ملاحظات حول خرجات نبيلة منيب للحديث عن أزمة التعليم
1044 مشاهدة
على السيدة الرفيقة نبيلة منيب أن تعي أن الخطاب الحماسي الشعبوي لا يفيد الاصلاح في شيء.
نحن نقدر انفعالاتك، و لكن يجب التحلي ببعض العقلانية و الاتزان في الخطاب
الطعن في الميثاق الوطني للتربية و التكوين جملة و تفصيلا ليس من باب الحق و الصواب و لا من باب الرؤية الإصلاحية السديدة.
فللميثاق إيجابيات كما له سلبيات، ولا يخلو اي شيء من هذه الأخيرة، كل شيء معرض للنقد و تصحيح المسار.
إن أسهل شيء في السياسة خصوصا و الحياة عموما حمل ففأس نيتشه و تحطيم ما هو قائم دون اقتراحات فعلية إجرائية دقيقة قابلة للتطبيق.
الانتقاد و الطعن و الهدم ممارسات تفضلها الجماهير الشعبية لعدم رضاها و امتعاضها من السياسات المنتهجة، و ترديد الشعارات الرنانة على مسمع الجماهير يوسع الهوة بدلا ان يرقع و يقارب و يقترح بدائل حقيقة. كذلك مصطلحات الزمن الشيوعي الكلاسيكي التي تتجاوز قدامتها القرن من الزمن لم تعد تغري لابتذالها و فراغ محتواها الواقعي. فما يفيد ان اردد مصطلحات من قبيل (النيو ليبيرالية، و الامبريالية المتوحشة، فلسطين و 0 في الامية، مدرسة الشعب، تجار الدين الذئاب الملتحية…) على جمهور أغلبه لا يعرف الفرق بين الاشتراكية و الرأسمالية، بل لا يعرف من هو اصلا. ان الحديث بخطاب اكل عليه الدهر و شرب و استعطاف قلوب المغاربة بمأساة الشعب الفلسطيني يدخل في باب الغباء السياسي، فقرانا المهمشة و بوادينا اشد بؤسا من أحلك المناطق في قطاع غزة.
إصلاح التعليم أيتها الرفيقة المحترمة ليس في تعريبه أو تمزيغه أو فرنسته، إصلاح التعليم يبدأ من القسم بتمكين نساء و رجال التعليم من آليات البحث العلمي و ضمان جودة تكوينهم و فتح آفاق الممارسة المهنية المبدعة لاقتراح وسائل تعليمية و تعلمية جديدة.
إصلاح التعليم ينبغي ان يبدأ من القسم إلى الوزارة و ليس العكس.
إصلاح التعليم و جودته تتم بانفتاح المدرسة على شركاء اقتصاديين و اجتماعيين و تحقيق الانفتاح الحقيقة على المحيط.
كيف نتحدث عن الإصلاح و المدرسة تغلق أبوابها في أوجه التلاميذ بل في أوجه الأساتذة أيضا؟؟
لن يكون للإصلاح أثر اذا لم يكن من الأستاذ و المدرسة بدل أن نتغنى بشعارات لا يفهم فحواها أحد.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق أما آن أوان تجديد الخطاب؟!