مشاهدة :

مشاهدة : 1545

المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمراكش يتسبب في احتقان بين ضحايا الكلاب المسعورة


تسبب المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمراكش، في حالة احتقان خطيرة بين عائلات مجموعة من ضحايا الكلاب الضالة، وخاصة المنحدرين من جماعات تابعة لعمالة مراكش، وذلك بدعوى أن هذا المكتب لا يعني إلا ساكنة الجماعة الحضرية بمراكش، أما ما تبقى فهو خارج عن اختصاصاتها، وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول مصير هؤلاء الضحايا، الذين لا تتوفر جماعاتهم على مكاتب حفظ الصحة الجماعية، أسيبقون عرضة لمضاعفات داء السعر في ظل الاختصاصات المحدودة لهذا المكتب؟؟ !!
الجواب نستقيه من الواقع، حيث ان عددا من ضحايا الكلاب المسعورة بعمالة مراكش…. يتكبدون معاناة كثيرة أمام لامبالاة مكتب حفظ الصحة الجماعي، وذلك لافتقار مجموعة من الجماعات التابعة لعمالة مراكش للمراكز الصحية، مما يجعلها تلتجئ إلى المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمراكش، إلا أن الأخير كثيرا ما رفض استقبال عدد من هاته الحالات بدعوى انها غير تابعة له في حين استقبل حالات اخرى وهو ما جعله في تناقض تام، وتسبب في احتقان بين مجموعة من المواطنين الذين اضطروا الى السفر نحو مدن اخرى من اجل الحصول على تلقيح داء السعار الذي أصيبوا به جراء تعرضهم لعضات الكلاب الضالة.
وما يزيد من الطلب على هذا المكتب، هو ارتفاع حالات الاعتداء التي يتعرض اليه خاصة الاطفال الصغار من طرف الكلاب الضالة التي تزداد أعدادها يوما بعد يوم، وذلك امام لعب السلطات دور المتفرج وبقاء ايديها مكتوفة إزاء افواج الكلاب الضالة التي سيطرت على مجموعة من الاحياء وصارت تشكل تهددا خطيرا على ساكنتها.
سيدي يوسف بنعلي، المحاميد، المسيرة، العزوية .. وأماكن اخرى بضواحي الحمراء كلها باتت تعاني من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة المسعورة، التي باتت تهاجم المواطنين ليلا ونهارا، مما يزيد الحاجة الى المراكز الصحية التي من المفترض ان توفر العلاج الكافي لمحاربة داء السعر.
وسبق أن تطرق الموقع الى خطورة ظاهرة الكلاب الضالة المنتشرة بمجموعة من أحياء مدينة السبعة رجال، والتي حاولت العديد من الأحوال التهجم على مواطنين صغار وكبار بالشارع العام.
ومع أننا تطرقنا للكثير من هاته الحالات إلا أن مسؤولينا لم يتحركوا إزاء الظاهرة بعد، والذين من الواضح انهم لن يتحركوا الى حين وقوع كارثة من وراء هذا الموضوع.
والأفظع ما في هذا الأمر، لا يتعلق بالانتشار الكبير للكلاب الضالة وتزايد اعدادها يوما بعد يوم، وإنما يرتبط بعدم توفر اللقاح المضاد لعضات الكلاب المسعورة بالمركز الصحي التابع للمجلس الجماعي لمراكش، وهو ما يعني ان صحة المواطنين مهددة بشكل خطير بسبب تلك الحيوانات الضالة وإهمال مسؤولينا.
وأكدت مصادر مسؤولة للموقع، أن المركز الصحي التابع للمجلس الجماعي لمراكش لم يكن يتوفر على اللقاح المضاد للسعار، الناجم عن عضات الكلاب المسعورة، حيث تمت مراسلة الوزارة المعنية في هذا الشأن من أجل توفير ذاك اللقاح في اقرب وقت، وهو الشيء الذي تم بعد تدخل ولاية جهة مراكش أسفي حيث تم تزويد مجموعة من المراكز الصحية بالجهة بهذا اللقاح، وخاصة بعد افتضاح امر عدم توفره في مقالات سابقة تم نشارها على موقعنا. 
