانات المادية.
ويهدف المركز السياحي الذي تم تدشينه سنة 2017، من قبل سلطات الحوز بشراكة مع المجلس الاقليمي بعمالة الحوز، وبلدية تحناوت، اٍلى المساهمة في تحديد خريطة الاقليم السياحية، والنهوض بهذا القطاع الحيوي. وللمزيد من التفاصيل حول عمل المجلس الاقليمي للسياحة ومركز الاستقبال السياحي للنهوض بقطاع السياحة والسياحة التضامنية وتنظيم هذا القطاع، استضافنا مدير مركز الاستقبال السياحي، عبدالكريم واشيخ، وأجرينا معه الحوار التالي:
نشكركم على استضافتنا، ونود في البداية أن تطلعوننا على أهمية اٍحداث مركز الاستقبال السياحي؟
في البداية لابد لي أن أشكر جريدة مراكش الاخبرية على هذه الالتفاتة، و اؤكد لكم أن الاعلام شريك حقيقي لأي عمل يدخل في التنمية.
وجوابا على سؤوالكم، اٍن مركز الاستقبال السياحي، يدخل في اٍطار السياسة الوطنية التي تسهر وزارة السياحة على تزيلها، وتهم بناء مجموعة من فضاءات الاستقبال السياحي بعدد من مدن المغرب، وكان أول مركز قد تم تشييدها في منطقة افران ثم شفشاون وتلاه مركز أكادير ثم اٍقليم الحوز.
وأنجز مركز الاستقبال السياحي الخاص بإقليم الحوز من قبل الشركة المغربية للهندسة السياحية، بشراكة مع بلدية تحناوت التي ساهمت بالعقار، وبشراكة مع المجلس الاقليمي للحوز.
وتتحدد أهداف المركز في ثلاثة نقاط أساسية، وتهم استقبال وتوجيه الوفود السياحية التي تحل على اٍقليم الحوز، كما يعتبر مقرا يجمع جميع المهنيين العاملين في قطاع السياحة بذات الاقليم من أجل العمل على سن استراتيجية موحدة للتعريف بمؤهلات الاقليم على المستوى الوطني والعالمي، اٍضافة الى بحث العمل على الانعاش السياحي.
هل من أنشطة مهمة قام بها المركز السياحي؟
بالتأكيد، فاٍن مركز الاستقبال السياحي بمدينة تحناوت، قد انخرط المركز في تنظيم عدد من الأنشطة السياحية المهمة في بداية افتتاحه، تحت اشراف المجلس الاقليمي للسياحة بالاقليم، كانت أولها استقبال رئيس الصحفيين والكتاب المختصين في قطاع السياحة،وهو الوزير السابق لوازرة السياحة في تونس، ثم استقبال رئيس فيدرالية المغربية للصحافيين والكتاب في قطاع السياحة بمدينة الدار البيضاء، وتم على هامش هذا اللقاء، بحث سبل تطوير علاقات العمل للارتقاء بقطاع السياحة بالحوز.
كما تم استقبال كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة، مريم بوطالب، والتي نال اعجابها فضاء مركز الاستقبال السياحي، وكذا أهم الأنشطة التي يشرف المجلس الاقليمي للسياحة على تنظيمها، كما نوهت بجهود المؤسستين في النهوض بهذا القطاع بالاقليم.
وكانت لهذه الانشطة التي تم تنظيمها من قبل المركز، بعدا عالميا و وطنيا مهما، ساهم في الرفع من مستوى تجميع المعلومات في اٍطار تبادل الخبرات والتجارب، للدفع بعجلة تنمية القطاع، من خلال الأعمال المتوصلة والمشتركة في مجال الترويج للمؤهلات التي يزخر بها الاقليم.
وكان هذا الفضاء السياحي، قد دعا الى لقاء تواصلي مهم، لفائدة جميعا لمرشدين السياحيين بالاقليم، وعرف عرض أهم المحاور الاساسية للنهوض بقطاع السياحة بالحوز، وكان السبب في تأسيس جمعية المرشدين السياحيين.
أنشطة سياحية مهمة تتمركز في مناطق دون أخرى، ما تعليقكم؟
أعتقد أن سؤالكم مهم للغاية، غير أن وظيفة المركز في مرحلتها الأولى، تهم التأهيل والتأطير وتنظيم الجمعيات المهنية التي تنشط في قطاع السياحة، وكنا قد عقدنا لقاءات مكثفة مع المرشدين الجبليين والسياحيين، ويأتي الدور على أصحاب المؤسسات السياحية، من أجل تكوينهم في اٍطار جمعية اٍقليمية.
ومن المؤكد أن المجلس الاقليمي للسياحة، يعلم بعدم توازن الأنشطة السياحي بمناطق الحوز، وهذا راجع أساسا الى وكالات الأسفار التي تشرف على تنظيم الرحلات سواء من المدينة الحمراء، أو من مدن مختلفة أو من خارج أرض الوطن، وهي التي تحدد المناطق لفائدة السياح.
غير أن هدفنا نحن في المؤسستين، هو تنويع المنتوج السياحي الخاص بإقليم الحوز، وخلق خطوط جديدة سياحية، والرفع من مستوى الرواج السياحي بعدد من المناطق التي لا تستفيد من هذه الحركية السياحية المنظمة،بوادي الزات وأمزميز ونسبيا منطقة ويركان.
