لعنة الشاحنات تلاحق معلمة باب أغمات بمراكش…

1078 مشاهدة

 
 
تعتبر مدينة مراكش إحدى أهم المدن المغربية التي نالت النصيب الأوفر من المعالم التاريخية التي تزخر بها المملكة، وذلك بفضل الدور الذي لعبته هذه المدينة في العصور السابقة، خاصة وأنها كانت عاصمة للمغرب وملتقى للقوافل التجارية القادمة من جنوب الصحراء .
وإذا كانت هذه الأهمية التي تضطلع بها هذه المآثر? والتي بفضلها أصبحت مراكش الوجهة السياحية الأولى بالمغرب والمدينة ذات الاشعاع العالمي? فإن عددا من هذه المعالم الشامخة يعاني من مشاكل قد تهددها بالانهيار والزوال? إما بسبب الإهمال الذي طالها أو بسبب عمليات ترميم التي اجريت عليها? لافتقادها الخبرة والحرفية في هذا المجال.
ومن بين أهم هاته المعالم التاريخية، باب اغمات الذي يشكل أحد أهم الأبراج بالجهة الشرقية لأسوار مدينة مراكش، وهو باب يتكون من قوسين كبيرين وعريقين شهدا عدة عصور وتواريخ وتغييرات، حيث يقع بمدخل حي سيدي يوسف بن علي، وهو حي قديم  تتوسطه مقبرة شاسعة جدا، ويوجد بالقرب من  سوق الربيع وحي بوسكري، وينفتح على الجهة الشرقية من المدينة العتيقة على الطريق المؤدية إلى حي باب أيلان وبوسكري وزاوية سيدي امحمد بن صالح.
ورغم أهمية هذا الباب، والترميمات التي أجريت عليه، الا انه من الواضح أن لعنة تلاحقه، حيث وبعد ساعات قليلة من عمليات الترميم يتم هدم الجزء المرمم، وذلك بفعل مرور وسائل النقل الكبيرة التي تؤثر على جنبات ذاك المكان من الأسفل ومن الأعلى، وذلك لعدم استيعابه لتلك الوسائل، ويخص الحديث هنا، الشاحنات الكبيرة، التي تعمل على نقل مجموعة من البضائع الى الاحياء التي تتواجد داخل سور غمات، وخاصة شاحنات نقل الخضر، والفحم والخشب….
ومن الواضح انه وامام تلك اللعنة التي تلاحق باب اغمات، تقاعست السلطات، عن اجراء عمليات ترميم اخرى لهذا الباب الذي من الواضح انه بات يفقد هويته التاريخية ويعاني الاهمال الشديد مقارنة مع الابواب الاخرى بعاصمة النخيل، والتي تم ترميمها بشكل جيد، مع اتخاذ اجراءات للحفاظ على هويتها، وذلك عبر نصب علامات منع مرور الشاحنات والتعامل بصرامة مع كل من تطاول على هذا الاجراء. 
ومع أن علامة منع مرور الشاحنات منصوبة بباب اغمات، الا ان لا احد يكثرت لها، وذلك بشكل تضيع معه معالم هاته المعلمة التاريخية، مما جعل الكثيرون من المهتمين بالشأن المحلي لمدينة مراكش، يتساءلون عن دور تلك العلامة، ما دام أن لا احد يحترمها، ولا رجل امن يسهر على تطبيقها، رغم ان دائرة امنية لا تبعد عن هذا المكان الا بأمتار قليلة.
وأمام هذا، طالب مجموعة من المهتمين بشأن أسوار مدينة مراكش، بضرورة الاعتناء بهاته المعلمة التاريخية، عبر ترميمها بطريقة تحفظ هويتها الناريخية، دون أن ننسى دور رجال الأمن في تطبيق القانون على كل من حاول تجاوز علامات المنع المنصوبة في ذاك المكان، خاصة اتجاه الشاحنات الكبيرة التي باتت تشكل لعنة لهذا الباب.
اخر الأخبار :