وتفجر خبر عدم توفر ذاك اللقاح بالمركز الصحي لمراكش، على اثر تعرض تلميذ يدرس بالمستوى الثانوي منذ يومين لعضة كلب بمنطقة الويدان لتابعة لعمالة مراكش، حيث توجه الى المركز المذكور، ليطلب منه مسؤول به إحضار شهادة توجيه من طرف قائد منطقة الويدان، وهو الشيء الذي حصلت عليه أسرة التلميذ، دون ان يتم تلقيحه او تقديم اي علاج له، بدعوى ان المركز لا يقدم خدمات الا لمرضى المجال الحضري دون غيره، وهو الشيء الذي دفع الاسرة لتستفسر عن الموضوع، لتكتشف أن الامر لا يتعلق بذاك المبرر، وانما بعد توفر لقاح السعار.
ومن أجل ان يعالج هذا التلميذ، فقد قام برفقة اسرته برحلة شاقة بين مجموعة من المرافق الادارية، وذلك إلى ان قبل المكتب الجماعي لحفظ الصحة باستقبال هاته الحالة، بعد تدخل جهات مسؤولة.
ونفس الشيء حصل مع ثلاثة أطفال آخرين بجماعة تسلطانت التابعة لعمالة مراكش، وذلك بعد أن تعرضوا قبيل أيام إلى هجوم من طرف الكلاب الضالة، حيث قامت بعضهم، بشكل خلف عليهم أثارا تؤكد تعرضهم لداء السعر، مما جعل عائلاتهم تضطر إلى اللجوء إلى مكتب حفظ الصحة الجماعي بمراكش، ليتلقوا ردا صادما من طرف مركز محاربة هذا الداء التابع للمكتب المذكور. وعلى غرار حالة طفل من جماعة الويدان، والتي تطرقنا إليها أعلاه، رفض المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمراكش استقبال الحالات الثلاث القادمة من تسلطانت، مرشدا اياهم الى شراء التلقيحات المضادة لهذا الداء من الصيدليات، او الذهاب الى معهد باستور بمدينة الدار البيضاء للتلقيح. وأمام عدم توفر تلك التلقيحات بالصيدليات، اضطرت جماعة تسلطانت إلى تخصيص سيارة للإسعاف، من أجل نقل المصابين بداء السعر الى معهد باستور بالبيضاء، وأداء مبلغ 450 درهم عن كل شوكة تلقيح لكل طفل، حيث تم تنقيلهم إلى ذاك المكان لحصتين، هذا الى جانب حصة أخرى تمت يوم الجمعة الماضي، وهو ما شكل مصاريف باهظة لم تتمكن أسرة الأطفال من أدائها لتتكفل الجماعة بها.
هذا، وسبق أن راسلت جماعة تسلطانت مكتب حفظ الصحة الجماعي بمراكش، من اجل الاستفسار حول موضوع تلقيحات داء السعر، ليتلقى مجلس تسلطانت جوابا من طرف خديجة الفضي رئيسة ذاك المكتب، وذلك بتاريخ  14 يناير 2019، تشير فيه الى ضرورة استكمال التلقيحات الخاصة بداء السعر بالنسبة لحالات تعرضت لهجوم من طرف الكلاب الضالة في شهر نونبر الماضي، وهو ما يشكل استهتارا من طرف هذا المكتب الذي لم يعر اهمية للحالات الأخيرة المصابة، ليرجع بالزمن الى الوراء ويذكر بحالات تم علاجها فيما قبل.
وفي هذا الصدد، علمنا، أن طفلا آخرا أصيب صباح يوم الأربعاء 16 يناير 2019، بعضة كلب ضال بجماعة تسلطانت، وهو ما جعل مسؤولي الأخيرة مضطرين مرة أخرى إلى التنقل إلى مدينة الدار البيضاء، من أجل تلقيح المصاب، عوض انتظار جواب من طرف مكتب خديجة الفضي، الذي قد لا يكتب إلا بعد مرور 3 أشهر.

3 commentaires sur “المكتب الجماعي لحفظ الصحة بمراكش يتسبب في احتقان بين ضحايا الكلاب المسعورة

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

اخر الأخبار :