كما أن نجاح عملنا بخصوص دعم المناطق التي لا تعرف رواجا تجاريا، سيأتي بعد التنظيم التي تحدثننا عنه لفائدة الجمعيات المهنية، من خلال اعداد ورقة عمل مشتركة لتوحيد الرؤيا والجهود من أجل سياحة متكاملة مع مدينة مراكش، وبشراكو مع جميع الفاعلين السياحيين، وكذا بحث الاستفادة من عائدات السياحة العالمية التي تحظى بهى المدينة الحمراء والمتمثلة في تظاهرات عالمية.
ونطمح أن نقوم بتطوير منتوج الحوز السياحي، اٍذ أن الاقليم حاليا يتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة، دون تطوير المنتوج، ونراهن على خلق منتوج مهم في مجالات موازية لجذب السياح، بشراكة مع الفاعلين من أنحاء الوطن، وبشركات عالمية، كما نسعى الى خلق أنشطة سياحية مهمة لتقوية قطاع السياحة من خلال خلق منتوج سياحي قابل للترويج، بشراكة مع وكالات الأسفار، وهذا هو العمل الذي نركز عليه وننظم بشأنه رحلات ولقاءات واجتماعات بشكل متواصل.
هل تؤمنون بأن السياحة التضامنية لها دور كبير في التنمية المحلية؟
أكيد نحن نهتم بالسياحة التضامنية، وجميع المشاريع التي نواصل انجازها مع الفاعلين، فهي تستحضر السياحة التضامنية، بتنسيق مع الفاعلين. فالمجلس الاقليمي للسياحة واعي تماما بأهمية هذا الموضوع، وتم مؤخرا انجاز نشاطين لفائدة دوارين قرويين بمنطقتي اكونسان باوريكا و دوار اوراكن بجماعة اغواطيم، والهدف منها هو دعم السياحة التضامنية، حتى تسير في اتجاه التنمية المستدامة.
ونعمل على اقناع وكالات الاسفار بهذا النوع من السياحة، بتنسيق مع المجتمع المدني الذي يحمل نفس التوجه، وما يؤكد عملنا على هذا الموضوع، تنظيم رحلة للرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة اوريكا، وعدد من الرحلات الموازية.
هل يساهم المركز في تيسير استفادة العاملين في قطاع السياحة من الرخص؟
بالنسبة للمجلس الاقليمي للسياحة بالحوز، وفضاء مركز الاستقبال السياحي بتحناوت، لا يمكنه ان بتدخل في اختصصات المندوبية الجهوية للسياحة فيما يتعلق بمنح الرخض، غير أن هذا لا يعني أن المؤسستين تؤكدان على ضرورة توفر الرخص لأي عمل سياحي كيفما كان.
وقد عملنا على احصاء جميع المؤسسات السياحية التي تنشط في قطاع السياحة، وسجلنا 126 مؤسسة، ضمنهم 98 مؤسسة مرخصة ومصنفة. وجاء هذا الاحصاء بناء على عمل ميداني دقيق، الغاية منه تحفيز اصحاب هذه المؤسسات على الانخراط في نظام التصريح بعدد ليالي المبيت، وهو نظام جديد تم اعتماده رسميا من أجل تنظيم القطاع. وتشرف على هذه العملية مديرية العامة للامن الوطني والدرك الملكي في العالم القروي.
كما أن الورش المهم الذي نطمح الى الانخراط فيه، هو دعم معالجة حوالي 120 طلب استفادة من الرخص في مجال قطاع السياحة، وكانت المندوبية الجهوية للسياحة بجهر مراكش، قد استقبلت هذه الملفات وتهم اقليم الحوز.
هل من شركات وطنية محلية؟
بالنسبة للمجلس الاقليمي للسياحة فهو عضو في جمعية حوز مبادرة، وعضو اللجنة الاقليمية للتنمية الاقتصادية، وكذا شريك فيدرالية "نير است" لتفعيل برنامج تكويني والتحسيس.
كما يطمح المجلس اٍلى عقد شركات مع وكالات أسفار ومنظمات وجمعيات غربية ومغربية، وكذا مع مؤسسة التكوين المهني بجهة مراكش أسفي.
كما يسعى المجلس الاقليمي للسياحة الى تحقيق الأهداف المسطرة في برنامجه السنوي بشراكة مع المتدخلين وشركائه، رغم قلة الامكانات المادية.
واٍلى ذلك، وصلنا الى نهاية حوارنا مع عبدالكريم واشيخ، مدير فضاء الاستقبال السياحي بتحناوت، الذي أكد على أن تنمية قطاع السياحة بالحوز، يحتاج الى مزيد من الدعم من قبل الشركاء، وكذا جميع المتدخلين بالحوز، اٍذ أن دعم المجلس الاقليمي بمجلس عمالة الحوز وبلدية تحناوت،يظل غير كافيا، والمجلس الاقليمي للسياحي غير قادر على لوحده على النهوض بهذا القطاع دون انخراط جميع المهنيين والعاملين أيضا في القطاع، الذين سيستفيدون من مبادرات مهمة تروم الرفع من مستوى جذب السياح الى الاقليم.
