الارشاد السياحي بمراكش… مهنة تقاوم العشوائية في غياب المراقبة الصارمة

1881 مشاهدة

 

عبد الصادق قاديمي "الارشاد السياحي مهنة مقننة منذ زمن بعيد"

 

تعتبر مهنة الإرشاد السياحي أحد أهم مكونات المنتوج السياحي بمدينة مراكش والمغرب ككل، الا أنها تعرف خلال الفترة الأخيرة بعض الاشكاليات المرتبطة خاصة بالجانب التنظيمي، حيث ظهرت مجموعة من الأشكال الاحتجاجية لمهنيي القطاع ضد بعض الفصول في القانون الجديد وخاصة الفصل 31.12.05 التي تقضي بادماج المرشدين غير المرخصين والذين يتوفرون على الكفاءة الميدانية عن طريق امتحانات مهنية.

في حوارنا لهذا العدد سنتعرف رفقة السيد عبد الصادق قاديمي رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين بمراكش اسفي، مرشد سياحي وطني ومرشد المدن والجولات والمدارات السياحية، عن قرب على مهنة الارشاد السياحي، وسنخوض معه في حيثيات المشاكل التي تتخبط فيها، وبما في ذلك المباراة التي أطلقتها وزارة السياحة.

 

ما هو تعريف المرشد السياحي ؟

المرشد السياحي هي كلمة محدودة التعريف، وحسب القانون المنظم لمهنة الارشاد 05/2012 فهو الشخص الذي يرافق السياح ويعمل على سلامتهم ويمدهم بالمعلومة، فهو مسؤول قبل كل شيء على سلامة السائح الذي يرافقه وأن يعمل على تأطير زيارته، اضافة الى امداده بالمعلومات بجميع أصنافها سواء التاريخية، الجغرافية، الاقتصادية أو الاجتماعية.

قانون الارشاد السياحي الجديد أي ما بعد سنة 2012، حدد أنواع المرشدين في صنفين، الاول صنف مرشدي المدن والمدارات السياحية والصنف الثاني مرشدي المجالات الطبيعية.

يعتبر قطاع الارشاد من بين أهم قطاعات السياحة وهو مكمل لباقي المهن الأخرى مثل النقل السياحي والفنادق ووكالات الاسفار، لكون المرشد السياحي يكون في علاقة مباشرة مع السائح وهو الوجه الحقيقي للسياحة والبلاد بصفة عامة.

مهنة الارشاد هي مهنة مقننة منذ زمن بعيد، ولا يمكن لأي شخص أن يمارسها اذا لم يكن مرخص، وقد تم تجريم مزاولتها بدون رخصة حسب الفصل 381 من القانون الجنائي. لكن مع الأسف فان عدم الوقوف على المراقبة الصارمة فسح المجال لبعض الأشخاص المتطفلين بممارسة المهنة.

ما هي وجهة نظركم بخصوص المباراة التي أطلقتها وزارة السياحة لادماج المرشدين السياحيين غير المرخصين ؟

ان مهنة الارشاد السياحي على غرار باقي المهن تتطلب مسارا تكوينيا وتعليميا خاصا، ويتم الوصول اليها عن طريق مستوى دراسي معين، وحددها القانون القديم في الباكالوريا بالنسبة لمرشدي الجبال وسنتين فما فوق من الدراسات العليا، التي تخول لهم الترشح لاجتياز امتحان وطني، قبل أن يضع القانون الجديد 05/2012 شرطا آخر يتمثل في قضاء فترة للتكوين.

لكن الى حدود الساعة لم يحدد القانون الجديد عدد السنوات في مدة التكوين، وبين صدور هذا القانون الذي أخذ وقتا طويلا من أجل تطبيقه والوقت الراهن، خلق فراغ كبير في الموازنة بين التطبيق والمراقبة القديمة، وبالتالي نجد من يشتغل حسب فصول القانون القديم وآخرون حسب القانون الجديد.

وفي هذا الصدد جاء القانون الجديد ببعض الفصول التسهيلية من أجل ادماج المرشدين غير المرخصين الذين يقدر عددهم بالآلاف، وهو ما حدده الفصل 31 الخاص بمنتحلي صفة مرشد سياحي، حيث كان التفكير في مرحلة انتقالية لحل مشكل هؤلاء الأشخاص عبر تنظيم مباراة خاصة بهم.

