الصويرة مدينة الذهب المزيف……ليس كل ما يلمع ذهب 

1041 مشاهدة

 اذا ما كان الاستثمار السياحي احد المرتكزات الذي تعتمد عليه مدينة الصويرة، منذ العشرية الأولى من القرن الواحد  والعشرين ، حين  بدأت الدولة  بالتشجيع على الإستثمار في القطاع السياحي بإعتباره يساهم في  إعداد البنية التحتية الملائمة معتمدا على التوازن الاقتصادي للمدن  بإنشاء  فنادق تقليدية،  رياض أو عصرية ، كالفنادق المصنفة و المطاعم، بالإضافة الى  التركيز على أوجه استقطاب السياح بتشجيع الرياضات البحرية و غيرها من الأنشطة الثقافية كتنظيم المهرجانات، و هذا ما ساهم بشكل كبير في ان اصبحت الصويرة متميزة بالإضافة طبعا لموقعها الجغرافي الواقع بين منطقتين سياحيتين في القطاع السياحي بالمغرب أكادير و مراكش ، مم جعلها  تبوأت مكانة سياحية عالمية بجانب السياحة الداخلية.
ورغم  ان مناخها غير معتدل مقارنة بباقي المدن خصوصا مدينة مراكش، الجارة الشرقية للصويرة التي يشتد بها الحر خلال الصيف فقد سجلت مدينة الصوير نسب قياسية في مجال السياحة. 
و رغم ان مدينة الصويرة تتوفر على أكثر من 400 مؤسسة سياحية من بينها مؤسسات تشغل اكتر من 350 أجير  الا ان كل هذا  لم يساعد في توفير فرص شغل قارة لأبنائها خصوصا فئة الشباب ، فبعد إغلاق اكثر من 7 مصانع و مغادرة مستثمرين كانوا يساهمون في توازن إقتصاد المدينة و بعد تراجع الصناعة التقليدية و تدهور التجارة أصبح العديد من الساكنة يعانون من الفقر و الهشاشة التي سببها بالطبع عدم قيام أعيان المدينة و رجال أعمالها بإنشاء مشاريع تنموية تحقق الأهداف المرجوة للصالح العام. 
و بما ان التسويق الإعلامي الذي تتبناها وسائل الإعلام الوطني و الدولي يظهر مدينة الصويرة كأنها السويد مم جعل الكثير يعتقد ان أبناء هذه المدينة يعيشون في رفاهية بينما اغلبهم يعاني في صمت جراء التهميش و الفقر. 
و لا شك ان شباب مدينة الصويرة اضحوا مقتنعين ان مدينتهم لا يمكن ان توفر لهم ما يطمحون اليه  من عيش كريم و الحصول على عمل قار يساعدهم في ان يستقروا استقرارا تام .
وقد لا  يختلف إثنان كون مدينة الصويرة و شبابها الذي أصبح يتمزق مستقبله ببروز ظواهر خطيرة فتاكة تتجلى في إنتشار المخدرات بشكل كبير دون تصدي حقيقي من طرف الجهات المعنية و المختصة ، اذ ذلك يرجع دائماً لعدم وجود فرص الشغل و غياب تام للوعي الإنساني بالنسبة لأغنياء هذه المدينة الذين أغلبهم ينتظر مرحلة الإنتخابات ليقامر بشيء من ماله المتراكم من مجموعة الاستفادات القانونية و غيرها ليستحوذ و يحتكر البلاد و العباد و ينهب ثروات الإقليم من رمال ذهبية بمختلف الشواطئ و يستفيذ من البقع الأرضية الشاسعة  له و لذاويه و من معه دون منح أدنى فرصة لمن يستحق من أسر ضعيفة معوزة فقيرة. 
و العديد من الفعاليات المجتمعية على اختلاف أشكالها و اطيافها و تنوع ألوانها بالإضافة الى هيئات سياسية نقابية حقوقية مدنية حركية تفرقت و تكسرت بفعل فاعل حتى يقع التشت المجتمعي و يضيع حق المواطن المقهور و المظلوم بين مؤيد ومعارض لواقع مدينة  الذهب المزيف. 
و بالطبع دون أدنى شك ان جميع القطاعات العمومية الحكومية و المؤسسات التابعة للدولة بل الدولة برمتها تساهم بشكل كبير في فشل ذريع بجميع المقاييس لتدهور الأوضاع المرتبطة بعدة مجالات في مدينة الذهب المزيف.

اخر الأخبار :