الماعشيون، الحالشيون والداعشيون
1011 مشاهدة
لقد اصبح كل مغربي يدرك عن قتاعة تامة، أن قيمة الملكية و شرفها و سموها لا يخرج من فراغ، فهي صمام الامان والاستقرار، وان ما يخرج من قريحة جلالة الملك شخصيا هو استحضار لرؤى بعيدة المدى واستشفاف للحاضر والمستقبل بعيون وافاق مستقبلية، و استتباب للامن و النظرة الأمنية الحكيمة لجلالة الملك والتي تعلو كل ما سواها، وهذا نابع من حكمة وتراكم خبرات السنين للمؤسسة الملكية المغربية بمعية المخزن المغربي و التي ابانت وتبين كل مرة عن علو معرفتها بالواقع بعيدا عن احلام الاحزاب السياسية، بعيدا عن الديماغوجية والبرمجة الخارجية، و الكل يعلم جيدا ان هذه المؤسسة أفنت قرون في خدمة الوطن والشعب ضد العديد من المؤامرات والتي تتعرض لها المنطقة المغاربية، مما يدفعنا للتمسك بها والدفاع عنها، وكل حر متعلم يعلم جيداً أبعاد هذه المؤامرات، فانطلاقاً من الوعي السليم و حس المسؤولية الوطنية، فلا بد من معرفة ان تطورات الأحداث الأخيرة في المنطقة المغاربية تكشف حجم المخططات الخارجية والمؤامرات التي تحاك وتنسج و تهدد من أمننا واستقرارنا…
لكن في المقابل، نجد عبر فكر معوج ألبسوه لباس الإرهاب، لباس الذل، عوض لباس العلم والمعرفة، عوض لباس الرحمة والانسانية، بل زادوه بلة كما يقال فغلفوه بالدين والدين منهم براء، والجميع يعلم ان المغرب ليس خارج المخططات العالمية وهو جد مغر للطامعين المتآمرين الخارجين واقرانهم الخونة الداخليين والمتحزبين، بل انهم سيوفرون أقوى الفرص للمتآمرين والطامعين في وطننا لكي ينقضوا عليه براحتهم، لذلك لا مفر لنا ولا مهرب إلا أن نتكاتف ونتعاضد، ضد الشيعة المواعش الدواعش الحوالش، والتي تغري ابنائنا بالجوائز والمسابقات، وقد سبقت هذه التجارب في دول اخرى، فالحكيم من اتعظ بتجارب غيره، وإلا فلنعدل بلدنا ونوجهه ناحية القبلة ونصلي عليه صلاة مودع…
وما يزيد لبسا واستغرابا أن من بيننا ومن يعيش معنا من استحسن الثورات الشيعية ضد حكومات سنية، فالداعشيون شيعة المذهب والعقيدة، وهم يستعملون التقية لاخفاء هلوساتهم، ومن المضحكات المبكيات أن من المحسوبين على السنة من ينسبهم للسنة، و يتضح جليا ان هذه العقول مسمومة مدعمة بالفرقة والانقسامية وتوليد المشاكل ومدعمة باموال مجهولة، وهي تميل إلى تأجيج الفتنة بين المسلمين وابناء الوطن الواحد وخلق مرض رهاب الاسلام لدى الغربيين، ونسف كل سبل النهضة، و في نهاية الامر تركيع الدول لشركات القرصنة العالمية…
والجميع يعلم ان السنة في جميع امصار البلدان المسلمة وغير المسلمة أول من احرق بنار الداعشيين، بل قطع الدواعش أوصال السنة وهجروهم ودقو المسامير في جماجمهم، فهم انفسهم هم الحالشيون الشيعة المتنكرون، هم انفسهم هم الماعشيون الشيعة المخفيون، لكن الفرق ان الداعشيون خرجوا للعلن فحوربوا عبر تحالف بين دول العالم، أما الحالشيون فهم متخفيون، سريون، محميون ويحظون بالدعم والرعاية من دول وحكومات، وهذه حقيقة قائمة لا تقبل نقاشاً ولا فصالاً، ولابد من التنبيه أن الضمير الحي و هو ما ينقص العديد من الجهال، في ظل غياب العلم و المعرفة، وإدانة الإرهابيين الدواعش، فريضة حتى لو كانوا من الوطن، وإظهار التعاطف مع الضحايا حتى من غيره، ذلك ما يفرضه الضمير الحي، وهو جزء لا يتجزأ من الإنسانية والاسلام السمح الذي وصى به المرسلون.
وفي الاخير، فالإرهاب والعنف والتحقير، بل حتى تهميش الشباب والكفاءات ضمنيا، هو مقدمة للفكر الماعشي، الحالشي والداعشي، وهو الارضية التي ينشا عليها التطرف، وهو ليس حكرا وليس ظاهرا للعيان، بل هو فيروس يتفشى في صمت، وهم ما يعود بالإنسانية كافة إلى عصر الكامبري، ففي الوقت الذي ازدهرت فيه أشكال الحياة المتنوعة في جل اقطاب الارض، بالمقابل يريد البعض تحويل اراضينا لأرض قاحلة، لا يوجد فيها أكثر من عقد لقشرة التربة الميكروبية…و هذا ما كلف الأوطان العربية والمسلمة الاخرى أثماناً باهظة، لا تتوقف عند شلالات الدم وإهدار الأرواح البريئة، فضلاً عن التدمير الحيوي والبنيوي، بل يزيد على ذلك إشاعة مناخ الفتنة والقسمة وولادة الدويلات بعيدا عن المنطق و مناخ المعرفة…