بالنسبة للمشرع كانت هذه الصيغة هي المناسبة لهم، لكن لدى المهنيين فهي تتسم بمجموعة من الثغرات وهي القضية التي خلقت الكثير من القيل والقال مؤخرا على المستوى الوطني وبلغت حدود البرلمان بعدما أعلنت وزارة السياحة عن اطلاق مباراة لما أسمته "ذوي الكفاءات"، يتم بموجبها السماح للمرشدين غير المرخصين بالولوج رسميا الى المهنة.

وأثارت هذه النقطة جدلا واسعا خاصة في صفوف الجمعيات المؤطرة للمرشدين السياحيين التي كان لها منظور مغاير الهدف منه تطوير المهنة والأساس منه أن يكون لهؤلاء الأشخاص مستوى تعليمي معين على غرار المرشدين المرخصين، وذلك لكونها أدرى بشؤون القطاع وعلى علم بالأشخاص الذين يمارسون في ظروف مشرفة ونظيفة.

في نفس الوقت كان لنا كجمعيات بعض التحفظ على هذا القرار، على الرغم ان المباراة الاولى قد أجريت منذ أشهر وتمكن حوالي 1000 شخص من اجتيازها بنجاح والاندماج في القطاع بشكل رسمي، وذلك لأن المشكل لا يزال مطروح ووجب البحث عن صيغ جديدة.

ما هي الأسباب التي تمنع من ايجاد حلول للارشاد السياحي غير المرخص ؟

ان معنى انتحال الصفة يشمل كل شخص يرافق السياح دون ترخيص، وهذا الأمر أصبح يعمل به بعض المهنيين بدور الضيافة والفنادق والنقل السياحي على هامش العمل المخول لهم، والظاهرة التي أصبحت اكثر انتشارا هي اقدام مجموعة من الأجانب بدور الضيافة على مرافقة زبناءهم عوض الاستعانة بمرشد سياحي مرخص.

ونحن نحاول جاهدا في اطار الجمعية التحسيس بهذا العمل غير القانوني ومحاربته حسب ما تخوله لنا حقوقنا القانونية، وقد سبق الوقوف على عدد كبير من الحالات، انما المراقبة المستمرة تبقى شبه غائبة، وكدا لا يتم اصدار عقوبات في حق الموقوفين الأمر الذي يسمح لهم بالاستمرار فيما بعد.

ونجد حاليا المئات من الاجانب الذين استثمروا بالمغرب لكنهم يعملون في مجال الارشاد غير المرخص، مستغلين في بعض الاحيان المستخدمين لديهم، وأملنا أن يتم تفعيل القانون ضدهم بكل صرامة.

ما هو الدور الذي تلعبه جمعيتكم في قطاع الارشاد السياحي ؟

نحن كجمعية جهوية لجهة مراكش آسفي التي تعتبر الأكبر وطنيا في مجال الارشاد السياحي، وتمثل أكثر من ثلث المهنيين في المغرب، دورنا الأساسي يتجلى في التحسيس من خلال الوقوف على جميع الحالات المرتبطة بالمهنة بتعاون مع مصالح الامن والشرطة السياحية.

الى جانب ذلك حاولت الجمعية التركيز على مأسسة العلاقات، وضلت تطالب بأن تكون العلاقات بين المهن السياحية عن طريق مؤسسات عن طريق خلق تواصل بين الادارات والجمعيات المهنية، لأن المشرع نظم هذه المهن عن طريق الجمعيات التي يتم عبرها تأسيس الفدراليات التي تشكل بدورها الفدرالية الوطنية للسياحة.

على المستوى النظري نجد أن جميع الامور مضبوطة، انما في الواقع ليس هناك تفعيل حقيقي لدور هذه الجمعيات والفدراليات والتواصل فيما بينها، وهو الدور المنوط بالادارات.

ما هي الأمور التي ترغبون في تحقيقها لتطوير المهنة ؟

 من بين أهدافنا الأساسية هو أن يتمكن المرشدون السياحيون بمراكش من الحصول على مواقع خاصة بهم وسط المدينة الحمراء، ونحن نشتغل على انجاز هذا المشروع واخراجه الى أرض الواقع، وهو عبارة عن أكشاك للمعلومة السياحية.  

اخر الأخبار :